عطاف … حكاية كل امرأة “فيسبوكية”

قصة قصيرة:

 

“عطاف” امرأة الرسائل الجميلة.اعتادت أن تجلس لساعات خلف شاشة حاسوبها.تنتقي صورها بدقة لتنشرها عبر صفحتها على الفيسبوك.هذه الصفحة التي ضمّت أشخاصا أسرتهم صاحبة الصورة واختياراتها الرقيقة لكلمات كانت تلامس أحاسيس جميع متابعينها.تجاوز عدد متابعي الصفحة الحد المسموح وكثرت الرسائل المطالبة بلقائها ولو للحظات أو حتى الحصول على رقم هاتفها.وفي كل مرة،كانت عطاف تختلق أعذارا واهية وتتلقى المزيد من عبارات الإعجاب والثناء واللهفة لمتابعة كل جديد تنشره.وبعد مرور بضعة أشهر،وصلتها رسالة من أحد معجبيها الذي كان يلّح عليها دائما للقائه تضمنت صورة احدى الممثلات العالميات واسمها.لم تكن الصورة بالحقيقة سوى صورة عطاف التي جذبت اليها كل هذا العدد دون أن يلتفتوا الى حقيقة صاحبتها.عشقوا الصورة قبل أن يجذبهم المنشور وقيمة ما يتضمن من مضامين فكرية أو جمالية.أما عطاف فقد عشقت صورتها الوهمية التي استطاعت من خلالها كشف الزيف في الأحاسيس:مشاعر الكترونية باردة وباهتة وأشخاص لا يعنيهم الا لقاء صاحبة أجمل عيون.هل كان ما فعلته تعويضا عن مشاعر حقيقية مفقودة؟وكم من عطاف تعيش تجارب وهمية وتتسوّل كلمات يستسهل أصحابها كتابتها وإرسالها بكل برودة أعصاب.ماذا فعلت عطاف بعد انكشاف أمرها؟حذفت هذا الشخص بكبسة زر وتابعت استقبال الرسائل والرد عليها بكل رقي وما زال المتيّمون بالعيون الجميلة بانتظار إشارة أو كلمة ليحظوا بشرف لقاء “عطافهم” الفيسبوكية.