العلامة الخطيب: فشلنا جميعاً في بناء وطن وإرتضينا ان نكون أزلاماً وعبيداً لعبيد

 

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أننا “فشلنا جميعا في بناء وطن ، والوطن كذبة على السنتنا حينما نطلقها ونتذرع بها، وكان هذا قبل الطائف وبعد الطائف، ولا يبدو اننا بصدد التغيير او الاصلاح حتى الان “.

وقال الخطيب خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “نحن اللبنانيين مواطنين قبل المسؤولين الذين قبلنا ان نكون ازلاما وعبيدا لعبيد امثالنا من دون الله، واستكبرنا ان نكون عبادا لله وقبلنا ان نكون عبيدا للعبيد فسكتنا عن الفاسدين ولم نرفع صوتا في وجوههم، بل شاركنا الفاسدين فسادهم ووقفنا الى جانب الباطل والظلم، ولم ننصر الحق ولم نقف في وجه الظالم. كان ذلك كله من تبعات الطائفية السياسية التي اقتضت المصالح وتضاربها ارتكاب ابشع الموبقات والخيانات بحق بعضنا البعض. واقتضت ان يقف بعضنا في وجه البعض الاخر وان يطعن بعضنا البعض وان تزول كل الادبيات الوطنية من قاموسنا فلا الخيانة خيانة طالما مصلحة الطائفة تقتضي ذلك، او بالاحرى مصلحة زعيم الطائفة تقتضي ذلك، واصبح الوطن الذي لم يوجد اصلا اوطانا، لكل طائفة وطنها الخاص ومفهومها الخاص للوطن، فنتقاتل تقاتل الاعداء حين تتضارب المصالح، ونتتعايش حينما تتقاسم الزعامات الغنائم ولا يتحرك فينا عرق حتى لو متنا جميعا جوعا”.
وتابع قائلاً “يا له من وطن ويا لنا من مواطنين وقد فشلنا جميعا في بناء وطن ، والوطن كذبة على السنتنا حينما نطلقها ونتذرع بها، وكان هذا قبل الطائف وبعد الطائف ولا يبدو اننا بصدد التغيير او الاصلاح حتى الان، وهذا هو المقصود من عبارة لبنان بلد التسويات، فهؤلاء يريدون ابقاء لبنان رهينة القوى الخارجية ويكذبون حين يرفعون شعار السيادة ثم سرعان ما يعودون الى حجورهم وكهوفهم الطائفية حينما تسنح لهم الفرصة بذلك، ويعملون على ضرب اية محاولة للدفاع عن السيادة واتهام اصحابها بانهم يعملون لصالح قوى اقليمية وخارجية”.

واعلن “اننا رغم المرارة التي نعبّر عنها في كلماتنا وتدفعنا اليها ما يعانيه المواطنون من هموم ومشاكل معيشية واجتماعية وصحية، ندعو اصحاب المصالح من تجار وقطاعات متنوعة الى الامتناع عن المشاركة في زيادة هموم المواطنين سواء في احتكار السلع الغذائية والدوائية وعدم استغلال الاوضاع لزيادة ارباحهم، فهو عمل محرم ومشاركة في الفساد الذي اوصل البلد الى هذه الكارثة.
كما ندعو الى ايجاد تسوية مؤقتة وسريعة وعاجلة لوقف الانهيار وتخفيف معاناة المواطنين رغم عدم ايماننا بالتسويات والدعوة بدلا من ذلك الى تطبيق اتفاق الطائف لتأليف مجلس شيوخ والدعوة الى اقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي والغاء الطائفية السياسية”.
وشكر الخطيب “الحكومة العراقية على مصادقتها على قرار دعم لبنان بمليون طن من النفط الخام في تعبير عن الاخوة الحقيقية التي تعمر قلوب اخواننا واهلنا في العراق”، داعياً “الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما الدول العربية الى الوقوف مع لبنان في هذه الازمة الصعبة فتحذو حذو العراق الذي قدم هبه للجيش اللبناني قبيل مبادرته الحالية، فلبنان اليوم يحتاج الى كل دعم ومساعدة تخرجه من جحيم الانهيار الذي يتهدده”.

وتابع :وفيشكر الجمهورية الاسلامية الايرانية على دعمها للبنان واستعدادها تقديم النفط والمساهمة في حل ازمة الكهرباء، وهنا نحمل الدولة اللبنانية المسؤولية عن عدم قبول المساعدة الايرانية وترك اللبنانيين عرضة للمعاناة الصعبة التي يعيشونها.
وطالب سماحته الاجهزة الرقابية والقضائية اللبنانية الى التحرك السريع للجم الاحتكار ومعاقبة المحتكرين للدواء والغذاء والسلع الاستهلاكية فلا يجوز باي شكل من الاشكال تجويع اللبنانيين واخضاع لقمة عيشهم ودوائهم لاستغلال تجار الازمات الذين كدسوا ويكدسون الثروات الطائلة على حساب افقار اللبنانيين، ان حكومة تصريف الاعمال تتحمل كامل المسؤولية في تفعيل اجهزتها ومؤسساتها الرقابية، ولا يعفيها كونها حكومة تصريف اعمال عن القيام بواجبها والا فانها تمارس ما تقوم به الطبقة السياسية الفاسدة.
واستنكر سماحته العدوان الصهيوني على سوريا في انتهاك مزدوج للسيادتين اللبنانية والسورية ، نضعه بتصرف الامم المتحدة ومجلس الامن المطالبين بادانة هذا العدوان الذي يدأب عليه العدو لاعادة الاعتبار المعنوي لجيشه والخروج من الهزائم والاخفاقات التي مني بها، فضلا عن محاولات نتنياهو للخروج من ازماته الداخلية التي تفوح منها روائح الفساد وتحميله مسؤولية اخفاقه في العدوان الاخير على غزة.