مبادرة كندية فريدة…استخدام الفنون كعلاج للمرضى

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

تتم دراسة مبادرة جديدة وغير تقليدية في كندا تسمح للأطباء أن يصفوا “الفن” حرفياً لمرضاهم كدواء، من خلال منحهم حرية الوصول إلى أي متحف محلي.
سيتمكن هؤلاء المرضى وأحبائهم من التجول في متحف مونتريال للفنون الجميلة (MMFA) مما سيؤدي إلى تعديل مزاج المرضى وتهدئتهم.
تعد هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في العالم. بالطبع، لا يمكنك استبدال العلاج التقليدي بمجموعة من اللوحات، لكن الفكرة من المبادرة هي المساعدة التي يقدمها الفن في الخطة العلاجية للأشخاص.
وبموجب البرنامج الجديد، سيتمكن أعضاء الجمعية الفرنكفونية للأطباء في كندا (MFdC) من وصف نحو 50 وصفة طبية لمرضاهم.
ستكون هذه الوصفات متاحة لأولئك الذين لديهم مجموعة واسعة من الأمراض العقلية والجسدية، كل واحدة من هذه الوصفات ستسمح لشخصين بالغين وشخصين قاصرين بزيارة المتحف مجاناً.
وتم نشر بيان صفحي من قبل MMFA يتضمن التالي:
من خلال تقديم الدخول المجاني إلى مكان آمن ورحب، وتجربة استرخاء جيدة، ولحظة من الراحة، وفرصة لتعزيز العلاقات مع أحبائهم، ستساعد وصفات متحف MMFA-MFdC في استعادة المريض لعافيته.
قد تبدو هذه الفكرة كحملة تسويقية للمتحف، لكن هناك أدلة متزايدة على امتلاك الفنون البصرية –خاصة تلك التي تصور الطبيعة –آثاراً إيجابية على الصحة.
ومن ناحية ثانية، تبدو فوائد التمتع بالفن مشابهة قليلاً لفوائد النشاط البدني. حيث وجدت إحدى الأبحاث الطبية أن للفن تأثيرات كبيرة وإيجابية على الاكتئاب والقلق والحالة المزاجية والصدمات والضغط. وقد يمنح المريض القدرة على التكيف مع المجتمع واحترام الذات.
تنتشر هذه النتائج بشكل واسعٍ في الوسط الطبي، حيث ركزت نسبة كبيرة من المستشفيات في العالم على الأعمال الفنية باعتبارها “علاجاً”.
في الولايات المتحدة مثلاً، أدخلت نصف مؤسسات الرعاية الصحية الأعمال الفنية في برامجها الطبية، كالعلاج بالفن وإتاحة الفن البصري في المستشفيات.
ويقدم MMFA خدماته للمرضى الذين يعانون من مشاكل اضطرابات نفسية واضطرابات الأكل والتوحد والصرع ومرض الزهايمر. حيث أُدخل الفن في جميع هذه الخدمات. كما قام أكثر من 100 طبيب من MFdC بالتسجيل في هذا البرنامج التجريبي.
وقالت (نيكول بارينت) وهي رئيسة مؤسسة MFdC:
تُظهر الأرقام السابقة مدى انفتاح الأطباء ورغبتهم بتجربة طرق جديدة.
وهذه الوصفات الطبية ليست العلاج الوحيد غير التقليدي في العالم. ففي جزر Shetland في اسكتلندا، تُوصف “الطبيعة” كعلاجٍ للمرضى. أي باستطاعة المرضى الذهاب إلى الطبيعة والتمتع بمنظر الغيوم مما يحسّن ضغط الدم عندهم ويحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما يحسّن هذا العلاج من الحالة النفسية للمرضى.