لاوجاعك العالية

بقلم : فاطمة صالح
_______________________

أحبكَ….
لا تنحن ِ …
كتفي صخرة ٌ حانية ْ….
أحبكَ….
في حضن روحي….
أوَسـِّدُ أوجاعكَ العالية ْ…
لا تقلْ لي : وحيدٌ ….
فأنتَ امتدادٌ لقلبي …
فلا تنحن ِ …
ويشمخُ دمعُ الرجال ِ بقاماتهمْ …
حين يسقط دمعُ الوطنْ …
ويعلو صهيلُ الجراح ِ …
على حافـَةِ الحزن ِ …
في الميجنا …
تصرخُ الأوفُ… في دمنا …
ليتكَ الآنَ في حيِّـنا…
ولنا…
كوكبٌ واسعٌ …
يستطيع احتواءَ المنى …!!
لا تغنِّ العتابا …
أتكشفُ أسرارنا …
وهنا …
ألفُ عين ٍ …ترى …كلَّ ما ليس يشبهنا …
ألفُ حارس سيفٍ …لصوتِ المغنـِّي …
يصدُّ النسائمَ عن قمح أرواحنا …
فتعالَ …
اقتربْ من فؤادي …
ولا تكترثْ …
حقلُ روحي فسيحٌ …فسيحٌ …
لنلهو …
لنرجعَ طفلين ِ …من جلنارْ …
لننثرَ فوق مداهُ الخصوبة ْ …
يُجَنُّ …
ويصبحُ طاحونة َ الحزن ِ …
مقصلة َ الهمِّ …
ملعبَ أطفالنا …
ونمْ في سريرِ شغافي …
أهزُ السريرَ…
أقبِّـلُ عشبا ً…على وجنتيكَ …
وأنثرُ فوقَ رفيفكَ …ألوانَ قوس قزحْ …
وأرخي عِنان حنيني …على شرفةِ الصوتِ …
يَجفلُ سربُ سنونو …
ويسهو الزمانُ …
ويفسحُ دربا ً لرفِّ الفراشاتِ …
تهفو على مقلتيكَ …
أحلـِّقُ فوق جراحي …
وأصبحُ زيتونة ً…في بلادٍ غريبة ْ…
* * *
أجَنُّ بحبكَ …
أقترحُ الحلَّ :
فـلتـَـلقـَـني في السرابْ…
أو تلقـَني تحت جنح الضبابْ …
وفي واحةٍ مقفرة ْ…
على شرفةِ الصبح ِ …
نفتحُ نافذة الوقتِ …
نـُطلق منها جنونَ حبيبين ِ …مُـفترَضَيْن ِ …
ونجلسُ فوق بساط الرياح ِ …
ونـُطلق أجنحة الروح ِ …
طيري …
وحطـِّي بنا فوق غيمة ْ…
أيا غيمة َ العاشقينَ …احتوينا …
ولا تتركينا …شريدين ِ …
نخشى التصحرْ …
– حبيبي : كم ِ الوقتُ..؟!
– لا تسألي…
نحنُ خلفَ الزمان ِ….
وُجدنا… وسوفَ نظلُّ…
وبعدَ الزمان ِ ……
وأغفو على مرج ِ روحكَ معزوفة ً من حنينْ….
وتشهقُ:
– ماذا بنا..؟!
هل غفلنا..؟!
أم استيقظَ العمرُ…في عتم ِ بحرِ الدماءْ..؟!
هنا الوقتُ..أقفلَ دكانة َ الياسمين ِ …
وأطلقَ غربانـَهُ… في سماء ِ البلادْ….
فمن أينَ تأتي البراءة ُ..؟!
من أينَ لا يهطلُ الحزنُ..؟!
كيفَ بحضن ِ الخرابِ نعيشُ… غريبين ِ …… يا غالية ْ..؟!
ومن أينَ…يا حارسَ الوقتِ…؟!
نقطفُ عمرا ً… لهُ نكهة ُ الأقحوانْ..؟!
تعبنا من الظلم ِ …
أرهقـَنا السيرُ فوقَ المساميرِ…
والرملُ حولَ الدروبِ …لهُ عاشقوهُ…
ودربُ النسورِ… بعيدٌ…
ودربُ القطا , غيرُهُ…

* * *
هو اليتمُ..
رمّانة ٌ.. وأنينْ…
فلا تبتئسْ… يا صغيريْ…
سأرقى تلالَ الرّمادِ….
أغافلُ طاحونة َ الأمنياتِ…
لأسرقَ عمرا ً…
أوَسِّدُهُ راحتيكْ….
سأقتـَاتُ بالملح ِ ….
أوْغِلُ في عمق ِ غاباتِ هذا الزَّبَدْ….
أبيتُ بكهفِ السّباع ِ ….
وأسعى إلى الفجرِ …
أقطفُ من شهدهِ, بلسما ً…
من ينابيعه ِ أنهُرا ً…
لـــكَ ,وحــدكَ….
يــا أملي….
يــا امتدادي…
فغنّي لهُ… يا أسيْمة ُ….
غنّي…
ونوحي ,على مهدهِ…
يا فراخَ الحمامْ …..
_________________________________

* كاتبة وشاعرة سورية