عبد الرحمن منيف (1) الفقير الذي رسم خيولاً تركض على وجه السماء

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

 

 

عبد الرحمن منيف:”مثل كثير من الفقراء الحالمين كنت أرسم على وجه السماء خيولا راكضة باستمرار، كنت أفعل هذا عندما تكون السماء شديدة الزرقة وليس فيها غيمة واحدة، وكانت هذه الخيول شديدة الجموح وشديدة القوة، وكانت تسافر دائما، وكنت أمتطيها باستمرار وأسافر، لكني في هذا السفر لم أكن أبحث عن شيء، أو أعرف شيئا، حتى جاء يوم مللت فيه أن أسافر ببلاهة هكذا، فبدأت أبحث عن أهداف لهذا السفر، لكن بحثي كله ضاع، وانتهى بلا جدوى، فقررت أن أتعلم القراءة، وكانت تلك هي البداية لرحلة عذابي الحقيقية على الأرض”.
كلماتك هذه دفعتنا لندخل إلى حياتك التي تمثّل عملا أدبيا خالصا والتي تعد منظومة متواصلة من السفر والترحال والغرابة. فهل لنا أن نتعرّف اليك أكثر؟ “اسمي عبد الرحمن منيف. ولدت في مدينة عمان في الأردن عام 1933 لوالد سعودي من نجد وأم عراقية. أنهيت دراستي الثانوية في عمان، وقد تركت هذه المدينة آثارا واضحة المعالم في بناء شخصيتي. تجربتي في عمان وثقتها في ما بعد في كتاب “سيرة مدينة.. عمان في الأربعينيات” رصدت فيه تاريخ هذه المدينة العريقة والتطورات التي طرأت عليها وأهم الأحداث التي وقعت بها”.
وماذا بعد عمان؟
“بعد عمان ذهبت الى العراق والتحقت بكلية الحقوق عام 1952. في هذه الفترة كانت حركات التحرر العربي على أشدها، فانخرطت في المظاهرات الطلابية المعارضة لـ”حلف بغداد” باعتباره مؤامرة تستهدف النيل من الوطنيين العرب، وكانت النتيجة طردي من العراق عام 1955. فيممت وجهي شطر مصر، واستكملت دراستي في جامعة القاهرة ومنها ذهبت الى يوغوسلافيا عام 1958 للدراسة أيضا حيث تحولت الى الاقتصاد.عام 1961 حصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية وفي اختصاص:اقتصاديات النفط\الأسعار والسوق”.
واستمر عبد الرحمن منيف في حياة الترحال. فبعد يوغسلافيا عاد الى بيروت متفرغا للعمل الحزبي والسياسي ثم انتقل الى سورية عام 1964 وبقي فيها حتى عام 1973 يعمل كموظف في وزارة للنفط. بعدها غادر الى لبنان حيث مكث سنتين ومنها الى العراق مرة أخرى قضى فيها سبع سنين عمل فيها رئيسا لتحرير مجلة “النفط والتنمية”. واستمر هاجس الثورة والتمرد داخله وكان سببا لتعرضه للكثير من المحن والشدائد أبرزها سحب الجنسية السعودية منه.

(في الجزء الثاني: بعد سحب الجنسية منه، أي انقلاب حصل في حياة عبد الرحمن منيف؟)