نحن في نظر قادتنا قطيع أو رعايا.. ولكن العيب فينا

 

 

البروفسور إيلي الزير*

——————————-

يقول الامام علي بن ابي طالب :”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟”.

ينطبق قول الامام علي تماماً على هذا الزمن، كما على بلادنا بالذات، حيث نشهد بأم أعيننا اليوم على أكبر عملية استعباد سياسي، وحيث يستعبدنا السياسيون في لبنان ويتعاطون معنا على أننا رعايا في مملكتهم الخاصة.

ورغم ان الامثلة على ما نقول لا تعد ولا تحصى، لكن بالامكان ان نذكر البعض القليل منها لندل على حقيقة تعاطي المسؤولين معنا كرعايا، بل اكثر من ذلك فهناك من المسؤولين من يتعاطى معنا كقطيعٍ مُستَعْبَدٍ، وليس هناك بينهم ابداً من يعتبرنا شعباً ظلم نفسه حين ولاَّهُم أموره والمصير، وأحبهم ، وأعطاهم ثقته وقياد قراره وكل ما يحلمون، قبل ان يوصلهم الى مناصبهم، على ان يردوا له جزءاً من جميله كما يفترض، ويعملون على تحسين معيشة شعوبهم اللبنانية، بجميع نواحيها البيئية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، فضلاً عن تقديم الاعتبارات الاخلاقية وإعادتها الى صدارة الاولويات.

لكن ما نشاهده اليوم للأسف، مختلف تماما بل يتناقض تماما مع طموحات هذا الشعب اللبناني المسكين، حيث نرى بأقل المشاهدات ان الضرائب القديمة والمحدثة باتت كحوت يلتهم كل مدخرات الشعب اللبناني وارزاقه بلا رحمة ولا وازع من ضمير، ومن دون اي مقاربة علمية او عقلانية او منطقية لنظريات او لقواعد فرض الضرائب. ومن دون أي دراسة جدوى اقتصادية تخلص في نتيجتها الى ان هذه الضرائب التي تُفرض على اللبنانيين وتُجبى من مدخراتهم وارزاقهم ستكون لتحسين الناتج القومي للبلاد او لتخفيف البطالة وهجرات الشباب كما ينبغي. بل على العكس من ذلك، فهناك شعور عارم لدى اللبنانيين بأنهم يدفعون ضرائب لتسديد ما سرقه ويسرقه الزعماء والمسؤولين والقادة اللبنانيين وأزلامهم، وفي أحسن الحالات فإنهم يسددون هذه الصرائب لخدمة الديون التي تمت سرقتها سابقاً!!!.

لا يمكننا حصر الامثلة على ما نقول، لكننا نكتفي بالدلالة على ذلك بتكرار المعلومات التي تناقلها كبار المسؤولين وأقروا بها فيما يتعلق بتوظيف الاف الشبان خلال سنتي 2017 و 2018 قبيل حصول الانتخابات البرلمانية الاخيرة في إطار التوظيف الانتخابي وحشو الادارة بالازلام من دون الحاجة الفعلية لهم !.

الكلام في هذا الاطار طويل لا ينتهي ، ورغم وصول الامور الى حافة الهاوية وبما ينذر بانهيار الدولة وفقدان الوطن ومزاياه، فإن الشعب اللبناني لم يشعر ولن يشعر بخطورة ما يحدث، لأنه للأسف مخدَّر بالشعارات الطائفية وبالمورفين الديني.

ولذلك يبدو جلياً مصداق القول القرآني الكريم “إن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم ” وعليه صار لزاما علينا الاعتراف بأن العلة في نفوسنا وليس في اي مكان آخر.

———————

* اختصاصي سمعيات