حَذارِ .. ان احترق لبنان ..!

بِقَلَم العميد مُنذِر الايوبي*

ان تطفو خارج الجسد انفصال لا واعٍ للنفس عن لصيقها المادي.. لكنها تقاربه تحيطه تحوم فوقه وتشهد عليه، تراه على ابتسام ولا تحرسه.. قد تكون لذة التجربة او الحدث منسوبة علميا لنوع من التفاعل الكيميائي في مكونات الدماغ، يحرك نظامآ عصبيآ فائق الفعالية، ما يمنح شعورآ نادرآ يقارب النشوة دون دراية، وقد لا يتكرر الفعل ..!
في روحانية الحدث قلة شك، إن اعتباره هلوسة بعض احتمال.. الخروج من مكان او موضع ولو هنيهات تحرر، بالتوقيت المادي رحلة من ثوانٍ او دقائق لا اكثر، لكن النفس في تحررها تفرض شغور الجسد شبه رحلةٍ على اعجاب او اكتشاف .. الطفو نوع من تحليق وهو بالمطلق وجهة ارتفاع لا هبوط، في الارتفاع تسامٍ انفصال او تخلص من الارضي وانسجام فرحٍ مع السماوي ..!
هو ليس اغتراب النفس عن الجسد، قد يكون شبه حلم، وان ترافق مع اضطراب حينآ وربما تبدد في الشخصية احيانآ أُخَر، الاضطراب معتاد التلازم كما التصادم مع القلق وتشوش الادراك، نتاج دمامة فكر او جسد، صدمة او حدثٍ قاسٍ ماضيا، حاضرا، خشية مستقبل لما يتوقع او يرتقب ..!
في الغيبوبة، سبات عميق وفجوة الوقت لا حدود لها؛ شأن سلوك درب آخر من نوع فقدان الوعي؛ شلل وظائف الدماغ، شعور انفصال وغياب عن وجود، قد تكون رغبة اقتراب من الموت والبرزخ محطة انتظار، كما نتاج نوبات من صَرَع او صَرْعِ مرض، ترافُقُ الم عميق ولُهاث صعب، بعض تعرق وارتجاف ..
في الصحوة استجابة، عودة الى الاداء الادراكي مع يقينية استسلام لواقع معاش.. انجلاء غشاوة، انثناء تشنج، استيقاظ جزئي لتلاشي شعور يرادف الوهم، ردة فعل عن تساؤلات واحساس بالسكينة..! انها ذهولية الاماطة عن سراب، في الجري نحوه لا تردد وانكشاف الحقيقة على اعتقاد …!

توازيآ؛ “ان تخرج من ثيابك” ففي المعنى والصفة ارادية من تعرٍ، في التعري جدلية الجمال ان الجسد مرتعه تشبه بالحيوانات وإن الفكر فصوغ فلسفة.. في اعتماد العبارة فرط غضب او ابتلاء ورفض خضوع.. انها اكتمال يقينية الادراك بعد عقود، لم يبقَ مواطن لم يخرج من ثيابه قسرآ.. الشجرة تموت واقفة دون انين والمواطن يموت جوعآ مع خيبة الطعنة في الظهر تحت شمس الظهيرة.. لكن كَمَد القول آتٍ من قسرية تجريد لباس، اما لبوس الجسد للنفس فمن الوهية الخَلق..
في تلاشي الخُلُق حداثة سلوكية نقطة بداية غياب رجال دولة من اسلاف وانساب على تسيد حثالة.. فقدان الاجناس العاقلة المتجانسة والمتماثلة، اقتران اخلاص ووفاء لوطن ارتضي به شعاع نور لا لهب احتراق ..!

