رسالة الى السيد حسن نصرالله: الفساد أخطر .. حاربوه كما حاربتم الاعداء

بقلم : البروفوسور ايلي الزير

جرت العادة كل صبيحة ٢٢ تشرين الثاني ان يقام الاحتفال بعيد الاستقلال اللبناني بعرض عسكري يدعى له الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب والسلك الدبلوماسي والشخصيات…

اما اليوم في ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ فقد كان عيدالاستقلال مميزاً ولافتاً.

كان عيداً لثورة الشعب . بل عيداً لبدء تحرير لبنان من القبضة الطائفية والحزبية، وعيداً  لتحرير القضاء، حيث من هناك تبدأ إقامة الدولة.

كان اليوم عيداً لكل الشعب بجميع مناطقه. لم يكن عيدا للطوائف، حيث الاستقلال الحقيقي والفعلي هو استقلال للشعب اللبناني من الطائفية والتبعية .

في كل ثورات العالم يكون الشعب محبط حزين والحكام محبطين وغير مرتاحين لما تؤول اليه النهاية .

وما لفتني فعلاً هو انني لم اسمع على مدى ٣٥ يوماً في كل المقابلات التي اجريت مع الشعب في الساحات ، اي من الثوار المنتفضين على منظمومة الفساد المتجذرة في عمق الدولة وكل اجهزتها واساطينها وآلياتها ودوائرها ووزاراتها، لم اسمع احداً يتكلم عن سلاح حزب الله او عن السيد حسن نصرالله كان الموضوع العام مكافحة الفساد، واسترجاع المال المهدور، علماً ان اول من تكلم عنه هو السيد حسن نصرالله فلماذا اليوم لا يكون هو رأس الحرية في مكافحة الفساد ؟ واني واثق بأن كل الشعب اللبناني سيكون الى جانبه في هذه الحرب الجبارة التي تتعلق بيومياتنا ومعيشتنا على أعتى قوة خفية تمتص دماءنا وخيراتنا وتقتل مستقبل اولادنا واحفادنا وتطلعاتنا وآمالنا بتنظيف وطننا من ادرانه وشوائبه. وهذه الحرب هي في الواقع لا تقل شراسة عن الحرب مع الاعداء الوجوديين للبنان .

اتمنى من السيد حسن نصرالله ان يخوض غمار هذه الحرب المشرفة على الفساد، كما خاض الحروب مع الاعداء، باعتبار ان هذا النوع من  الحروب على الفساد يعيد للإنسان كرامته واعتباره، وهو غاية الشرف وأنبل الكرامات الانسانية والوطنية.


*اخصائي سمعيات