الذهب والعاصفة: رحلة الياس الموصلي إلى أميركا

خاص اخبار الدنيا.

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

هو الياس ابن القسيس حنّا الموصلي الكلداني. لا توجد إشارة إلى تاريخ ميلاده او وفاته ولا من هو أبوه أو أمه ولكن لا يمكن أن يذكر أدب الرحلة بدون اسمه حيث اعتبر أول رحالة شرقي يغامر في الوصول إلى أميركا الوسطى والجنوبية في النصف الثاني من القرن السابع عشر.
وكانت حصيلة الرحلة كتاب “الذهب والعاصفة” الذي اعتبر أثرا فريدا من نوعه لكونه تسجيلاً لوقائع رحلة من بغداد إلى أوروبا وأميركا دامت ست عشرة سنة ما بين 1668 –1683 ثماني سنوات منها تجوال في القارة الجديدة، سبقتها سبع سنوات من السفر المكوكي ما بين أبرز عواصم أوروبا يومها: باريس، روما، مدريد، لشبونة، روما وحاضرة الفاتيكان.
الرحّالة:” قمت برحلتي في الفترة التي شهدت فيها القارة الأميركية حمَّى بناء المستوطنات والبحث عن الذهب والفضة وانتشار العبودية وعمليات التعذيب والإبادة التي مارسها المستعمرون الإسبان والأوروبيون ضد أبناء القارة الأميركية. والرحلة كما دوّنتها في كتابي حافلة بالقصص والمرويّات والوقائع حول ذلك”.
وحسب مقدمة الكتاب فقد انطلق الموصلي في رحلته من بغداد سنة 1668 قاصدا أولاً زيارة الأماكن المقدَّسة فمضى في اتجاه دمشق ومن هناك اتجه إلى القدس وعاد إلى حلب ومنها نزل إلى ميناء اسكندرونة. ومن هناك أبحر إلى قبرص على ظهر مركب ثم أبحر متجهاً إلى البندقية وعرج في طريقه على جزيرة كريت وجزر أخرى في المتوسط. وقد طالت رحلته فلم يدخل ميناء البندقية إلا بعد مرور سبعين يوماً على مغادرة ميناء اسكندرونة. ومن البندقية سافر إلى روما، والتقى البابا، ثم غادر في اتجاه فرنسا فتجول في مدنها وزار باريس وأقام في العاصمة الفرنسية نحو ثمانية أشهر. وبعدها توجه إلى إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وكان هذا هو الجزء الأول من الرحلة الذي قضاه في أوربا وانتهى بأن حصل من الملكة الوصية على عرش إسبانيا على تصريح بالسفر إلى أمريكا. ولم يكن ممكنا لأحد أن يسافر إلى تلك الأرجاء سوى بإذن من التاج الملكي. ومن ميناء قادش غادر إلى أمريكا بعد أن أمضى في أوروبا سبع سنوات محملاً بلوازم السفر والتوصيات والأوامر الملكية لتسهيل رحلته.
الرحّالة:” ركبت البحر من قادس الى امريكا فمررت على جزر الكناري ووصلت الى امريكا الجنوبية بعد 55 يوما قضيتها في البحر ثم سحت في جهات باناما ومنها تتبّعت المدن والقرى والمناجم غرب امريكا الجنوبية فزرت البلاد التي تدعى اليوم كولومبيا، وخط الاستواء، والبيرو، وبوليفيا ثم شيلي ومنها عدت الى البيرو عام 1680 حيث كتبت القسم الاوّل من رحلتي.”
رحلة الموصلي حافلة بالمفاجات والاخبار والقصص والحكايات عن تلك الاصقاع النائية من العالم الجديد الذي كان ما يزال حديث العهد بالاكتشاف. وهناك جوانب عديدة في الرحلة تستحق التامّل اذ ان المعلومات التي تتضمّنها هي معلومات غزيرة ومتنوّعة وبعضها جديد على القارئ قد يتقبّلها العقل او لا يصدّقها لما تتضمنه من المبالغات ولكنها في اخر المطاف طريفة لا تخلو من متعة وفائدة.
