الحزورة..!! Riddle

بقلم العميد منذر ألأيوبي*

“الحزورة” في معجم المعاني الجامع هي : لُغْز أو سؤال مُلْتبِس يُطلَب إيجاد الجواب المناسب له ..

٩ أيار ٢٠١٨ أعلنت نتائج الانتخابات النيابية وفق القانون الجديد و في ٢٥ منه أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ألإستشارات النيابية و كلّف بنتيجتها الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة ..!
منذ ذلك التاريخ و البلد يستيقظ على تفاؤل بقرب التأليف،، و ينام على تشاؤم بأن لا تشكيل بل تأجيل،، و ما بين كليهما أبتدع دولة الرئيس بري “حَزورة” ألتشاؤل ..!!
إن إهمال الواجب الوطني بتأليف حكومة طواريء فورية لمواكبة ألإستحقاقات الداهمة ماليآ،، إقتصاديآ و حياتيآ كما مواجهة تهديدات العدو ألإسرائيلي المتزايدة،، بات أمرآ عاديآ و ليس من بحارٍ يحاول إفراغ بعض الماء من الزورق المثقوب لتأخير الغرق عسى و لعل ينقذنا أحد ما،، و إذ لاح في ألأفق شراع الفرنسي “ماكرون” قادمآ كالعادة ليرمي لنا حبل النجاة “سيدر ١- Cedar 1” تجاهله الربابنة المنصرفين إلى صراعٍ حول أمكنة الجلوس و نوعية المقاعد دون تبصرٍ أو بصيرة.! ألمدهش ربما و هو من الخطورة بمكان أن الدول التي ترعانا “سلبآ أو إيجابآ” بدأت تتأقلم سريعآ مع رداءة و فساد معظم الطبقة السياسية و ضحالة الفكر السياسي..
لم يعد ملفتآ أن رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة “العلمانية” يحمل بإسم فرنسا هم لبنان و شعبه و أوضاعه الداخلية و ألإقليمية و هو لم ييأس باحثآ عن الحلول،، رغم رؤيته الكثير من مسؤولي الوطن الصغير لا مبالين ساعين الى زيادة ثرواتهم و التنافس على إختلاس المال العام و تثبيت الطائفية و المذهبية و الزبائنية توطيدآ لحكمهم..
فرنسا هي أحدى بوابات التاريخ اللبناني لا بل بابه العريض و منها خرجنا إلى الإستقلال،، لكن الصادم أو من حسن الفطن !! أن الصامتين من شبابنا على مختلف فئاتهم بدأوا يهمسون بأن لا خلاص إلا بإنتداب فرنسي جديد محدد ألإختصاص خجلآ من ((السيادة و ألإستقلال)) مهمته: مكافحة الفساد، وقف التلوث على أنواعه، معالجة الوضع المعيشي المزري و المالي و ألإقتصادي المنهار و وقف هجرتهم إلى “تولوز Toulouse” و “مونتريال Montreal” و ما بينهما ..
هذه العبارات ليست خيانة وطن بل يأس و كفر وصرخة ألم .. هم يتساءلون أليس السيادة و الاستقلال رديف التأمينات الاجتماعية و الخدماتيه و الصحية و المعيشية وغيرها،، و أين و كيف نبني مستقبلآ و ننشيء عائلات و نربي أجيال ؟؟
من جهة أخرى، إن إنتخاب العماد عون نائبآ لرئيس القمة الفرنكوفونية في قمة يريفان Yerevan ومن ثم الموافقة على إنشاء مكتبها في بيروت كمقر للمنطقة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط أمران يدعوان إلى ألإعتزاز ..
بالعودة الى الوضع الحكومي فإن ما توفر من كواليس “يريفان” أن البحث في الوضع الحكومي بمختلف جوانبه بين العماد عون و الرئيس ماكرون كان معمقآ و بمشاركة وزير الخارجية جبران باسيل في معظمه،، علمآ أن رئيس الجمهورية أكد في تصريح له أننا لم نأتِ لتشكيل حكومة و هذا كلام بديهي ..
بإنتظار رياح “Yerevan”،، يبدو أننا لن نحزر أين و متى ولادة الحكومة و على يد من ؟؟ فالتشاؤل حالتنا،، و الولادة قيصرية قبل ٩ أشهر في نهاية المطاف على ما يقول العرافون..

*كاتب و باحث في الشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية