لا تتركوهم يخدعونكم ..السيجارة الالكترونية ليست بريئة كما يروجون

 

 

بقلم : الدكتور طلال حمود*

(الجزء الأول)

إنتشرت في الآونة الأخيرة السيجارة الالكترونية بديلاً للسيجارة العادية، فهي رائجة جداً بين الناس الذين يريدون التخلص من تدخين السجائر العادية، وبدأ بيعها بشكل كبير في الأسواق والمتاجر على الإنترنت للإقبال عليها، ويتساءل الكثيرون عن كيفية عمل السيجارة الالكترونية وهل هي بديل حقيقي للإقلاع عن التدخين؟ ، لهذا تعرفوا على كان من الضروري التعرف على مكونات هذه السيجارة وفوائدها وأضرارها وسبب رفض الكثيرين لها !

1-مبدء العمل: ظهرت السيجارة الإلكترونية في عام 2004 في الصين حيث تم إنتاجها، ثم تحولت للتسويق في العديد من الدول بما في ذلك البلدان الغربية خصوصا عبر شبكة الإنترنت.
وهي عبارة عن أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة. ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان. بل كل ما في الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن المتاجرين بهذه السجائر استخدموا بعض الوسائل غير المشروعة للترويج لمنتوجهم على أنه وسيلة ناجعة للإقلاع عن الإدمان على التدخين. وهو متواجد اليوم في العديد من الدول منها البرازيل وكندا وفنلندا وإسرائيل ولبنان وهولندا والسويد وتركيا والمملكة المتحدة.

تقوم البطارية بإنتاج جهد كهربي ما بين 3 فولت و6 فولت. يطبق الجهد الكهربي على ملف الكتروني ملفوف حول فتيلة مصنوعة من السيليكا. قطر الفتيلة مابين 1.5 مم و3 مم. مقاومة الملف الإلكتروني مابين 1 أوم و2.5 أوم، وسلك الملف مصنوع من الكانثال أو حديد وكروم والمنيوم, بقطر يتراوح بين 0، 16 و0، 40 مم. الملف الإلكتروني يكون داخل أنبوبة غير قابلة للصدأ داخل خرطوش مصنوع من البلاستيك أو الزجاج أو الحديد الغير قابل للصدأ. الأنبوبة تحتوي على منفذ لدخول الهواء من الخارج إلى الملف، فتحة الهواء بقطر بين 0.9 و1.8 مم ويصاحبها بلاستيك مرن يتحكم بمجرى الهواء. الفتيلة تقوم بشفط المحلول من الخزان وإدخاله إلى الأنبوبة داخل الملف. بالإضافة إلى الفتيلة، توجد فتحة تهوية أخرى صغيرة بين الأنبوبة والخزان. الفتيلة تحافظ على المحلول داخلها، وتقوم حرارة الملف بتسخين المحلول في درجة حرارة بين 120 و200 درجة مئوية لإنتاج الضباب (في حالة زيادة الحرارة قد يحترق المحلول ويصبح غير صالح للإستخدام). الضباب المبخر يعبر الأنبوبة ليصل إلى خارج السجارة الإلكترونية ليتم شفطه عبر الفم كعملية شهيق ويتم زفير البخار عبر الفم أو الأنف.

2- مكونات السيجارة الالكترونية: تقلد السيجارة الالكترونية السيجارة العادية بشكل كبير في التصميم ، مثل :
أ-مصباح صغير للإضاءة : تعطي السيجارة الالكترونية الإحساس وكأن المدخن يمسك سيجارة عادية، لهذا فإنها مزودة بمصباح صغير لإضاءة أسفل السيجارة وكأنها مشتعلة.
ب- بطارية للشحن : بطارية السجائر الإلكترونية مصنوعة من العنصر الكيميائي الليثيوم ، وميزته أنك تستطيع شحنه، وتتحمل هذه البطارية عند اكتمال شحنها؛ ما يقارب من متوسط 300 زفير يخرجه المدخن، وهذا ما يميز بطاريات الليثيوم ويجعلها تدخل في العديد من الصناعات الأخرى.
ج- مستشعر للزفير: بعض هذه السجائر مزودة بمستشعر للزفير الخارج من فم المدخن، والذي يساعد على تشغيل البطارية تلقائياً، من الممكن أن يستغني المدخن عن المستشعر، ويشتري سيجارة لها زر يدوي، والذي يمكن أن يتحكم فيه المدخن.
ه- خلية التسخين : هذه الخلية توجد في السجائر الإلكترونية، والتي تقوم بتسخين النيكوتين السائل في السيجارة، عن طريق مرور التيار من خلال خلية التسخين.

و- المحلول السائل : ما يميزه أنه يحتوي على نكهات مختلفة من الفواكه والأعشاب، ويمكن للمدخن شراء النوع الذي يأتي بطعم التبغ أيضاً مثل السجائر العادية. ويحتوي المحلول السائل على نسبة 1 بالمائة من النيكوتين الذي يهدف لتعويض التدخين العادي ويحتوي على الجلسرين النباتي لتكوين الدخان والبروبيلين جليكول للشعور بالتدخين في الحلق مع كحول إيثيلي.
ز- فلتر للتنقية: وهذا الفلتر مصنوع لتنقية المواد السامة، ولكن السجائر الإلكترونية تحتوي على نيكوتين سائل وبعض المواد المنكهة، وصانعي هذا النوع من السجائر قاموا بتزويد السيجارة به ليعطي للمدخن شعور أنه يمسك بسيجارة عادية.
بعد أن عرفتم مكونات السجائر الإلكترونية، تتشوقون لمعرفة فوائد السيجارة الالكترونية، وما الذي يميزها عن السيجارة العادية؟


*طبيب قلب تدخّلي