بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
صَباح ألأحد “أمس” -ألمدرج R25- ألساعة 8:38 بألتوقيت ألمحلي /5:38 GMT أقلعت طائرة ألخطوط ألجوية ألأثيوبية من مطار أديس أبابا Addis Ababa Bole International – ألرحلة رقم 302- متوجهة إلى ألعاصمة ألكينية – نيروبي – و على متنها 149 شخصآ و 8 من أفراد طاقمها ..
ستة دقائق بعد ألإقلاع 8:48 و تختفي ألطائرة نوع “بوينغ” Boeing 737- Max عن شاشة ألرادار و مُتَتبِع ألرحلات ألجوية ADD-HAAB ،، حيث تحطمت على بعد 62 Km بألقرب من بلدة “تولوفارا” Tulu Fara village وسط ألبلاد ..
رغم أن ألتفاصيل و ألملابسات حول ألحادث ما زالت ضئيلة ، بإنتظار ما ستتوصل إليه تحقيقات سلطات ألطيران ألمدني ألأثيوبية و كذلك ألمنظمة ألدولية للطيران ألمدني ICAO إضافة إلى تحليل معطيات ألصندوقين ألأسودين فور ألعثور عليهما ،، إلا أن ما يمكن ألإشارة إليه لِلوهلة ألأولى هو أن ألطائرة وفق بيانات ألرحلة سجلت “سرعة ارتفاع غير مستقرة” بعد إقلاعها وفق ما أفادت أدارة ألخطوط ألجوية ألأثيوبية …
ألعديد من ألأسئلة تُطرح في حادث مأساوي من هذا ألنوع منها ما هو ضمن خانة ألأعطال ألتقنية
و منها ما يدخل ضمن ألخطأ ألبشري ألغير مقصود حتمآ ..!
على صعيد قائد ألطائرة فهو ذو سجل ناصع وفق ما أعلن الرئيس التنفيذي للشركة “تيولدي غيبرمريام” Tewolde Gebremariam ،، و كان ألكابتن قد أعلن حالة ألطواريء بعد ألإقلاع بدقائق قبل ألوصول إلى ألإرتفاع ألآمن ~ 4000 Feet Climb و حصل على إذن العودة إلى ألمطار بناء لطلبه بعد مواجهته صعوبات في القيادة حسب برج ألمراقبة ألجوية ..
من ألناحية ألتقنية تعتبر ألطائرة ألمنكوبة Boeing 737-Max من ألجيل ألرابع ألحديث ،، سُجِلَت لدى مديرية ألطيران ألأثيوبي في شهر تشرين ألثاني 2018 ،، و هي الطراز الأكثر مبيعآ في العالم و الأكثر قدرة على الطيران بشكل مستقل ،، يوجد حاليآ 300 طائرة منها في ألخدمة كما لدى ألشركة ألمُصنعة أكثر من 5 آلاف طلب شراء من شركات طيران عالمية منذ عام 2017 ..
من جهة أخرى ،، أواخر عام 2018 سُجِلَ سقوط
و تحطم طائرة من نفس ألنوع و ألطراز Max 8- 737 تابعة للخطوط ألجوية ألأندونيسية Lion Airlines في مياه بحر “جاوه”Java Sea ذهب ضحية اختفائها 189 شخصآ ،، و قد أظهرت بياناتها أيضآ “ارتفاعآ و هبوطآ متقطعآ” بعد 12 دقيقة من إقلاعها من مطار “جاكارتا” و قبل سقوطها ..
طلبت السلطات الإندونيسية في حينه من شركة “بوينغ” تقديم توضيحات حول أسباب ألتحطم دون نتيجة تقنية جازمة ،، علمآ أن الطائرة ألأندونيسية أنتجت عام 2018 ودخلت الخدمة
قبل شهرين فقط من الحادث المأساوي ..!
