توقيف بشارة الاسمر فضيحة قائمة على إبتزاز!

بقلم : شفيق حبيب*

بعد أن أنهى رئيس الإتحاد العمّالي العام الدكتور بشارة الأسمر أسبوعه الأول كموقوف على ذمّة التحقيق بجريمة إفتراضية فبركها ضده وطاويط الليل وسماسرة السياسة وتجار الدين وأجراء الصحافة الصفراء، ألم يحن الوقت لطرح بعض الأسئلة المنطقيّة وربط بعض الوقائع ببعضها الآخر وإماطة اللثام عن حقيقة هذه المهزلة الطائفيّة التي قلبت حياة رجل له مكانته عند الكثير من اللبنانيين رأسا على عقب وكل ذلك عن غير وجه حق؟؟

بداية سأتوقّف عند بعض ما صرح به الصحفي طوني أبي نجم والذي هو رأس الحربة في هذه المعمعة، وذلك خلال مقابلة على صوت الغد أجرتها معه الإعلامية ريما نجم.

أولا، لقد إعترف أبي نجم بأن الفيديو المسرّب الذي يحتوي على حديث الدكتور بشارة الأسمر قد تم تسريبه إليه من قبل الشخص الذي سجّله خلسة، وهذا ما من شأنه وضع حدّ لأسطورة الصحفي البطل الذي كشف حقيقة بشارة الأسمر بحسب زعم الزاعمين، فالبطل عادة يجاهر ببطولته ويعلنها على الملأ، ولا يسلم أركانها على شكل نميمة لمن يمتلك الجرأة إن لم نقل الوقاحة لنشرها.

خلال المقابلة شكر أبي نجم ربّه على الهواء على أنه لم يتم تسليم هذا التسجيل إلى صحفي سواه وذلك لأنه الوحيد التّقي النقي الذي لا يرضى بطمس الحقائق لقاء حفنة من المال، زاعماً أنه لو كان الشريط قد سلّم لغيره من الصحفيين لكانت القضية قد طمست بمبلغ ٥٠ او ٦٠ الف دولار اميريكي.

إن دلّ حديث أبي نجم فهو يدل ويثبت أن كلام الدكتور بشارة الأسمر لم يكن كلاماً علنياً على الملأ بل كان محصوراً بينه وبين زملائه الذين قهقهوا حتّى الثمالة بعد سماعهم لما قيل على لسانه ولم يشاركهم بمعرفته سوى نمّام تلصّص ووثّق وإبتزّ ومن ثم فضح، لذلك فإنني أخالف حتى الذين تمنوا أنه لو تم تسليم الشريط للبطريرك الراعي بعيداً عن الإعلام ليصار الى إتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الأسمر من قبل بكركي. نعم إنني أخالف هذه النظريّة لأنه لم يكن هناك جريمة أصلاً، وإذا كان لا بدّ من القصاص، فإن القصاص لا يليق إلا بمن سجّل خلسة حديثا خاصّا وحوله الى قضيّة رأي عام ما عرض حياة وسمعة مطلقه لما لا تحمد عقباه.

لم يطل الوقت بعد الفضيحة حتّى تمّ التعرض لزوجة الدكتور بشارة الأسمر بطريقة سفيهة لا تشبه من يريد أن يظهر نفسه على أنه غيور على القداسة والقديسين، كما وقد تم إطلاق هاشتاغ #نعم_لإقالة_بشارة_الأسمر_من_الاتحاد_العمالي، أضيف على ذلك إعتراف أبي نجم بإبتزاز الأسمر عبر محاولة إرغامه على إصدار بيان لا يتضمّن الإعتذار عن الحديث وحسب، بل أن يهين فيه الدكتور بشارة نفسه أيضاً، فجاءت هذه الوقائع لتثبت أن المطلوب ليس العنب، بل المطلوب هو رأس الناطور، أو بالأحرى رأس بشارة الأسمر كرئيس للاتحاد العمالي العام، والا فلماذا تم إغفال الأشخاص الذين تواجدوا معه على الطاولة علما انهم شاركوه الضحك والقهقهة؟

منذ فترة ليست ببعيدة، أوقف عدد من الناشطين موكب البطريرك بشارة الراعي مواجهين إياه بلافتات مكتوب عليها تجّار الهيكل، فلماذا لم تقم قائمة حرّاس الهيكل يومها؟ أم أن لكل مقام مقال؟؟ أمّا وقد أتُهِم الدكتور بشارة الأسمر بإثارة الفتن، فإن الوقائع تعيدنا حصراً إلى ما وقعت فيه النائب ستريدا جعجع يوم كشفت عما يختلج في صدرها وصدر والدها وصدر زوجها سمير جعجع تجاه أهالي زغرتا، لا بل تباهت بالمجازر التي ارتكبت بحق هؤلاء وسط تصفير وتصفيق المصفّقين، أفلا يجدر القول أيضاً أن من سرّب التسجيل يومها هو بطل عمل على كشف المستور وإعلان النوايا المبيّتة تماما كما حصل مع الدكتور أسمر؟؟ وماذا عن فبركة المحطّة البرتقالية أيضاً تسجيلا يظهر النائب ستريدا جعجع على أنها تقول “انشالله الاسرائيليين يضربوا الجنوب”، أفليس من فتنة في هذا؟؟؟

أفلا يشفع كل ما ورد بكبش المحرقة الذي وقع ببراثن أخصامه وقد جمعتهم عليه مصيبته فبات كالحمل المطلوب منه أن يحمل خطايا الجميع ومن بعدها فليُصلَب؟؟؟ أوليس حريّ بالمطبّلين والمزمّرين أن يعوا أن الغاية تبرّر كل الوسائل، إلا الوسيلة الطائفيّة التي هي بمثابة اللعب بالنار القادرة على إلتهام الجميع؟ أولم يحن للبعض وقت إستيعاب أن ما يحدث مع بشارة الأسمر هو بمثابة تأسيس لحملة قمع لاحت معالمها مع تصريح أحدهم بأنه يجب أن يصبح توقيف بشارة الأسمر عبرة لمن لم يعتبر؟؟


*ناشط وكاتب