رغم كل شيء الحكومة غداً…

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي *

مع كل صبح شروق وَهمٌ وَ هَم، مأسٍ وهَتك للحقوق، تراكم أزمات والحل متعذر عقوق، الانين يتردد صداه ارجاء الوطن المحروق حتى الحدود ومسالك الجرود..! سقطت كل المحرمات دون خجل، وتاهت الادبيات بلا وجل، اما المسؤوليات فضاعت بين لجان منفردة او مشتركة لأشباهٍ اتقنت قصم ظهر المواطن، تمييع وهدر لفرص، هدم وطن يرمى بنصال تكسرت على مثلها والمثيل ..!
في البحث عن “اسرار الآلهة” لا خبايا ف الحكايا ملأى السنابل سوس نخور استوطن القصور والسرايا؛ الفساد قاعدة والسطو على اموال الكادحين عادة، لا حياء في خلطة فجور، ولا خوف من محاسبة اذ ليس في عقول الجمع مذعور، على قناعة ان الحساب مفقود مرذول.. وحسنآ تفعل النهار الغراء ان ابدلت عنوان زاويتها ب “اسرار الشياطين” فهو اجدى واصدق..!

فيما تبقى من صحف ورقية تصدر؛ المقالات كتابها ممن رمزوا الصفحات، شهرتهم طول باع في فقه الكلمة، قراءات من جم ادب السياسة وصدق الحقائق، لكن لا حياة لمن تنادي مهما كتبوا او انتقدوا؛ سَل القراء الضؤل عن حبل مسد مشدود الصلاحيات مفتول التحليلات، وبين جَدولة واخرى جُندِلت الليرة صريعة تحت اقدام الدولار، وطال اللهيب خبز المواطن وهو عيشٌ صنو آيات بينات..!
في التساؤل المشروع؛ من قال ان الاقوياء فقط ينتصرون.؟ هم قلة إن افلحوا و محطات التاريخ شواهد. من القائل ان الحَمل الطبيعي تُساعي “٩ اشهر” نتاجه وليد سليم.؟ اذ لطالما خرج الى النور سباعي غير مشوه لا بل نضر جميل.. الطبيعي هو الطبيعي، واذا كانت موانع الحمل في علوم الطب كثيرة باتت قابلة للعلاج بعد تطور، ففي الحمل الحكومي تؤدي آلام المخاض الى الاجهاض حيث العلاجات من المعجزات. بالتالي لا يزال جمع القابلات الاقليمي والدولي قاصر عن استيلاد الجنين رغم النزيف المستمر في جسد الوطن..

إستطرادآ؛ من قرأ الدستور ومواده متجردآ .؟ أوَ ليس هو الميزان والفصل.؟ في تطبيقه بحسن النية والبعد عن المكاسب الشخصية صلاح الحال والاحوال، اما الجهابذة من المستشارين وعلق البلاط فهم عن المنطق السليم غافلون وبحق الشعب عاقون.. ايضآ، من ألبَس الحصانات ثوب القداسة مَكرُمة .؟ وصاغ من اسقاطها قضية.؟ هي الفحول البيض عاجزة عن الجميل كَ جود الثعالب من اللسان فلا كانوا ولا الجود.. من كرس طوابير الذل وحرم الناس الدواء، ملوثآ السلسبيل بانٍ سدودآ تحبس جفافآ لا ماءً ..؟ من جعل الغذاء صعب المنال والاحتكار صنو احتيال لا بل شبه احتلال .؟