في نفس ألسياق ألتقني ،، كان صادِمَآ ألإشتباه بأن ألشركة ألمُصَنِعَة “بوينغ” الأميركية أخفت عن شركات الطيران معلومات حول المخاطر المرتبطة بِنظام التحكم “نظام منع الكبح ألآلي”
Anti lock Automatic Brake Système
و هي ميزة حديثة في طائراتها من طراز
737-Max 8 و Max 9 الجديدة من شأنها أن تتسبب بِكوارث جوية و قد تكون أحد أسباب سقوط ألطائرة ..!
ما هو نظام منع الكبح الآلي ..؟؟
هو نظام مساعد للطيارين بغية تجنب رفع حاد لمقدمة الطائرة Nose بما يتجاوز ألحَد ألمسموح به وفق كتيب ألإرشادات لا سيما بعد ألإقلاع ،،
و قد أتضح لاحقآ أن هذا ألنظام AL-ABS قد يدفع مقدمة الطائرة إلى الأسفل Angle Of Attack بصورة خطيرة Steep Dive “ألغَوص ألحاد” لدرجة يستحيل معه على قائد ألطائرة أعادتها إلى الوضع الأفقي و لو بِإستخدام نظام التحكم اليدوي ..!!
أَكَد هذا ألعَيب رئيس لجنة السلامة التابعة لنقابة ألطيارين “(Allied Pilots Association (APA”، مايك مايلز Mike Miles في تصريحٍ تضمن :
“إن الشركة “بوينغ” قامت بخطوة غبية بعدم إبلاغ الطيارين الذين يقودون طائرات 737- Max 8/9 حول الوظائف الجديدة للنظام”.!! “لماذا لم يتدربوا عليها”..؟؟
كما تبين أيضآ أن ألشركة تجاهلت تدوين أو ذكر هذه ألمَعلومات في منشورات ألأمان ،، ألقائمة ألمرجعية أو Checklist ..!! بِألإضافة إلى أن مؤشرات السرعة الجوية Data Air Speed كانت خاطئة و كذلك نظام تغذية البيانات لأجهزة الكمبيوتر Data Feed System حول زاوية مقدمة الطائرة ..!
على هذه ألخلفية نَفى المدير التنفيذي لـ”البوينغ” دينيس مولينبرغ Dennis A. Muilenburg بشدة أنباء عدم كشف الشركة عن تفاصيل عمل “نظام منع التوقف ألآلي” ضمن قواعد استخدام الطائرة ، لكن هذا ألنفي يتعارض مع معلومات شركتي Southwest Airlines و American Airlines واتحادي طياريهما ..!
أرسلت “بوينغ” فريق تحقيق تقني وصل إلى أثيوبيا ظهر أليَوم ألإثنين،، و بِألتَزامُن أعلنت ألشركة في بيان لها : (( نحن نتخذ كل التدابير لفهم جميع جوانب هذا الحادث بشكل كامل و نعمل عن كثب مع فريق التحقيق و جميع السلطات التنظيمية المعنية نحن واثقون من سلامة طائرات 737 – Max 800 /900 )) ..!!
أثارت هذه ألكارثة تساؤلات جدية حول سلامة أداء طائرات Boeing 737-Max 8/9 و نظرآ لتكرار سقوطها لأسباب مختلفة حوالي “عشرة حوادث” خلال ألسنوات ألخمس ألأخيرة !! فقد قررت ألعديد من شركات ألطيران وقف إستخدامها بإنتظار ألتَحقيقات و ألكشوفات ألفنية ،، لا سيما و أن بعض ألطيارين
و ألخبراء على وسائل ألتَواصُل ألإجتماعي ربطوا بين حادثي الطائرة ألأندونيسية و ألأخرى ألأثيوبية حيث أنهما من نفس الطراز و حادث التحطم لكلاهما وقع بعد وقت قصير من الإقلاع ..!
ختامآ .. و دون ألتوسع أكثر من ذلك في ألتقنيات
و بإنتظار نتائج ألتَحقيقات و خُبرات إدارة ألطيران ألفدرالية FAA ، فإن لا أحد يستطيع تخيل ألدقائق ألست ألأخيرة و ألمرعبة من حياة ألضحايا ،، كما أن لا شيء يُعوض عن هذه ألفاجعة – مع ألأسف ..!
*عميد – طيار PPL & CPL .
