القدس …!

بقلم :العميد منذر الايوبي*

إستيقظت ألمدينة ألمقدسة أليوم و حجارة كنيسة ألمهد ترتجف غضبآ ؛ أجراسها تعزف لحنآ نحاسيآ مجدليآ حزينآ ، أما ألأقصى فكانت مأذنته تتلمس خيوط شمس ألفجر عاتبة عاتية متمردة ثائرة ..!
 
عقد ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب مؤتمره ألصحافي في ألبيت ألأبيض أول من أمس ألثلاثاء 28.01.2020. و إلى جانبه رئيس وزراء ألعدو بنيامين نتنياهو معلنآ خطته للسلام في ألشرق ألأوسط ؛ “صَفقَة ألقرن” إعتبرها ألرئيس ألأميركي “ألفرصة ألأخيرة” للفلسطينيين مانحآ ألقدس ألغير مقسمة عاصمة أبدية للكيان ألغاصب ..!
هو مانح ألفرص و مشرع ألإحتلال، بين تهديد ألبرلمان ألأميركي بألعزل للأول و تلوث بملفات فساد قيد ألمقاضاة للثاني تقاسم ألإثنان ألوطن ألسليب “فلشتيم” في ألعهد ألقديم .. قض 10: 6 : “عاد بنواسرائيل يعملون الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم و ألعشتاروت و تر الربولم يعبدوه” ..
أما ألدول ألعربية بحكامها فقسم في حالألذهول ، آخرين على مضض إستسلام وما تبقى هوانآ إرتضوه لا مبالين ..!
 
ألقدس .. أنشودة ألتاريخ قد أعجزنا مغناكِ .. مملكة ألسماء وما صناكِ .. صفو إيمانٍ لم نخشع لتقواكِ .. أيقونة ألله على جبين ألكوكب قد صلبناكِ .. نور ألقبر ألمقدس بشموعه أحرقناكِ .. قبة ألصخرة و للهوان تركناكِ …
ألقدس ،، بحقِ الله سألناك أتحتملين عارنا و ألعروش مذهبة ..؟ أتسامحينا و صقل ألخيانة ظلنا ..؟
قد كسرنا رماحنا و قتلنا ألرماة ، أجهضنا خيولنا ثم إستسلمنا حفاة و لا فعل سوى نعيق صراخنا ..
ألقدس .. قد مات ألثأر في ألوجدان ،، يبس ألبيلسان بين غزة و ألجولان ،، جف ألنهر حتى ألطين بان إذ أصبح ألرماد و ألحق صنوان ..!!
 
ألقدس ؛ صار ألحصان ألعربي طائرة و ألرمح صاروخ .. إرتدينا ألدرع مدرعة جنزيرها مشروخ و ألسيف ألمهند في فولاذه رضوخ نصله ممسوخ .. سلاحنا منا و أستدار علينا .. إن وصفنا ألطريق إليكِ ، إن رصفنا مدافعنا و أطلقنا طائراتنا لحجبت غيم ألسماء فوقك و إنطفأ “ألمينوراه” ألسباعي فَ أظلمت على يهوذا و يوضاس و أتباعهما ..
ألقدس ؛ خجولين منكِ مَليكتي و ألمهج تملكين .. تجلببنا ألعار رداء و أعتمرنا “ألكيباه” بديلآ عن كوفية و شماغ .. راياتنا سوداء نسيجها خيوط ألمهانة .. أحرقناكِ و جعلنا جبل موسى “طور سيناء” قبلتنا و ألوصايا ألعشر دستورنا ..
ألقدس أولى ألقبلتين و ثاني ألحرمين .. تنبأ يسوع لما رآها و بكى “فرأى المدينة بكىعليها و تنبأ لها اعداء يلفونها بالمتاريسحصار دمار و لا يتركون فيك حجرا علىحجر“…(لوقا:44-41:19)
 
ألقدس ؛ هذي أوراق ألصفقات ألمدنسة سندات دون رصيد ، تواقيع مزيفة مدادها قطران ، لن يستطيعوا ألسطو على إنجيلك و ألكتاب ألمُنَزل “و ما ينطق عن ألهوى إن هو إلا وحيآ يوحى” (4-سورة ألنجم).. على أمل أللقاء نحيا إن بقي بيننا رجال …
 
بيروت في 30.01.2020
*عميد،كاتِب و باحِث.