خط التوتر العالي.. !

بقلم ألعَميد منذر ألأيوبي*
على خلفية عقائدية عثمانية و سلطانية طموحة في ألتوسع وألقبض على موارد ألثروات لم يجد ألرئيس ألتركي رجب طيب أردوغان أرضآ مستباحة دولآ وأنظمة سوى ألعربية ؛ يوم ألأربعاءألماضي أعلن ألرئيس أردوغان أن علىألجيش ألسوري ألإنسِحاب من مواقعه المتقدمة في مَدينَة إدلب إلى ما وراء نقاط ألمُراقبة ألعسكرية AMOP ألتركية قبل نهاية شهر شباط ألحالي ، مرفقآ تهديده بأللجوء إلى ألقوة لإرغام ألقوات ألسورية على ألتراجع معطيآ أوامرهلرئيس أركان ألجيش ألتركي بنصبألمنظومات ألصاروخية للدفاع ألجوي ..!
جاء وعيد أردوغان بعد تعرض قافلةتركية في ريف إدلب لنيران ألجيشألسوري مِما أسفر عن مقتل تسعةعسكريين أتراك ، و في حين بررت موسكوألحادث أنَهُ حصل نتيجة عدم تنسيقألقوة ألتركية تحركاتها وِفقآ لما هو متفقعليه زعمت تركيا عدم ضرورة ذلك إذ أنألقافلة ألعسكرية كانت تتحرك في منطقةخَفْض ألتصعيد .. بألمقابل تعزو موسكوإرتفاع منسوب ألتوتر ألحالي بسبب عدمإلتزام أنقرة نصوص إتفاقيات (سوتشي) 2018 ألمتعلقة بألتدابير ألمتخذة بينألجانبين حول قطاع أدلب و ألمنطقةألعازلة ..!
من جهة أخرى ، فإن نتائج ألإجتماعألأمني ألأول بين رئيس مكتب ألأمنألقومي ألسوري أللواء علي ألمملوك ورئيس جهاز ألإستخبارات ألتركية حقانفيدان في موسكو مؤخرآ ستكون بدايةعلى ألمستوى ألأمني ألإستراتيجي قبل أنتقرش إتفاقات أو تفاهمات ميدانية وبِألتالي إنسحابات و تموضعات للقوىألمتجابهة بشكل متوازن أو تهدئة وخفضآ للتوتر على ألأقَل ، كما بدا واضحآأن إرتفاع حدة ألمناوشات و إكتنافألجيش ألسوري نقاط ألمُراقبة ألتركية ومحاصرتها على ألأرض ألسورية رسائلبألنار تؤكد ألإصرار على إستكمال تحريرمحافظة إدلب و ريفها من ألمجموعاتألمُسلحة ألمُتطرفة بغطاء روسي سياسي وميداني ..!
من هذا ألمُنطَلق تواصل ألقوات ألسورية وحلفائها بغطاء جوي روسي تقدمهابإتجاه مدينة سراقب حيث فرضت عليهاحصارآ تويآ من مشارفها ألجنوبية ألشرقية ثم دخلتها بعد قيام وحداتسلاح ألهندسة بتنظيف بعض مداخلهامن ألألغام و ألمفخخات بِألرُغْم منمُحاوَلَة ألجيش ألتركي إعاقتها و تعزيزوحداته ألمتمركزة في محيط ألمدينة .. في نفس ألوقت أخلت تنظيمات جبهةألنصرة و هيئة تحرير ألشام مواقعهامنكفأة عن ألمدينة ذات ألأهميةألإستراتيجية ..!
في حمأة ألتوتر ألمتصاعد سارعت تركياإلى ألإعلان عَبرَ وزير خارجيتها أن وفدآعسكريآ روسيآ سيزور أنقرة لبحثتطورات ألوضع في إدلب و ريفها كَماتسربت معلومات عن إحتمال مواصلةألقوات ألتركية نشاطها ضمن ما أسمتهعمليةنبع ألسلامألتي سَبَقَ و فرملتهاموسكو بعد توقيع مذكرة (سوتشي)..