هي ايضآ عبارة ترمز الى تراتب اسئلة وجودية عن بؤس مصير، تراكم تدريجي لخطيئة غبن، عربدة اقطاع سياسي صفيق مع تمازج طائفي مريب، فساد عامودي يتقاطع أفقيآ مع الفكر الرمزي لانهيار وطن وتشظي ابنائه على مدار الكوكب.. إنَّ لَحْظِهِا تعبيرآ عن لَحْظَة ابداع ثقافي فمحال، لا ابداع في واقعية المعاناة ولو على أحادية شعب طموح عظيم قد أُصيب مقتلآ..! في رمزيتها ايضآ وايضا تلويح من غمز ولمز على انتفاء، اذ لا حاجة والعهر عميم نظائر اخلاقيات الحيوانات ألدُنيا من نوع مفترس غير اليف ..!
تاليآ؛ أكسيد الرصاص نوع من اصباغ غير ارجوانية النسغ ك صُورية جنوبية؛ في تركيبته حاجة صدأ طلاء كهوف مصرفية عنكبوتية الفروع، اذرع حبار استطالت عصرت اهل البلد واحالتهم هيكلآ.. صارت عملته حالة ورقية عارية من خزين الذهب ان حقيقة مختزن ففي اسر الضرورة.. تشريح حراسه احياء لتعذر الفراق عُريٌ لاستبان عفن الخزائن ورطوبة قرف نفايات عطنة؛ لا درء تفاعل تلافٍ لانقراض نخبة.! من بينها قيل “نَخبُ الشمبانيا يرفع لمئة الف من مارينز تكساس” ان لم يستحل فناء فتيان الله فَ اِفنائهم لا نقطه وسطى بين جنة ونار .. اَفناءِ بلاد عامل كلية كفر، انكار قانا الجليل وخمرُ خوابٍ عصرٍ مقدس اعتُصِر من دم مسيح صُلِب ..!

استطرادآ؛ تجاهل كأس لن يُرفَع عن حقٍ لا يعفِ من استراتيجية دفاعية كرمى شعب ملء عين الزمن.. وإذ لأهلِ مكة دراية شعابها، ان جاروا فَ حُب الرسول منا ومنهم لهم ولنا شفاعة ومن سُموه “الحب” طهارة تراب المدينة.. لكم باسم الناس نهديكم من جواهر الادب رواية فارس سُرق حصانه بعد ان ترجل عنه لحمل كهل تَنَكَر قال: “لا تخبر ناسآ عما جَنيت لئلا تذهب المرؤة عند العرب” ولكم في المرؤة شعابها باغصانها نتفيأ ..! أليسَت الاعانة دون منة اولى القربات عند الله “ج.ج”..

في نيترات الامونيوم؛ صنف من سماد ومن التسميد اخصاب، التخصيب ارتفاع نسبة الآزوت وبالتالي قابلية التفجير، ان طَفَت فطقوس الدفن لكهنة النظام والمذبح عنابر دون حاجة لادوات القبور.. العدالة ان جفت فها مآقٍ تدمع وقلوب تنزف.. الجفاف الفموي نتاج ثرثرة الشاشات تتبع نظرية الاستمرارية اذ لا تغيير جيني او بيولوجي.. هوس المتواطيء لعبة التجهيل، وراثي مع نزعة تهور، عجز متكرر عن مقاومة الرغبات بالقتل مرتين.. لكن ان استوى الميزان اعتدل وعدل، وان أسْوَى ولو لاحقآ فعافية بعد علة..!

اخيرآ؛ بعد نجاح مقاومة تواصل مقال لكبح جماح تحرر كلمات تترى وتطفو من نفس متألمة أسفا.. يَختُم: يرى في تَخَدُدِ القوم اقوامآ، و يعلم ان الاخدود شق مستطيل غائر في الارض غور هوة عميقة قد تلامس الصهارة في قعرها اصبح اهله وبنارها يتلووا.. ما لهم من بيئة ومناخ معاناة مقاعد الصف الاول وهم على الحضيض الموت جاورهم ..؟؟ في التماثل مع “أَصْحاب الأُخْدود”: روى التاريخ ان “ذي نواس” ملك اليمن دعا نصارى نجران للدخول في اليهودية، وحين أبَوْا أحرقهم داخل أخدود مليء بجمر مشتعل …! لملوكِ الفرس والعرب والاعاجم شرقآ وغرب قال “حذارِ.. إن احترق لبنان” ..!

بيروت في 04.11.2021