فلترحل الطبقة السياسية بمجملها.. نريده وطناً نظيفاً لاولادنا

بقلم : البرفوسور إيلي الزير*

استفاق الشعب اللبناني من كبوته، واكتشف الان ان كل ما حيك في الدور والقصور على اختلاف تلاوينها كانت اتفاقيان بمثابة “مؤامرات” كانت تنعقد بين الكبار، كل كبار المسؤولين والزعماء والقادة عليه.وعى الشعب الان انه كان الهدف الاول والاخير الذي عليه تعقد الطاولات وعلى تشتيته طائفياً ومذهبيا ومناطقيا وربما عرقيا كانوا يجتمعون من اجل استسهال صيدنا وتخويفنا من بعضنا البعض وإلحاقنا بمشاريعهم الهدامة التي هدمت اركان الوطن وبنى دولته التي كانت متينة.

ادرك اللبنانيون اليوم ان الطائفية لم تكن يوما هي الحل، بل ادركوا ان الوطن لبنان وحده هو الاب الحقيقي للكل فهو الذي يحضن جميع أبنائه دون تمييز او تفرقة.

كم انت عظيم ياشعب لبنان بتضامنك ونزولك الى الشارع، وكم انت حكيم تعرف كيف ترد وأين ترد ومتى . صحيح انهم استخفوا بعقولنا إلى حد لم يعد فيه الاستخفاف معقولاً، وباتوا يفكرون بتمرير نصباتهم وتهريباتهم في عز المحن والازمات ويتصيدون اقتناصنا عند وقوع المصائب والكوارث كما حصل الاسبوع الماضي يوم احترق لبنان وتشرد الناس من بيوتهم واجتمع الحكام لبحث الكارثة فإذا بهم يمررون تهريبة الضريبة على الواتس اب والدخان والتبغ والبنزين، وأكدوا لنا انهم مخلوقات من جنس آخر لا قلوب لهم ولا عواطف ولا ضمائر، كما أكدوا ان جل همومهم محصورة في سرقة اموال الناس وزيادة المداخيل الى خزينة يقتسمونها فيما بينهم بالقسطاس.

حماك الله ايها الشعب العظيم فانت من رددت الصاع الى اصله، وافهمت الكل انك شعب جبابرة لا تُقتَنَص واثبتت بتضامنك انهم صغار امامك وفضحت مخططاتهم وعريتهم امام خلق الله .

لم نعد نريد احدا من كل هذه الطبقة السياسية الفاسدة برمتها، فلترحل بمجملها، لا احد منهم فوق الغربال مهما ادعى العفة والنظافة. الكل متلوث بأموال اللبنانيين ودمائهم، ولا نريد احدا منهم.

نريده وطناً لاولادنا يديرونه بأنفسهم بنظافة كف وعفاف، بعيداً عن كل السراق واللصوص والمجرمين .وسنصل إلى ما نريد عما قريب.

إلى الامام أيها الشعب العظيم.


* اخصائي سمعيات