دمشق الفيحاء .. عاصمة الياسمين ومدينة السحر والحضارات

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

تعد مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية أقدم مدينة في العالم ما تزال عامرة حتى اليوم. وقد سكنها الإنسان منذ الألف الثانية قبل الميلاد، ومن ذلك الوقت ظلت مركز حياة مدنية مزدهرة.
ورد ذكر المدينة في رسائل تل العمارنة التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م باسم دمشقا، والمرجح أن أصل التسمية آرامي وهو “مشق” تتقدمه دال النسبة ومعنى العبارة “الأرض المزهرة أو الحديقة الغناء”، وذكرت تفسيرات عديدة لاسمها، لكن التفسير السابق هو أكثرها موضوعية. ويسميها البعض بأسماء أخرى مثل جلّق أو الشام وتلقب أيضاً بالفيحاء أي واسعة الدور والرياض وغير ذلك من تسميات.
تقع مدينة دمشق جنوب الجمهورية العربية السورية على الطرف الغربي لحوض دمشق، وتطوقها سلاسل جبال القلمون ولبنان الشرقية من الشمال والغرب، والمرتفعات البركانية لحوران والجولان من الجنوب والشرق.
خضعت دمشق للدولة العثمانية اثر معركة مرج دابق عام 1516.وفي العام 1908 قامت جماعة الاتحاد والترقي التركية بانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني وتسلمّت الحكم بنفسها واتبعت سياسة التتريك والقمع ضد الشعب العربي.فكانت اليقظة العربية والمطالبة بالاستقلال الكامل عن الأتراك.وجاءت الحرب العالمية الأولى لتكون منعطفا كبيرا وحاسما في تاريخ المنطقة وخلالها شهدت ساحة الشهداء في دمشق اعدام عدد من قادة الحركة القومية العربية في السادس من ايار\مايو عام 1916.وفي العاشر من حزيران\يونيو من العام نفسه تفجرت الثورة العربية الكبرى ودخل جنودها دمشق في مطلع تشرين الأول\يناير عام 1918 وارتفع العلم العربي فوق مدينة دمشق.
في العام 1920 أُعلن في دمشق استقلال سوريا وتمّ تتويج فيصل بن الحسين ملكا عليها.واستمرت الدولة العربية لمدة سنتين لتعود دمشق مجددا الى خوض معارك الحرية ومقاومة الاحتلال الفرنسي.
وكان لأبناء دمشق الدور الكبير في الثورة السورية الكبرى عام 1925 واستمرت حركات النضال الوطني والمقاومة البطولية حتى قيام الحرب العالمية الثانية.وفي اعقاب هذه الحرب وقفت دمشق بشموخ تدافع عن كرامتها وحريتها بدماء أبنائها في حوادث 29أيار\مايو 1945.وخرجت رافعة الرأس تتحدث عنها صحف العالم في صمودها وبطولاتها الى أن كان جلاء القوات الأجنبية عنها وعن الأرض العربية السورية واحتفلت رسميا بذلك في يوم خالد لا تنساه الأجيال العربية وذلك في 17 نيسان\ابريل عام 1946.
عاد لدمشق وجهها العربي الحر الأصيل وأخذت تسعى لتكون بحق قلب الأمة العربية.وحين بدأت تخطو في مجالات التقدم والرقي في جميع الميادين ظهرت في طريقها عقبة خطيرة تتمثّل بالمؤامرة الاستعمارية الداعمة للصهاينة باقامة كيان لليهود في فلسطين العربية. وغدت دمشق مركزا لتجمّع كل متطوع للدفع عن عروبة فلسطين وانقاذها.
عرفت دمشق نهضة عمرانية واسعة وبصورة خاصة بعد قيام الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الاسد عام 1970 وتم ّ خلالها تدشين لعشرات من معالم الحضارة والعمران.وبعد رحيله،انتخب الدكتور بشار الأسد خلفا له لتستمر دمشق هذه المدينة العريقة تخطو نحو غد أكثر اشراقا متمسكة بأصالتها وعراقتها.
انها دمشق…المدينة التي تمثّل الشرق العربي بقديمه وحديثه وتنعم بحب كل زائر عربي بل بحب كل زائر لها.انها مدينة السحر والحضارة والجمال.