لعيد الأم حكايات وتفاصيل وطقوس.. الاغريق والرومان أقرنوه بمهرجان بالربيع

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

يحتفل ملايين الناس كل عام بعيد الأم، فمن أين جاءت فكرة هذه الاحتفالات؟ وكيف تختلف أوقات وتفاصيل الاحتفال من دولة لأخرى؟
بريطانيا
أول من بدأ الاحتفال بيوم الأم في تاريخنا المعاصر هم البريطانيون في القرن الـ17، وتزامن الاحتفال فيه مع الأحد الذي يسبق بثلاثة أسابيع عيد الفصح في البلاد، أي في الـ6 من آذار/مارس. وكان هذا اليوم في الأساس، يوما لتكريم وشكر السيدة مريم العذراء، إذ يتوجه الناس لزيارة الكنيسة الرئيسة أو الكاتدرائية. لاحقا، تمدد هذا الاحتفال من شكر السيدة مريم العذراء إلى شكر وتقدير الأمهات كافة.
أما بدايته في الولايات المتحدة فكانت عندما طالبت الكاتبة والشاعرة الأمريكية جوليا وارد هاو، عام 1870، بتخصيص يوم للاحتفال بعيد الأم -بعد أن كتبت كتابا عن الأم- مطالبة بإعلانه يوم عطلة رسمية تقديرا لها، إلا أن جهودها لم تتكلل بالنجاح.
بعد ذلك، بدأت فتاة أمريكية تدعى آن ماري غارفيس، عام 1908، حملة تنادي بجعل يوم الأم يوما معترفا به رسميا، بعد أن تأثرت كثيرا من وفاة والدتها، تعبيرا منها عن رغبتها بتكريم الأمهات والاعتراف بمعروفهنّ الكبير. وبعزيمة قوية، بدأت آن والعديد من مؤيدي فكرتها بالضغط من أجل الحصول على اعتراف بيوم الأم في الولايات المتحدة. وخلال فترة قصيرة، اكتسبت فكرتها شعبية كبيرة، لتصبح ولاية فيرجينيا أول ولاية تعترف بإجازة عيد الأم عام 1910. وفي 8 مايو/أيار 1914، وقع الرئيس وودرو ويلسون قرارا يحدد الثاني من أيار/مايو من كل عام عيدا للأم.
عربيا:
أول من طرح تطبيق فكرة يوم الأم في الوطن العربي هو الصحافي المصري الراحل، مؤسس جريدة “أخبار اليوم” علي أمين. وكان ذلك في مقالة له، قال فيها: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق”.
وأضاف: “في هذا اليوم، يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون لهنّ خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو (ربنا يخليكِ)، لماذا لا نشجع الأبناء في هذا اليوم على أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، ولكن أي يوم في السنة نجعله عيدا للأم؟”.
ويقال إن سبب كتابته للمقال، كان بعد قصة حدثت معه؛ فقد قامت إحدى الأمهات بزيارته في مكتبه، وقصت عليه قصتها. وكانت القصة تدور حول حياتها مع أبنائها بعد أن توفيّ زوجها، فقد كرست حياتها لرعاية أطفالها الصغار، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، وحصلوا على الاستقلالية في حياتهم، ثم انصرفوا عنها تماما. وهكذا خطرت الفكرة لأمين بتخصيص يوم للأم كرد جميل لها، وللتذكير بفضلها.
وبعد نشر مقالته انهالت الخطابات المؤيدة للفكرة إلى جريدة “أخبار اليوم”، واتفقت تلك الخطابات على تخصيص يوم 21 مارس/آذار من كل عام، يوما للأم، الذي يعد أول أيام فصل الربيع، وهكذا يكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
الإغريق
أما قديما فالإغريق كانوا أول من بدأ الاحتفال بيوم الأم، من خلال احتفالهم بمهرجان الربيع السنوي، تكريما للأم “ريا” زوجة الإله الأب “كرونس”، وفق المعتقدات. كما واحتفل الرومان القدماء أيضا بمهرجان الربيع المسمى “هيلاريا” تكريما للآلهة الأم “سيبيل” قبل حوالي 250 عاما من ميلاد السيد المسيح، بحسب ما ذكر موقع “mother day celebration”.