ليست أزمة ليرة؟ إنها أزمة نظام وسلطة وأخلاق؟

 

 

 

 

بقلم : د. حسن خليل

يتقاتلون على موازنة مشاريع لمصالح شخصية شعبية او مالية او مذهبية او مناطقية، ويسحبون من موازنة X ١٠٠ مليار ليرة اي ٦٦مليون دولار، وتحويلها الى موازنةY.

ينهمكون بالقشور ويجهلون او يتجاهلون الجوهر.

لا يناقش المجلس النيابي ، ولا مجلس الوزراء بند خدمة الدين البالغ ٦،٥ مليار دولار، والذي يمثل نموذج المملكة المصنوعة من رمل ستنهار في فيضان قريب.

انه بالعربي الفصيح وبالصوت العالي دولة تركيب الطرابيش PONZI SCHEME المستمر منذ ١٩٩٥. اي لك علي دين، سجله واضيفه على الاصل، ثم ادفع لاخر من دينك واستدين من ثالث.. اكسروا حلقة الفوائد الاصطناعية وواجهوا الحقيقة.

اوقفوا مهزلة مشاريع الكهرباء، والمولدات واستيراد المشتقات النفطية، ونظرية تكبير حجم الاقتصاد بدل المحافظة على ما تبقى من ودائع تسمونها احتياط ليست ملك ابوكم بل ملك الناس، بعد ان أهدرتم واسأتم امانة اكثر تلك الودائع. اعلنوا فشل خرافة الحفاظ على سعر الصرف، والتي كانت اداة لتعبئة الجيوب الممتلئة. الغوا المحميات التابعة للدولة والتي جعلتموها كانها مراتع سكر وعربدة لكم فقط، او لمن يحظى بمباركتكم.

حبل الكذب القصير والذي عمره عمر اتفاق الطائف انقطع، والحقيقة تفرض نفسها.

حتى جماعاتكم تحتار كيف تنفض يدها منكم لولا الوظائف والاغنام والانفال. غدا سيقولون انهم لم يوافقوا يوما معكم، ولكنهم كانوا مرغمين. اذهبوا الى المجتمع الدولي واطلبوا مساعدته بفريق تقني لا يكون من ازلامكم، لان الفاشل يختار فاشل وينتج دولة فاشلة كما تختارون هؤلاء الملقبين خبراء غب الطلب.

لم يعد من وقت الا القليل. اما اذا ابتزيتم المجتمع الدولي لشراء الوقت حتى ظهور الغاز السحري، من خلال الشحادة بدءا من باريس ١ الى ٤ الملقب سيدر، فشراء الوقت يزيد البلد سرقة ونهبا وإجراما. توقفوا عن ان تستأنسوا فقط لازلام البلاط الذين يهزون رؤوسهم بهز رؤوسكم مستهزئين بما يشاع عن ما يقال عنكم. اليوم ازمة محروقات وغدا دواء وقمح وسكر. اوقفوا المكابرة.

لا نريد اعتراف بالخطأ بدءا من الاختيارات لملء اكثر المراكز السياسية واغتصاب القضاء الذي يجب ان يفتخر بعذريته من الفساد الى ان اصبح مغارة له، بل حياء انه ما من موقوف واحد. هذا له حماية لانه “من جماعتنا” وذلك لانه من ديننا”.. لذلك لانخجل باخلاقنا ان نتوسل لكم ومنكم ان تتركوا فرصة أخيرة لإنقاذ البلد حتى لا ياتي يوما يطرق الفقراء ابوابكم الحديدية المحروسة من مسلحين تماثيل شمع لن تنفعكم.

 

*رئيس “تجمع استعادة الدولة”