المحرمات …!

 
بقلم: ألعَميد منذر ألأيوبي*
 
فصل جديد من فصول دَفع ألوطن إلى ألإنهيار برز بعد ظهر أمس و تصدر وسائل ألتواصل ألإجتماعي متسببآ بتراشق صواني بين مؤيدين مصابين بعمى ألألوان و محرضين ملوثين بهاجس ألسلبية ، عبارات أقل ما يقال فيها أنها عكست أجواء ألإنحدار ألسياسي و ألفكري و ألمجتمعي مع إبتذال في ألتوصيف و فرادة في ألكلمات مؤشر حاسم على إعتلال ألحس ألوطني مع إستعمال حروف ألعلة على قاعدة ألصرف أللغوي ألإعلال بألحذف … أما ألحياديين ألغيارى فقد عبروا عن آرائهم بتجرد و نقد بناء مع أسف على ألدرك الذي وصلت إليه شرائح من ألمجتمع أللبناني ..
 
ألقضية لَيسَت أمرآ عابرآ في ألفعل و ألفاعل و ألمفعول بِهِ ؛ إذ أن ألفعل هو ألمساس بألنشيد ألوطني أللبناني و تحوير كلماته أما ألفاعل فقيد ألبحث عنه أو كاد يضيع لَكن ألمفعول به هو ألوطن أللبناني بقيمه و رمزه ألوطني ألراسخ و ألجامع ..
بألعودة إلى ألفاعل فهو شيطاني بإمتياز ؛ إذ أن جرم تشويه ألنشيد ألرمز معنى و مبنى بعبارات تسيء إلى ألكيان ألوطني أرضآ و جيشآ و شعبآ لكان أمرَآ لا يصيب مقتلآ لا بل سببآ للحمة ألشعب و ألمجتمع حافز إنصهار على خَلفيَة إستنكار ألفعل ألأثيم ..
 
لكن من تجرأ و فعل لجأ إلى ألتحريف لا ألتشويه مستبدلآ ألكلمات بأخرى تمجد رَئيس ألبلاد ألعماد ميشال عون “كلنا للعماد قائدآ للبلاد …إلخ ” ..! متوقعآ ألفتنة ألظرفية دافعآ بألشريحة ألسياسية و ألإجتماعية ألمعارضة إلى ألشجب ألعميق ألجارح ضامنآ في نيته ألجرمية بألتالي ردود فعل قاسية من ألشريحة ألمؤيدة مما أدى إلى إنفلات ألتعليقات من عقالها و ألإنجراف نَحو عبارات متبادلة من ألتطاول و ألشتم و ألإهانة ..! حسنآ فعل ألتيار ألوطني ألحُر دون إعتبار لرأي مؤيديه أتباعه أو معارضيه بإصداره بيانآ يوضح عدم تبنيه ألأمر و رفضه نافيآ علاقته به مؤكدآ حرصه على عدم ألمس بألقيم الوطنية و ألنشيد ألوطني إنعكاس لهذه ألقيم ..
 
في سيناريو مفترض ؛ جلس ألأثيم ألمرتكب خلف شاشة حاسوبه مستخدمآ مجموعة من ألحسابات ألوهمية “ألذباب ألإلكتروني” يديرها ببرمجة آلية لآلاف من ألتغريدات ألمفبركة و ألإشاعات ألمدروسة .. 
و إذا كان ألنشيد ألوطني أللبناني يشكل أحد رموز ألوطن أللبناني ألمقدس فإن رئيس ألبلاد وفق نص ألمادة 49 مَن الدُستور أللبناني هو :رئيس الدولة و رمزوحدة الوطن يسهر على احترام الدستور و ألمحافظة على استقلال لبنان و وحدته و سلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور“..! إذن لا مشكلة في مديح رئيس ألجمهورية أللبنانية أو ألتعبير عن إنتقاد حضاري موضوعي دون ألمساس بموقع ألرئاسة ألرمز أو ألتهجم على شخصه بعبارات ألقدح و ألذم ..
 
من جهة أخرى ، وجد كثيرون أن ألقضية لا تحتاج كل هَذِه ألضجة ، أمر يمكن ألتغاضي عنه لكن ما يتعذر تجاهله هو ألغاية ألهدف و ألنتيجة ألمقصد .. إذ من ألصعوبة ألموضوعية و على خَلفيَة يبنى عليها لا يمكن عدم ألربط أو تجاهل ما يمر به ألوطن من إشتباك سياسي داخلي في قسم منه إنعكاس للصراع ألإقليمي متزامنآ مع ألحراك ألشعبي ألنظيف ألَذي فرض منذ إنطلاقته في 17 تشرين ألأول ألماضي نمطآ جديدا من ألمعارضة ألبناءة و ألأداء ألسياسي مراقبة و محاسبة لهدر و فساد مع تواطؤو إفساد .. ليس في ألأمر مغالاة 
أو مزايدة ألسطحية قاتلة فألأعداء و ألأخصام كُثُر يتناوبون على محاولات هدم منظم للدولة و الكيان و المؤسسات بدءآ بضرب قيمة ألنقد ألوطني و تهريب ألعملة ألأجنبية أو تحويلها إلى ألخارج بطرق ملتوية إضافَةً إلى فترات ألفراغ في ألحكم و ألحُكومَة و كذلك إستهداف ألجيش و ألأجهزة ألأمنية و ألقضاء ..
 
خِتامَآ ؛ ألحكام و ألمسؤولين لدينا ليسوا من جنس ألملائكة و لم يكونوا ، لكن أللعب بألمقدسات و ألثوابت ألوطنية أمر محرم يستوجب ألمتابعة ألأمنية بصرف ألنَظر عما إذا كان ألفَاعل قد أقدم على فعلته تحببآ و ممالأة عن حسن نية أو جهلآ فادحآ لما يترتب على ما أقدم و في ألحَد ألأقصى بقصد شيطاني خبيث ..!
 
بيروت في 20.02.2020
*عميد كاتِب و باحث .