ألآذان صماء مهما نفخ ماكرون في بالون الحلول؛ وفي المدينة الوادعة Mantera في الجنوب الايطالي على هامش قمة العشرين، عقد لقاء ضم وزراء خارجية الولايات المتحدة، فرنسا والسعودية لبحث معاناة الشعب اللبناني والتخفيف من حجم البؤس والمآسي، مع دعوة “حض المتناحرين الى التعاون لمعالجة الأزمة التي يشهدها بلدهم” لكن دون جدوى. كما ان ما هدد به الاتحاد الاوروبي من عقوبات تبقى شكلية، اذ لم تدع جفن مسؤول يرف او عين تدمع؛ لم ترتعد فرائصهم ولا القشعريرة سرت. بقي صراخ اهالي مئتي شهيد والاف الجرحى مرعدآ يتردد صداه بين دمار ثلث العاصمة والمرفأ خراب ..
بعد زيارات وجولات بدا ختام السفر لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن قصر “هليوبوليس” الى قصر بعبدا تأبط الرئيس المكلف تشكيلة حكومية متحورة، قارعآ بابه دون ان يطل بوجهه من نافذة بيت الوسط، اذ لا حاجة لانتظار على قناعة قول الخليفة عمر بن الخطاب “لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت ان الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة”..

ميخائيل بوعدانوف؛ سامح شكري؛ آن غريو؛ دوروثي شيا؛ باتريك دوريل؛ جان ايف لودريان؛ جوزيب بوريل؛ فرنك ليستر؛ دايفيد هيل؛ وليد البخاري وغيرهم .. نقاشات ومشاورات وتعليقات مثنى وثلاث ورباع لانقاذ البلد من الوضع العصيب وان على خلفيات المصالح الاستراتيجية لدولهم.
توازيآ؛ اذا كانت زيارة السفيرة الاميركية مع نظيرتها الفرنسية العاصمة السعودية بهدف تامين الدعم الانساني والمعيشي للشعب اللبناني؛ فمن المتوقع ان تكون الوكالة الحصرية الممنوحة من الرياض للقاهرة رافعة انقاذ اكثر فاعلية في مفاعيلها والنتائج صدور مرسوم تشكيل الحكومة غدآ، لا سيما بعد ان ذيلت بالتوقيعين الاميركي والفرنسي وبعدم اعتراض من حزب الله، ضمن اطار تسوية وفق النظرة الفرنسية “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”..

ختامآ: لا يزال الصدى الدولي لانفجار مرفآ بيروت يسمع بين العواصم متزامنآ مع القلق المتنامي من الانفجار الشعبي والخشية من انفلات الوضع الامني الداخلي، وعلى وقع تهديد العدو الاسرائيلي “ان حرب لبنان الثالثة مسألة وقت فحسب” باعتبار ان الانهيار الاقتصادي والتمزق السياسي وفراغ السلطة، قد يكون توقيتآ ملائمآ لهجوم مفاجيء متعدد الطبقات والخيارات يقلب المعادلات وفق نظرة المؤسسة الامنية الاسرائيلية.! فإن هذا السيناريو يعيقه امران : ١-انعدام المعلومات الاستخباراتية لدى الموساد الاسرائيلي عن المفاجآت التي تكتنزها المقاومة تسليحا وقدرات، كذلك جدول الاولويات في بنك اهداف قيادة حزب الله وبالتالي حجم الدمار الذي ستلحقه هطلات الصواريخ على المدن والمنشآت. ٢-عدم موافقة ادارة الرئيس جو بايدن على فتح الحرب الثالثة، لا سيما في ظل القرار بتخفيف حجم القوات الاميركية في الاقليم وعدم التشويش على المفاوضات المتعلقة بالعودة الى اتفاق “لوزان” وان معدلا المتعلق بالبرنامج النووي الايراني، وجملة اسباب أُخَر ..
غدآ يوم آخر؛ رغم عدم الانسجام لا بل الخصام بين رئيس البلاد والرئيس المكلف، وبفراسخ عن تبصير وتنجيم سيصدر مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة بالدزينتين؛ موقعآ من كلاهما برهان ان عامل الوقت كفيل بالتلحيم..! بقعة الروع قابلة للتوسع كالنار في الهشيم، ولا قدرة لدى الجميع على تحمل المدة الزمنية القاتلة والفاصلة عن ذكرى المجزرة يوم 4 آب القادم..! قال: «رأيت وانا اسير في احد المقابر ضريحا كتب على شاهده : هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق، فتعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد» *ونستون تشرشل.

بيروت في 14 تموز 2021