تعريف مزور للحرية

بقلم : د. بهجت السعيدي*

منذُ طفولتنا نسمعُ باسمِ الحريّه ..
حين سَألنا عن معناها
قالوا تعني يا أطفالُ الحلوى والألعابَ
وتعني نوماً باطمئنانٍ في البريّه ..
وكبُرنا وسمعنا الناسَ تقولُ لنا
أمريكا هيَ بالضبطِ هيَ الحريّه ..
لكنّا لم نجدِ الحلوى والألعابَ لدى أمريكا
بل كانت شيطاناً يلبسُ مَن يقربُهُ
ملفوفاً بغلافِ هديّه ..
منذُ عرفناها أمريكا
صار النومُ كوابيساً تُرهقنا
والصحوُ يفتشُ عن صحوٍ
بين مساحاتِ الأوهامِ ليصنع منها أيّ قضيّه ..
وسياطُ الشمس تمزقنا لو فكّرنا أن نهربَ مِن هذا السجنِ وهذا الحزنِ
وميثاقِ الأممِ المدنيّه ..
والقمرُ المثليُّ الجنسِ يُطلُّ علينا
ويلوثنا ويسممنا
كي يمنعنا أن نعشقَ عشقاً بدوياً وبدائياً
عشقاً يحدث في عفويّه ..

—————

* شاعر وطبيب عراقي