سرقة الزمان واضراب اللصوص..!

 

 

 

بقلم : العميد مُنذِر الايوبي*

دون كثير جهد واجتهاد كرست الانتخابات النيابية الاخيرة نوعآ من اعادة تجديد الولاية لا الثقة للمنظومة الحاكمة المتحالفة مع الطبقة الاوليغارشية بأجزائها الثلاث تلك المقنعة بصورة احزاب طائفية لا عقائدية، والاقطاعية المحمية المتجذرة توريثآ لا تحديثآ والمالية المصرفية الاحتكارية نفطآ وغذاء ودواء..!
واذا كان من امل في طارئين اخترقوا اقتراعآ وتفويضآ سور الحماية والاسلاك الشائكة الى ساحة النجمة بعدد خجول وارتباطات متنوعة، فقد بدا معظمهم كما اعظمهم من هواة ربطة العنق والبزة الايطالية الاكسترا..! لا عار في ذلك ان كانوا فوارسآ ترجم حوافر خيلهم بلاط القصور وتدوس ارض الفساد لا حجارة الارصفة..! لعلم الفراسة واقتفاء الاثر لا حاجة هنا ان تفكروا فيمن فقأت عيونهم وكسرت اضلاعهم، إن تذكروا صيحات الناس في ساحات الثورة، هذي منحتهم اردية الحق تفرض عليهم التزام عهود ووعود..!
في فيزياء السياسة المحلية تؤدي ان خلت من شوائب موصلات الشحنات الكهربائية السلبية فائقة التوصيل دورآ اساسيآ في بنية تشغيل النظام، ما يُسَرع الجسيمات في المجال المغنطيسي، وهو ما لم يحصل اعتراضآ كالأضراب عن الطعام أو اعتصام دائم في القاعات العامة والخاصة رغم تعدد المحطات..!

في التعطيل؛ تخلية وترك خلافآ للطبيعة السياسية او الاجتماعية؛ الاستمتاع “مازوخي” Masochism يطرح علامة استفهام؟ لذة تعرض لإهانة وتحقير، قد ينحو نحو اضطراب نفسي دون ضبط ذاتي، معاناة كثر ساسة تطلق حججآ وتبريرات، تستجلب غضب العامة الغارقة في اكتئاب بالمشاعر المؤلمة مع قلق على مصير..!

 

في توصيف الاضرابات ممارسة تفرز فئتين اصحاب حق سُلِب بالباطل من جهة، واضراب لصوص من اخرى سعي حماية من قضاء نزوع ابتزاز وتشريع ضلال..! فقدان المعايير معمم صنو ضياع المنطق والانكار مداح..! حجب الرواتب اكبر الشرور إثم تشجع عليه الذئاب صغار الارانب، هذا محال على حد التجويع تمارسه انفس مريضة خرجت من عقال الحكمة الى نرجسية ترتكب قتلآ موصوفآ دون رادع..!

في سرقة الزمان تمادٍ، ولكل زمان دولة ورجال.. حمق انتظار يطوي انتظار، استخراج الغاز والنفط في خانة السنوات غَلَّ امواج عتية.. خطة التعافي وملحقات النهوض الاقتصادي المالي كما الكابيتال كونترول تتطلب علاجآ كيميائيآ قناعة ان “آخر الدواء الكَّي” بالتوازي لحظ اضرار جانبية طويلة الامد.. مدد الكهرباء خاوى الشمس علة خواء المعامل وتضاد المقاصد؛ العنفات Turbine منعدمة طاقة حركية قد تسمح بإرواء عطش..! بين القمح القاسي والطري مشكلة مستجدة على قدرة طحن وانتاج طحين، ثلمة اخلاقية تطال رغيفآ خارجآ من أتون المخابز حارقآ الجيوب والقلوب..! قوارب الموت تسابق حاجة الحياة، تبحر بعد الغياب وعتمة الليل شاهد، مدارك المهاجرين غير قاصرة فالحقائق دامغة شراهة في سرقة مال العباد، دون حاجة لإثبات على تنوع الوسائل، يقابلها قرع كؤوس ترفعها علية القوم وارباب النظام حد إنتشاء السمع..!

أخيرآ لا يأسآ، على ما يبدو لا من تغيير متوقع بل اجترار ايام وتكرار آثام؛ باتت الثورة صورة عن ابي النواس شاعر الهجران والاحساس العنيف، مكثر الشكوى في موكب الندمان، الثائر على التقاليد في العصر العباسي طالبآ التجديد، انكر الواقع وتنكر، رأى في الخمرة حلًّا وتفريجاً، شخصآ حيآ يعشق، وآلهة تعبد وتكرم فانقطع لها، غارقآ في فلسفة الإباحة والغفران.. لما تاب اتجه الى الزهد. هو القائل:
« إذا كان الزمان زمان حمق          فإن العقل حرمان وشوم…

فكن حمقا مع الحمقى فإني           أرى الدولة بدولتهم تدوم »..!

بيروت في 08.08.2022