غيث قطر ..هل يكون غيثاً للوطن..!

 

بقلم العميد منذر الايوبي *

لا يزال اطراف المصيبة السياسية يتبادلون السهام، كلهم نَّبالون والناس ضحايا..! اما تنابلة المؤسسات والادارات فتجدهم في مقاهي المتبطلين يراودون شيشات الكيف المعسل..! انى لدولة تبنى على اتقاض والبناة انفسهم من هدم..؟ كيف تهيكل مصارف لا ثقة بها ولا احترام لها، نعومة سطو تراود فجورآ، كامتصاص علقات خناث دماء المودعين..؟ متى تعالج معضلة نزوح والخيام استحالت كَمَرات من خرسانة عقود دون جسور تعلو المَرِيرُ…؟
اما وقد انتهت عطلة الصيف وعاد الاهل والابناء الى مغتربات سفارات خوت من سفراء، بقي التعطيل سمة شُرِعت في رذالة أداء سياسي يمكن تحميله كثير من نعوت واوصاف تملأ اوراق البردى هيروغليفيه لا تفهمها الدلتا ولا ضفاف النيل، ليس اقل مضمونها فقدان اهلية وطنية وانعدام كفاءة فكرية حد تغييب ضمير متصل بشخصانية الراعي لا بتشخيص المعضلة وارتجاء حلول..!

يستفيق الوطن في بداية التشرينين على تراكمية مصائب تستوطن زوايا الايام وانماط الحياة كما اللجوء والنزوح، الناس في حال ارغام قسري فقر عيش يزاوج يأسآ او رحيل، البحر من امامهم والنوائب معهم ومن خلفهم.. ذهب رجالات الدولة التاريخيين اولئك الذين بقيت كلماتهم خالدات وسيرهم مُثُلآ..!

الوطن في خضم تخبط نتاج نزوح، افواه من داخل وخارج تضحك على المشهد تشفيآ، في البال تسترجع كلمات يوليوس قيصر بعد استيلائه على الراين الالمانية “جئت فرأيت فاستوليت” (فيني-فيدي-فيجي).. تهاون سياسي وتباطؤ علاجي على غمغمة قول لا جدية فعل صنو لا مبالاة، فيما الجيش اسير الميدان يحاول رد الزنج عن خراب البصرة..!

الوطن يذوب فيما المحاريب تبكي والمنابر ترثي وتئن، أسحار مراسيمية وطقوس وثنية تمارس، تحيل دستورآ عورةً غائرة، فصوله اباطيل كنقوش على الصفحات ليس إلا..! اما بخور الضلالة فيتسلق جرود قمم هامدات يغطي معابر موحلة جانية سَّل عن ضحايا العبور كل شتاء ..!
الوطن ينتظر سحاب غيث قطر وإن كان في الغيب لا يدري به احد، منع هلاك بعد قنوط النفوس وخيب الراجية، عَلَّ خماسية الرحمة تُنَزل على البلاد والنِعم تَحُل..!

*عميد متقاعد؛ كاتب وباحث.
طرابلس في 01.10.2023