خط التوتر العالي Uss lincoln !

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

دخول حاملة ألطائرات ألأميركية USS Abraham Lincoln (CVN-72) مياه ألخليج ألفارسي مع ألقطع ألبحرية ألمرافقة لها وأربع قاذفات من طراز B 52، جعل منسوب ألتوتر بين ألولايات ألمتحدة ألأميركية وإيران يرتفع إلى مستوى غير مسبوق، سيما بعد تشديد ألعُقوبات ألمفروضة بحق طهران.

 بألمقابل، ووفق تقارير بعض ألخبراء فإن خط ألتوتر ألعالي ألمطلوب مده فوق تلال ألمنصورية يعتبر آمنآ ولا أضرار جانبية تطال ألسكان، لكن هذا ألأمر لا ينطبق على ما يحدث فوق ضفتي مضيق هرمز .

جاء تصريح ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب لافتآ متضمنآ “أنه يتطلع إلى إجراء لقاء مع القيادة الإيرانية من أجل وضع اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي، في نفس ألوقت أصدر ألرئيس ترامب مرسومآ قضى بفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع ألمعادن، كما دعا النظام الإيراني إلىالتخلي عن طموحاته النووية وتغيير تصرفاته الضارة واحترام حقوق شعبه والعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس حسن النية“.

من جهة أخرى، و في رده على صحافيي ألبيت ألأبيض أعلن ألرئيس ترامب أنّ الايرانيين أظهروا أنّهم مصدرتهديد كبير، وذلك توضيحاً لقراره إرسال ألقوة ألبحرية وألجوية ألهجومية إلى ألمنطقة، معلنآ إستعداده للحوار مع طهران بُغيَة ألتوصل إلى إتفاق ينتشلها من أزمتها ألإقتصادية دون إستبعاده خيار ألمواجهة ألعسكرية “..

رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد Joseph F. Dunford إعتبر أن ألقوة ألبحرية وألجوية ألأميركية في ألخليج هي لردع التهديد الإيراني في المنطقة“، مُستندآ في ذلك إلى معلومات إستخباراتية تشير إلى إحتمال إستهداف ألقوات ألأميركية وقواعدها ألعسكرية في سوريا وألعراق . مضيفآإننا مدركون للتهديد الذي تمثله ألقوى ألمتحالفة مع طهران في المنطقة وأننا مؤهلون للرد على هذا التهديد“.

أتى ألرَد ألإيراني ألديبلوماسي غير مرن ، إذ أعلن حبيب أبو طالبي مستشار ألرئيس حسن روحاني : “إن من يؤمن بالحوار طريقا لحل الخلافات عليه الالتزام بأدوات الحوار، كما يتوجب أن يَحترم الإيرانيين ويقلل العداء لهم، مؤكدآ أن أقصر ألطرق من أجل ألتمهيد لإجراء محادثات هو ألرجوع إلىألإتفاق ألنووي ألذي سبق وإنسحبت منه واشنطن في شهر أيار 2018.  

بالعودة إلى ألسياق ألزمني لِلأزمة، فخلال شهر تموز 2018 أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب لقاء نظيره ألإيراني حسن روحاني عدة مرات وذلك أثناء مشاركة ألأخير في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ألتي عقدت خلال شهر أيلول 2017، هذاألإعلان أتى غداة تصريح للرئيس ترامب في حينه قال فيه : “إنه في لحظة معينة سيتصل به ألمسؤولين ألإيرانيين طالبينعقد صفقة“..

في خضم ألضغط ألأميركي ، أوردت وكالة رويترز أمس ألأربعاء قرار طهران بألتراجع عن تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مهددة بألمزيد في حال بقاء أطراف ألإتفاق ألآخرينروسيا، فرنسا، بريطانيا،ألمانيا، ألصينقاصرين عن لجم ألعقوبات ألمفروضة من جانب واشنطن على ألقطاعين ألنفطي وألمَالي ألإيراني إضافة إلى عدم إلتزامهم تنفيذ بنود ألإتفاق.. بوضوح أعلن ألرئيس ألإيراني حسن روحاني قرار طهران بألعودة إلى تخصيب أليورانيوم بمستويات عالية،  في حين علقت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي Florence Parly” على ألقرار بألقول : “أن ما من شيء أسوأ من أن تغادر إيران ألإتفاق فهي ما زالت تحترم بنوده وِفقآ لتقارير مفتشيألأُمَم ألمتحدة، إن باريس ترغب ألحِفاظ على هذا ألاتفاق ألهادف إلى ألتحكم في أنشطة إيران النووية” ..

