تعرفوا على أصول أمثالنا الشعبية وأسباب إطلاقها (1)

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

ثقافتنا العربية بها الكثير من الأمثال الشعبية التي تقال في مناسبات محددة، اخترنا لكم مجموعة من أشهر هذه الأمثال الشعبية سنعرضها على شكل سلسلة مع سرد لأصلها وسبب قولها ومناسباتها.
الأمثال الشعبية في وطننا العربي هي إحدى نواتج تراثنا الشعبي على مر العصور ولا زلنا نستدل بمثل شعبي عبارة عن جملة من كلمات قليلة وأحيانا كلمة واحدة على موقف كبير نحكيه في أيام كثيرة. إذن الأمثال الشعبية من الأشياء التي نستخدمها يوميا وتسهل علينا حياتنا اليومية وتنقلنا لمستوى أعلى من التفاهم، ولولا أننا نمتلك نفس الثقافة الشعبية، ما كنا فهمنا هذه الأمثال ولا استوعبتها عقولنا لاعتمادها على بيئتنا وهويتنا العربية والمفردات والتفاصيل الموجودة في هذه البيئة، والألاعيب اللغوية التي نمارسها جميعا ممن نتحدث باللغة العربية أو بإحدى لهجاتها، ولذلك سنتحدث في السطور القادمة عن أصل أشهر أمثالنا الشعبية في أوطاننا العربية، والأسباب التي أدت إلى قول هذه الأمثال الشعبية وقصص قولها.
-يا بخت من يكن النقيب خاله
أحد الأمثال الشعبية الشهيرة في بعض الدول العربية ويقال هذا المثل للشخص الذي يكون أحد أقاربه أو أحبابه مديرا عليه أو محابيا له أو يمتلك منصبا كبيرا يمكنه أن يقضي مصالح عدة بدون تعب أو عناء.وأصل المثل أنه كان في عادة العرب قديما أن يعينوا لمن يتزوج حديثا شخصا يقوم على طلباته ويؤدي خدماته ويرعاه لمدة أربعين يوما، ويكون اسم هذا الشخص “النقيب” ومن هنا كان أصل المثل الشعبي حيث أن الخال يكون أكثر اهتماما بابن أخته وأكثر عناية ورعاية ويفعل ذلك عن حب حقيقي وصدق في الاعتناء بحاجة ابن الشقيقة والعمل على راحته بشتى السبل، لذلك يقولون: يا بخت من كان النقيب خاله.

-طب الطنجرة ع تمها،بتطلع البنت متل أمها:
أحد الأمثال الشعبية الشهيرة ويقال في عدة دول سواء مصر أو الخليج أو العراق أو الشام ولبنان ويقال بعدة صيغ ولكنهم يتفقون أن المعنى واحد وهو اقلب الطنجرة على فمها، تجد أن البنت أخذت طباع أمها، وفي هذا المثل وأصله روايات عدة وربما بسبب شهرته فقد اختلفت رواياته، فهناك من قال أن السبب في ذلك هو أن امرأة قديما قد جعلت علامة دخول ابنتها المنزل هي أن تقلب الطنجرة على فمها فتحدث صوتا، ولكن الأكثر منطقية هو أنه كان هناك شاب في نواحي الشام يريد أن يتزوج وكلما ذهب لفتاة كي يتزوجها رده أهلها لا لعيب فيه ولكن لأن أمه قد أرضعت هذه الفتاة، ولم يجد هذا الشاب أي فتاة كي يتزوجها من نساء بلدتهم لأن أمه قد أرضعت بنات البلدة كلها، وبالتالي حرمت عليه فتيات البلدة كلها إلا امرأة كبيرة في السن بلغت الخامسة والأربعين من العمر ولم تتزوج وهي تقارب لسن والدته وبالتالي من المستحيل أن تكون أمه قد أرضعتها، وسريعا سريعا حاول الشاب إتمام المراسم بسرعة فبمجرد موافقة المرأة على الزواج عمد مباشرة إلى كتب الكتاب والعقد على المرأة، إلا أن في هذا اليوم جاء خاله بسرعة قائلاً: هل كتبتم العقد؟ قالوا لا، فتنهد بارتياح وقال: “جدتك تسلم عليك وتقول لا تتزوج هذه المرأة لأنها جدتك قد أرضعتها أي أنها خالتك في الرضاع وبالتالي محرمة عليك أيضا، فذهل الناس وقالوا: “طب الطنجرة ع تمها، تطلع البنت متل أمها”، وهذه هي أقرب رواية لواحد من أهم الأمثال الشعبية في العالم العربي والذي يقال للتعبير عن أخذ البنت طبائع أمها وبالتالي تصبح بمرور الوقت نسخة منها مشابهة لها تماما في الشكل والجوهر.