الرحّالة:”نقلت قدر الامكان مختلف التقاليد التي كانت سائدة في تلك البلاد والاوضاع التي كانت عليها، كما وصفت العمران والبنايات والحيوان والطيور والجوارح والمعادن وكيفية استخراجها والمواشي والزواحف وعمليات القرصنة التي كانت تتعرّض لها المراكب التي كانت تمخر المحيط في ذلك العهد، فضلا عن عادات الطبخ عند الهنود والطقس والمبادلات التجارية والمقايضة وتجارة العبيد وعادات الدفن والزواج، والزلازل التي كانت تضرب هذه المناطق وغيرها من الاخبار المثيرة والغريبة”.
قام الموصلي برحلته لأسباب ودوافع غير معروفة على وجه الدقّة وإن كان من المرجّح لدى معظم الباحثين، ولدى كراتشوفسكي صاحب “الأدب الجغرافي العربي” أنه ربّما قام بمهمته لحساب البابوية أو التّاج الإسباني أو لكليهما معاً. كما يفصح الموصلي عن الغاية التبشيرية لرحلته فيقول: “فسبيلنا أن نبرهن ونبيّن رجوع هذه الطوائف إلى الإيمان الحقيقي واحتضانهم للكنيسة”.
يصف محقق الرحلة أسلوب الكتاب بالركيك ويقول عن الرحّالة بانه قليل الالمام بالانشاء والكتابة فيكتب ما يراه ببساطة ودقة وصدق، ولكنّ انشاءه ركيك ووصفه خال من التفنّن خلا بعض فصول وشذرات، وفي كتابه اغلاط نحوية كثيرة.
ويشيد المستشرق الروسي كراتشكوفسكي بهذه الرحلة التي تحتل برأيه مكانة هامة في الأدب العربي ويقول:”وهي لا تقل أهمية وطرافة من حيث مضمونها. ويجب الأعتراف بأن قراءتها قد لا تخلو أحيانا من تأثير مؤلم على نفس القارئ فهي أثر من الآثار التي تصور عهد الاستعمار الذي أناخ بكلكله على أهل البلاد الأصليين واستغلهم استغلالا مشينا. وبهذا بالذات تكمن أهميته كمصدر تاريخي جغرافي ذي قيمة بالنسبة لذلك العصر بأجمعه.”الكلداني. لا توجد إشارة إلى تاريخ ميلاده او وفاته ولا من هو أبوه أو أمه ولكن لا يمكن أن يذكر أدب الرحلة بدون اسمه حيث اعتبر أول رحالة شرقي يغامر في الوصول إلى أميركا الوسطى والجنوبية في النصف الثاني من القرن السابع عشر.
وكانت حصيلة الرحلة كتاب “الذهب والعاصفة” الذي اعتبر أثرا فريدا من نوعه لكونه تسجيلاً لوقائع رحلة من بغداد إلى أوروبا وأميركا دامت ست عشرة سنة ما بين 1668 –1683 ثماني سنوات منها تجوال في القارة الجديدة، سبقتها سبع سنوات من السفر المكوكي ما بين أبرز عواصم أوروبا يومها: باريس، روما، مدريد، لشبونة، روما وحاضرة الفاتيكان.
الرحّالة:” قمت برحلتي في الفترة التي شهدت فيها القارة الأميركية حمَّى بناء المستوطنات والبحث عن الذهب والفضة وانتشار العبودية وعمليات التعذيب والإبادة التي مارسها المستعمرون الإسبان والأوروبيون ضد أبناء القارة الأميركية. والرحلة كما دوّنتها في كتابي حافلة بالقصص والمرويّات والوقائع حول ذلك”.
وحسب مقدمة الكتاب فقد انطلق الموصلي في رحلته من بغداد سنة 1668 قاصدا أولاً زيارة الأماكن المقدَّسة فمضى في اتجاه دمشق ومن هناك اتجه إلى القدس وعاد إلى حلب ومنها نزل إلى ميناء اسكندرونة. ومن هناك أبحر إلى قبرص على ظهر مركب ثم أبحر متجهاً إلى البندقية وعرج في طريقه على جزيرة كريت وجزر أخرى في المتوسط. وقد طالت رحلته فلم يدخل ميناء البندقية إلا بعد مرور سبعين يوماً على مغادرة ميناء اسكندرونة. ومن البندقية سافر إلى روما، والتقى البابا، ثم غادر في