توازيآ ، رفع ألجيش ألتركي درجة ألتأهب في ريفي محافظتي ألرقة و ألحسكة شرق نهر ألفرات في ألشمال ألسوري دافعآ بقوات جَديدَة إلى قسم من ألمنطقة ألحدودية ألعازلة ألممتدة بَين بلدتي 
تل أبيض و رأس ألعين في رد غير مباشر و على محور مغاير على عمليات ألجيش ألسوري في محافظة إدلب شمال غرب في محاولة لتشتيت محور ألجهد ألرئيسي ..!
 
في سياق متصل ، لا تزال قوات ألجيش ألسوري ألحُر – ألجناح ألعسكري للمعارضة ألسورية ألموالي لتركيا (مُعظم عناصره من ألعرب و ألتركمان) على تنسيق كامل مع ألمجموعات ألإرهابية ألمتطرفة معتمدة تكتيك حرب ألعصابات عَبرَ إشغال ألجيش ألسوري و قوات سوريا ألديموقراطية “قسد” بعمليات خاطفة تستهدف طرق ألإمداد أللوجستي خلف خطوط ألتماس ألمفترضة ..
من منظور تحليلي ؛ أن ألتَنسيق بين موسكو و أنقرة أصبَح إستراتيجيآ لجملة عوامل و قضايا مشتركة ليس أقلها ألحضور ألتركي في ليبيا ، ألمصالح ألإقتصادية و موارد ألطاقة ألروسية (ألسيل ألشمالي ألتركي) إلخ … هذا ألتعاون إرتقى إلى مستوى ألتحالف ألوطيد مما يعني عدم إمكانية إهتزازه أو سقوطه تَحتَ وطأة ألمواجهات سواء بين الجيش ألسوري ألنظامي و ألتَنظيمات ألمسلحة ألموالية لتركيا أو بينه و بينقوة عسكرية تركية ، أكان ألإشتباكعرضيآ أو مدروسآ ..!
على صعيد آخر ، لا تزال ألقوات ألأميركيةمتواجدة في قواعدها ألرئيسية علىألأراضي ألسورية و هي تشكل بحضورهاضمانة للفصائل ألكردية ألمتحالفة معهاو ألتي تعتبرها أنقرة إرهابية ، مما يعنيتصفير ألإشتباك مع ألقوات ألكردية منقبل أللواء ألتركي ألمدرع ألمنتشر جنوبو جنوب شرق ألحدود ألتركية .. معألإشارة أن تركيا سَبَقَ و وافقت في شهرتشرين ألثاني ألماضي 2019 على تعليق ووقف عمليتها ألعسكريةنبع ألسلامإثْرَ لقاء أجراه نائب الرئيس ألأميركي مايكبنس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبعه إنسحاب المقاتلين الأكرادمن ألمنطقة ألعازلة أو ألآمنة ألحدودية
و ألمحددة بعمق 32 كلم داخل ألأراضي السورية ..!
خِتامَآ وبإنتظار متابعة جديدة للمستجدات ، إن ألمماطلة في إلتزاماتها لبنود مؤتمريسوتشي وأستانةلن تؤدي سوى إلى مزيد منألإستنزاف فألإستراتيجية ألروسية مطاطة بما يكفي لكن وترها Bow Tendon لا ينقطع رغم أن نسبةألفولطية” Voltages على خط ألتوتر ألعالي ألإقليمي ألرابط مثلث أنقرةدمشقطهران ترتفع إضطرادآ ، أما نقاط مراقبة ألجيش ألتركي ألمنتشرة داخل ألأراضي ألسورية فهي تشكل حروف ألأبجدية لخطط قادة ألجبهة وترجمة للتوجه ألإستراتيجي ألذي قد يتيح و يسمح لاحقآ بحصد أكبر كمية من ألمكتسبات خاصَةًعند آوان ألحل ألنهائي وتَحديد مستقبل سوريا ألسياسي ..
بيروت في 08.02.2020
*عميد، منسق ألمنتدى ألوطني للدراسات ألأمنية وألإستراتيجية.