الذكاء الاصطناعي هل يحدد نوع الشخص وشكل الجمهورية..؟

بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

من منطلق معضلة تعصف بالبلد لها اسباب وعوامل تاريخية، جيوسياسية وعقائدية دينية باتت معروفة للكل على خلفية ممارسة واداء كما سند نمط عيش وثقافة حياة تتكرر كل 6 سنوات هي في العقد الكثيرة بند اول يتعلق بتعذر وصعوبة انتخاب (الشخص). في الحال الآنية، تنفذ اللجنة الخماسية الدولية ما يشبه تطبيقات الكترونية روتينية مِن صنف جولات استطلاعية اقله استعراضية باحثة عن مرونة في قبول او اصغاء تارةً كما عن تغير مواقف وان جزئيآ تارة اخرى، سببية ارتباط مع خارج اقليمي حنون او مصلحي لكثير مِن الاطراف اللبنانية السياسية والحزبية الموزعة بين محوري المعارضة والممانعة. لِذا لَم يعد امام السفراء الخمسة بُد سوى اللجوء الى خيار “الذكاء الاصطناعي” الاكثر جدةً تكنولوجيآ والاعلى كفاءة، حيادية ونزاهة اذ بات يشمل تطبيقات تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب كثيرآ من تواصل، تبادل معلومات ومعطيات، عل وعسىاها تسجل انجازآ فتنال حظوة العثور عَلى مِن يجلس عَلى كرسي القصر الجمهوري في بعبدا..!

على خلفية عدم استحياء في تغيير انماط العمل السياسي المحلي انتفاء رضوخ او التزام نصوص الدستور الاساس الى اعراف واجتهادات في عميمها شخصانية الفتاوى حد المآرب، كما تقلب في الخيارات وتشقلب التصريحات فإن الاداء التقليدي لإفراد الطبقة الحاكمة المتحكمة بقرارات البلاد والعباد لَم يعد كافيآ او مهنيآ لتحقيق المطالب وقيادة الوطن نحو الانقاذ في حمأة اللهيب الاقليمي المستعر؛ فيما ثبت مِن خلال مسيرتهم السياسية والمناصب التي تبوؤا ان اختبارات الذكاء البشري لدى معظمهم القائم عَلى قياس قدرات الذاكرة والتفكير التحليلي لا ولم يرقَّ الى المستوى المطلوب، اضافة الى ارتكاب اخطاء قاتلة بعيدة عن هنات هينات من وضوح اهميتها المصيرية التورط في ضياع “سلب او سرقة” اموال المودعين بالتواطؤ مع المصارف وزبانيتها الاوليغارش، ما أدى الى فشل ذريع “دولة فاشلة” في اتخاذ قرارات مصيرية واصلاحية جدية مُوهت لتُضيع (الشنكاش) فأتت بالمطلق عقيمة كارثية لجهة تحديد المصير الحياتي للشعب والوجودي للوطن..!

في السياق، وفي ظل التطور التقني والرقمي المتسارع فإن عدم التمكن مِن التكيف مع مهارات معالجة واستشراف التغيرات الجيوسياسية اضافة الى ترقب التهديدات الاقليمية المتواترة والمتلاحقة بات يفرض خيار فرط التركيبة السياسية بمجموعها واللجوء الى انتخابات نيابية مبكرة تنتج مجلسآ نيابيآ اكثر طموحآ (وطنيآ) واعمق فعالية يطور دستورآ ويردم فجوات مانحآ ثقة هامة جدا تبعد خوفآ شبابيآ مِن مستقبل قاتم، قادر في آن على فعل نقلة نوعية نحو جمهورية ثالثة عادلة نزيهة خدومة للمواطن عَلى الاقل في واجباتها البديهية انتخاب رئيس للجمهورية وتشغيل المؤسسات الدستورية، كما يمكن توازيآ الاستعانة بتلقيم الخوادم الذكية مجموعة السمات المطلوبة للشخص المفقود مع منح المنتخبين فرصة التعلم الآلي ML والتعلم العميق عن طريق المحاكاة لممارسة ديمقراطية حقة لا طوائفية عاقر..!

في المستجدات، عطلة اعياد هُجِرَت فرحتها منذ سنوات، هاجرت معها خمس سنونوات ان لَم يكن بالجسد فبالحراك السياسي، فيما كُثُر مِن مواطنين يتابعون حلقات تلفزيونية تطلب مساعدات مالية مرضية وإجتماعية لذوي حاجة، قفزة نوعية في برامج جدية مِن صلب معاناة، بادرة خير، قبس نور عظيم في ظلمة ظلم عميم..

من جهة اخرى؛ شكلت زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الى الامارات العربية المتحدة علامة لافتة وان كانت تحت عنوان استعادة الموقوفين اللبنانيين ما قد ينحو نحو صفاء اجواء، مؤشر قبول عربي للتعاطي مع الحزب مباشرة ذو القيادة البراغماتية نتاج مناخ تجميد عداء ارساه التفاهم السعودي الايراني بالرعاية الصينية التي شكلت قفل التثبيت؛ ما ظَهَرَ قيادة المقاومة سندآ لقدراتها العسكرية انها ثقل سياسي عَلى مستوى الاقليم، فيما الدولة اللبنانية حكومة واجهزة امنية وقضائية في غربة عن المشهدية، واذ لا يمكن تحميل الزيارة اكثر مِما تحتمل الا ان حصولها يؤكد دون استغراب ان مصالح الدول فوق كل اعتبار أَ’كان تعاطيها مع حكومات ام احزاب وفق الظروف والمناخات كما المخططات المرسومة عَلى المستوى الاستراتيجي. من هذا المنطلق، الواقعية السياسية تحكم، كما تفترض ان الصفحة الاولى مِن الملف السياسي والامني قد فتحت بين الحزب ودول الخليج العربي بصورة عامةً..!

‬⁩اتى المؤتمر الحواري او التشاوري الذي دعا اليه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للمكونات المسيحية الاساسية بسلاح صلاة واستسقاءً رجاء هدف توحيدٍ بعد اخفاقات صنو تشرذم، تحضيرآ ثُم اعلانآ لوثيقة سياسية في عنوانها العريض جملة هواجس تتعلق بالدور والكيان، ما يفرض تاليآ واستتباعآ تلافيآ لحواصل مِن نوع حسابات القسمة لا الجمع مؤتمرآ وطنيآ -ولو مع بعض انتظار يسمح بقنص الظروف والمواقيت- ضمن خلوة مغلقة تنتج ما يشبه اجماعآ سياسيآ ووجوديآ بعيد عن فدرلة متداولة، ينحو الى اعادة صياغة الصيغة الفريدة للنظام السياسي ويحدد ثوابت التركيبة الفسيفسائية ضرورة وجودية باتت اكثر مِن ضرورة..

اخيرآ، في ذروة العجز السياسي لا شيء يمنع مِن تداخل بين البعدين السياسي والتكنولوجي مع تَجاهُل ما يطرح مِن مخاوف ترتبط بالصراع بين الذكاء البشري والاصطناعي طالما الاول محليآ عَلى المقياس صفر بالرضى المعيوب، فيما الثاني محرك قوي للتحولات الاجتماعية والتكنولوجية قد يحدد خوارزميآ مواصفات الشخص وشكل الجمهورية..!

طرابلس في 25.03.2024
*عميد متقاعد.