اتجاه فرنسا فتجول في مدنها وزار باريس وأقام في العاصمة الفرنسية نحو ثمانية أشهر. وبعدها توجه إلى إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وكان هذا هو الجزء الأول من الرحلة الذي قضاه في أوربا وانتهى بأن حصل من الملكة الوصية على عرش إسبانيا على تصريح بالسفر إلى أمريكا. ولم يكن ممكنا لأحد أن يسافر إلى تلك الأرجاء سوى بإذن من التاج الملكي. ومن ميناء قادش غادر إلى أمريكا بعد أن أمضى في أوروبا سبع سنوات محملاً بلوازم السفر والتوصيات والأوامر الملكية لتسهيل رحلته.
الرحّالة:” ركبت البحر من قادس الى امريكا فمررت على جزر الكناري ووصلت الى امريكا الجنوبية بعد 55 يوما قضيتها في البحر ثم سحت في جهات باناما ومنها تتبّعت المدن والقرى والمناجم غرب امريكا الجنوبية فزرت البلاد التي تدعى اليوم كولومبيا، وخط الاستواء، والبيرو، وبوليفيا ثم شيلي ومنها عدت الى البيرو عام 1680 حيث كتبت القسم الاوّل من رحلتي.”
رحلة الموصلي حافلة بالمفاجات والاخبار والقصص والحكايات عن تلك الاصقاع النائية من العالم الجديد الذي كان ما يزال حديث العهد بالاكتشاف. وهناك جوانب عديدة في الرحلة تستحق التامّل اذ ان المعلومات التي تتضمّنها هي معلومات غزيرة ومتنوّعة وبعضها جديد على القارئ قد يتقبّلها العقل او لا يصدّقها لما تتضمنه من المبالغات ولكنها في اخر المطاف طريفة لا تخلو من متعة وفائدة.
الرحّالة:”نقلت قدر الامكان مختلف التقاليد التي كانت سائدة في تلك البلاد والاوضاع التي كانت عليها، كما وصفت العمران والبنايات والحيوان والطيور والجوارح والمعادن وكيفية استخراجها والمواشي والزواحف وعمليات القرصنة التي كانت تتعرّض لها المراكب التي كانت تمخر المحيط في ذلك العهد، فضلا عن عادات الطبخ عند الهنود والطقس والمبادلات التجارية والمقايضة وتجارة العبيد وعادات الدفن والزواج، والزلازل التي كانت تضرب هذه المناطق وغيرها من الاخبار المثيرة والغريبة”.
قام الموصلي برحلته لأسباب ودوافع غير معروفة على وجه الدقّة وإن كان من المرجّح لدى معظم الباحثين، ولدى كراتشوفسكي صاحب “الأدب الجغرافي العربي” أنه ربّما قام بمهمته لحساب البابوية أو التّاج الإسباني أو لكليهما معاً. كما يفصح الموصلي عن الغاية التبشيرية لرحلته فيقول: “فسبيلنا أن نبرهن ونبيّن رجوع هذه الطوائف إلى الإيمان الحقيقي واحتضانهم للكنيسة”.
يصف محقق الرحلة أسلوب الكتاب بالركيك ويقول عن الرحّالة بانه قليل الالمام بالانشاء والكتابة فيكتب ما يراه ببساطة ودقة وصدق، ولكنّ انشاءه ركيك ووصفه خال من التفنّن خلا بعض فصول وشذرات، وفي كتابه اغلاط نحوية كثيرة.
ويشيد المستشرق الروسي كراتشكوفسكي بهذه الرحلة التي تحتل برأيه مكانة هامة في الأدب العربي ويقول:”وهي لا تقل أهمية وطرافة من حيث مضمونها. ويجب الأعتراف بأن قراءتها قد لا تخلو أحيانا من تأثير مؤلم على نفس القارئ فهي أثر من الآثار التي تصور عهد الاستعمار الذي أناخ بكلكله على أهل البلاد الأصليين واستغلهم استغلالا مشينا. وبهذا بالذات تكمن أهميته كمصدر تاريخي جغرافي ذي قيمة بالنسبة لذلك العصر بأجمعه.”

——————-

* رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.