الضجر وزهرة المارغريت ..!

خاص – “الدنيا نيوز”

 

بقلم :العميد منذر الايوبي

من اصله بعض ملل وفي فصوله ضيق او سأم سًَلً عن الضجر Bored ..! بات اجترار معظم الطبقة السياسية أيا تكن مواقعها تصريحاتها ومواقفها على مدى اشهر في الامور المصيرية سيما انتخاب رئيس للجمهورية الكئيبة، وعلى مدى سنوات عدة لجهة الاصلاحات الادارية والمالية ووعود اعادة اموال المودعين، دافع اهل البلد ليغرقوا في حال السأم والملل.. بات الضجيج الاعلامي هيصة تبث متاهة القلق والغم لا مسلك الامل والفرح..! انتظار حلول علَّ حياة طبيعية تعود وطد الزهق بالتزاوج مع قنوط وفشل، اذ ان النوائب والمصائب تترى دون فواصل او استراحات تسمح بترييح الانفس والتقاط الانفاس..!

تاليآ؛ قد يعتبر الضجر سرقة للوقت وفي حده الادنى اضاعته، اما المرتكبين فمن صنف المُضجِرين ضمن قصد الغائي خيار تقسيم او فدرلة.. واذ تلون (الضجر) على المستوى المحلي بالاسود القاتم تحول نوعآ من فيروس قاتل استشرى، الى ان اصابت العدوى عديد وفير من مسؤولي الدول وسفرائها كما اعضاء لقاءاتها خماسية ام اكثر او اقل؛ ما يعني تخفيض درجة الاهتمام بنوع العلاج سواءً من منطلق تأمين مصالحها ربما كما رأفة بالناس وتحسسآ بمعاناتهم مؤكدآ..!

من جهة اخرى؛ اعتبر التفاهم السعودي – الايراني فأل خير على الاقليم بتشعباته الجيوسياسية والايديولوجية ما نضح عنه حتى الان عودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد تعهدات والتزامات باتت معروفة؛ كذلك سعي الرياض الى معالجة الوضع السوداني المتفجر، اضافة الى تقدم ملموس في تصفير التنافر ووضع الجميع على خط السمع والاصغاء للسفير السعودي وليد البخاري، دفع انتخاب رئيس للجمهورية والبدء بمسيرة الانقاذ، بعد ان ثبت ان الاخير ايقونة السياسة اللبنانية وان سفارته وخيمة حديقته تحمل الحجة ولها المحجة..!

في ذات السياق، لا يبدو ان المواعيد تضرب تصيب او تصح، في المبذأ المواقيت زمانية ومكانية حكمة تحديدها عدم جواز اجتيازها او تجاوزها الا بفدية تحتسب وتعوض..! بالمحاذاة دستوريآ الفدية مطلوبة من الجميع ليس اقلها الحساب بعد رحيل، تجاهل الرحيل صنو مشركين دخلوا دار عبادة لا توبةً بل تماد في اثم تعطيل، والحُرم الوطني هنا مباح متاح مفروض..

اما الكتل الوازنة فعلى الاصابع معدودات، تحولت حرجة Critical Mass قابلة للانشطار قد تستمر وتدوم شبه تفاعل نووي متسلسل حتى الانتخاب؛ بالتوازي مع استراتيجية تحديد او بيع حصص مناصب وبنكنوت محصلة عنوة او تعنيفآ نتاج زنى سياسي ومساكنة قسرية كاذبة..! انتظار المحليين تغيرات الاقليم سيما مع انعقاد القمة العربية تلافي اختناق وَطَن وبالتالي اخراجه من عنق الزجاجة امر سراب متعذر اذ لا مناص من كسرها حلآ أخيرآ قد يعتمد..!

في تسيد الدجالين وواقع حكمهم فرض يأس وبؤس؛ لم يعد امام اهل البلد سوى عودة طوعية آمنة الى زهرة المارغريت marguerite اللؤلؤية الصغيرة.. حكايتها راسخة في الاذهان، نزوع طفولي واختبار افتراضي الى تبصر او تبصير طقس شعائري تنجيمي مؤداه سبق ادراك..! لعبة المارغريت هذا وقت تفتحها ربيعية موسمية، في قواعدها قطفها ونزع بتلاتها تباعآ على مثل (تحبني؟ لا تحبني؟ انجح ام لا انجح؟ الخ..) مقاربة «رئيس يأتي.؟ ام لا يأتي» حتى الاخيرة، والنتيجة هنا لا ثالث لها صرخة سعادة او خيبة من بتلة ملعونة لسلبية النتيجة..!!


اخيرآ؛ من المفيد وقت الضجر قراءة «لعبة الدائرة» المجموعة الشعريّة الأولى للكاتبة الكندية “مارغريت آتوود” Marguerite Atwood الساكنة وهج الكتابة ورونق الشعر..

———————-

طرابلس في 16.05.2023