سوق الجمال (2): قلبٌ يتسع للجميع ويعرض امامهم “مكنوناته” و”خباياه”

 

“الدنيا نيوز- دانيا يوسف

 

 

سوق الجمّال … (2)

ارتبط إنشاء السوق في أذهان العديد من قدامى التجار الذين كانوا من أوائل المؤسسين فيه بذكرى الحرب الأهلية،ومن هؤلاء هاني دبوق الذي يملك نوفوتيه في السوق منذ عام 1981.يتذكّر تلك الأحداث وتقسيم المنطقة “للأسف بين شرقية وغربية إبان الحرب الأهلية”،ما دفع أهل كل منطقة إلى “التسوّق من منطقتهم”،فشهد السوق “ازدهارا لا مثيل له”.
“السوق هبات هبات،وأوقات ما في شي حسب حال البلد” عبارة طالعنا بها حسن نجدي وهو صاحب محل لبيع وتصليح الساعات.ويعتبر نجدي أن أهمية السوق تكمن في أسعاره المتدنية التي قد لا “تجدونها في كل أسواق لبنان”،ويؤكد أن “زبائننا من عين الرمانة أكثر من زبائننا في الشياح ونحن على علاقة طيبة مع الجميع”.
أكثر ما يلفت المتجول في سوق الجمّال الإقبال الكثيف على محال الاكسسوارات والعطور.في محلها الذي يزدان بعدد كبير من القوارير الموحدّة في شكلها،تحدثنا نبيلة شحادي التي تبيع العطورات المعبأة ” نسخة طبق الأصل عن أشهر العطورات العالمية”.تأتي نبيلة بخلاصة العطور من إحدى الشركات اللبنانية وتعبئها في قوارير بعد أن تضيف اليها مادتي alcohol والمسك وتبيع كميات كبيرة منها ” لأن الناس لا يملكون ثمن قارورة العطر الأصلية فيلجأون إلى التعبئة وبأسعار تناسب ميزانياتهم وحاجاتهم الشخصية”.
تنوّع في الزبائن
سوق الجمّال مقصود من مختلف المناطق اللبنانية.

وفية بلوط من الشياح، اعتادت أن تقصد السوق منذ صغرها ولا تعرف سوقا غيره فطالما “أجد فيه كل ما أحتاجه ويناسب ميزانيتي لماذا أتعب نفسي بالتجوّل في الأسواق”.سمير(البسطا التحتا) سمع بسوق الجمّال من أحد أصدقائه فقصده وأصبح “سوقه المفضّل” لأنه “وبرغم مساحته الصغيرة” يحتوي كل ما يحتاجه الشخص و”بأسعار معقولة”.
مشاكل السوق
أبرز مشاكل السوق كما أجمع معظم التجار هو الانقطاع المستمر للكهرباء والتقنين من قبل أصحاب الاشتراكات لأن السوق بحاجة دائمة إلى إضاءة. وفي ما عدا ذلك لا يمكن الحديث عن فوضى في السوق أو حاجة لإنشاء لجنة خاصة به “لأن أصحابه دائمو التواجد ويتولون بأنفسهم شؤون التنظيم”.
أما فيصل الجمّال فيعتبر أن التنافس بين التجار الذين يجلبون أحيانا البضائع نفسها ويتنافسون بالأسعار من أهم المشاكل التي يعاني منها السوق.
هذه لمحة عن سوق الجمّال أحد أهم الأسواق التجارية في منطقة الشياح.سوق ولد في خضّم الحرب واستطاع أن يصمد ويتطور ويعكس إرادة الناس ورغبتهم في الحياة والبناء والاستمرارية وتحدّي كل الصعوبات.مكان يقصده كل الناس،يتسع قلبه للجميع ويفرد أمامهم كل مكنوناته وخباياه الجميلة.