دلال قنديل ياغي تقرأ في أعماق رواية جهاد الزين “ازدهار السحايا”

كتبت الاعلامية المخضرمة الزميلة دلال قنديل ياغي عن رواية الزميل الصحافي والكاتب القدير جهاد الزين “ازدهار السحايا”:

لا مسافات زمنية تربط النص الذي يضعنا أمام فنتازيا روائية تأخذنا الى عوالمها بإيحاءات المعاش دون مجاهرة بمكنونات الأحداث التي تتجاوز المشهدية الى ما وراءها.

يرمي الكاتب جهاد الزين سؤاله: من هو البشري الذي أصيب بإزدهار السحايا فتحول عبر دماغه العبقري الى قرد؟ لسنا هنا أمام فرنكشتاين يقول لقد حدث التحول في لحظة لا في مختبر.
فرنكشتاين بقي وحيدا القرد القرودي صار شعوبا..هنا تأسرنا الفكرة بوضع القرد في مرتبة أعلى من البشر تطرح القرودية البشرية فكرة المذنب الأكبر تطلق منظومتها البيولوجية من فكرة البريء الأول .
ترميز تبقى فيه المرأة العاشقة والمعشوقة.. السليبة لعلاقة ضابط يطل خلف النص المتواري برمزيتها يتمدد الإنتحار الفردي خلاصا جماعيا لحياة بعد الموت.

قرود ما وراء السحايا تدفعنا لحلم مجاراتها قرود بشرية حينا وأكثر إنسانية حيناً آخر ..
ديكتاتوريات تتساوى تتطهر بالماء .. تستظل الأسطر المندمجة في نص تتفرد أفكاره دون تسلسل ملزم قد تبدأه من نهايته او نصفه وقد تختار بدايتك او نهايتك المفضلة من أصل ١٥٢ صفحة من الحجم المتوسط تشدك الى غرائبية الفكرة وتدخلك في حمى الكاتب الذي لا يرتوي بحياة كلعب الرولات تدور حول العالم دون توقف تحركها سواعد النواعم بعزم المشتهى ..والراوي ظل يحاكي الظلال المتنقلة تثقل عليه الرواية بين منتحرين وهل الإنتحار موت أو حياة تستمر بعدها الرؤية؟
وتبقى الرواية ماثلة أمامنا مفتوحة على نص بدايته كالنهاية لا تشبه الروايات.