في سياق مُتَصل .. بمراجعة لوحة ألرحلات ألجوية flight information display system (FIDS) يتبين ما يلي :

1- هبوط Landing طائرتي وزيري خارجية روسيا و ألولايات ألمتحدة يومألإثنين 06.05.2019 ألأولى على ألمدرج Runway 04/22L و ألثانية علىألمدرج 04/22R في مطارهلسنكيHelsinki ألدولي ، حيث عقد لقاء هام ومنفرد بين ألوزيرين مايك بومبيو وسيرغي لافروف لا يمكن ألتقليل من أهميته، فهو إستكمال لمحادثة أل 90 دقيقة بين ألزعيمين ترامببوتين ، وذلك على هامش إجتماع مجلس ألقطب ألشمالي Arctic Council ألمخصص أصلآ لبحث سبل مكافحة ألتغير ألمناخي .!

2- وصول Arrived وزير ألخارجية ألإيراني محمد جواد ظريف يوم أول منأمس ألأربعاء 08.05.2019 إلى مطار موسكو ألدولي Sheremetyevo International Airport ألمدرج رقم 06C/24C على رأس وفد رفيع ألمستوى وعقده محادثات وصفت بألمثمرة مع نظيره ألروسي سيرغي لافروف .!

3- مرتقب Expected arrival وصول طائرة وزير ألخارجية ألأميركية إلى مطارمدينةسوتشي Sochi International Airport

ألمدرج رقم 06/24 في 14.05.2019 للقاء نظيره ألروسي ، وذلك بهدف ألتحضير للقاء قمة جديد بين ألرئيسين ألأميركي وألروسي ومن ألمرجح لقاءه ألرئيس بوتين قبل ألإقلاع Takeoff.!

4- بتاريخ 28.06.2019 ستهبط طائرة ألرئيس ألأميركي Air Force One على مدرج مطار Osaka International Airport “أوساكا” رقم 14R/32Lبآلتزامن مع وصول ألرئيس ألروسي على متن ألطائرة ألرئاسية Russia نوعL96-300 حمل ألرقم R 9601 ألملقبة بألكرملين ألطائرلحضور قمة مجموعة ألعشرين G 20 Summit ألمخصصة لتعزيز ألإستِقرار ألمَالي ألدولي وألتعاون ألإقتصادي، بألتالي سيكون مؤكدآ لقاء ألرئيسين ترامب و بوتين مطولآ على هامش ألقمة وألنتائج لن تكون سلة حلول متكاملة Packageلمشاكل ألكَوكَب بل على ألقطعة .!

بِألتحليل ألموضوعي ، يتبين أن ألمواجهة ألعسكرية ألأيرانية ألأميركية غيرمحتومة سواء كانت مباشرة أو بألوكالة إلا إذا حدث ما لم يكن في ألحسبان، إذ أن سيناريوهات ألهجوم وألرَد ألمضاد متداولة ومحسوبة بدقة من قبل كلا ألفريقين كما ليس من ألسهولة ألولوج إليها أو ألعمل بها أو ألخروج منها ..!

يبقى أن من ألمنطقي إستعراض ألقوة ألأميركية في مياه ألخليج لا سيما بعد تصريحات معظم مَسؤولي ألإدارة ألأميركية ألحادة وألمرتفعة أللهجة ، و بألرغم من أن معظم بيادق أللعبة بيد واشنطن على رقعة ألإقليم لكن ذلك لا يمنع ألخروج بنتيجة ألتعادل دون أهداف ببلوغ كلا ألفريقين ألمنتصف، فسواءً أتى ألحوار على صوت هدير محركات حاملة ألطائرات USS Lincoln أو على صوت فقش ألموج على شواطيء مضيقهرمزStrait of Hormuz فالمهم النتيجة .

من ألمنطقي أيضآ أن لا حرب عسكرية ترغب بها ألولايات ألمتحدة حتى ألآن مع إيران، رغم مواقف ألثنائي Bolton – Pompeo ، فَما يمكن تحقيقه على صوت أزيز أسلاك ألتوتر ألعالي فقط دون خروج ألصواريخ من صوامعها يَبقى أسلم وأجدى. وعلى قول ألمَثَلمَن يَعش يرى” ..  

بيروت في 10.05.2019

*عميد متقاعد ، كاتب و باحث.