حجر الحبلى في بعلبك.. حيكت بشأنه أساطير وحكايا وحيَّر العلماء

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

حيّر علماء الآثار لسنوات طويلة ولا يزال يموج في بحر غرائب مدينة بعلبك التاريخية الاثرية. انه “حجر الحبلى الروماني” الذي يقال أنه أكبر حجر منحوت في العالم.
على بعد أمتار قليلة من قلعة بعلبك التاريخية يربض حجر الحبلى التي نسجت حوله القصص والأساطير وطرح أمام العلماء أسئلة لم يتمكنوا من ايجاد الأجوبة حولها. وفور وصولنا ومشاهدتنا لهذا الحجر الضخم، تدافعت الأسئلة من تلقاء نفسها. حجر في غاية الضخامة منحوت بدقة متناهية يرتفع قليلا عن الأرض من جهة مع التصاقه بها: كيف وضع، كيف نحت بهذا الشكل، كيف تمكنوا من رفعه من احدى جهاته وبقي على الارض من الجهة الثانية؟
ارتبطت بهذا الحجر لفترة طويلة ولا تزل معتقدات في الذاكرة الشعبية حيث كان الاعتقاد أن النساء العاقرات يقصدن الحجر فيشفين ويرزقن بالأولاد لهذا سمي بحجر الحبلى.
يقال أن الحجر روماني وانه “أكبر حجر مقصب في العالم”. ويقول بعلبكيون ان الرومان جاءوا به من مصر اثناء بنائهم قلعة بعلبك، في حين يؤكد علماء الآثار انه جزء من مقلع روماني وأنه “قُصّب” في ارضه وغير مقتلع، ولا يمكن انتشاله لانه ملتصق بالصخر تحت الارض. يبلغ طول الحجر 21,50 متراً وعرضه 4,80 أمتار ويقدر وزنه بألف طن تقريبا.
الى جانب حجر الحبلى القديم اكتُشف حجر أثري وتاريخي أكبر من الأول ما يثبت أن مدينة بعلبك تختزن تحت سطحها الكثير من النفائس التاريخية.
“حجر الحبلى” حكاية مكان ناطق برغم جموده، يحكي جزءا من ارادة الانسان وقوته في حقبة تاريخية لم تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة وكانت يد الانسان هي آلته الوحيدة. لكنه استطاع بعقله أن ينحت الحجر وينقل بعضه ويصمم القلاع بدون مهندس واستطاع أيضا من خلال هذا الحجر الذي تحدثنا عنه أن يترك للعلماء العديد من الأسئلة المحيرة التي لا يزال البحث عنها قائما الى اليوم.