الحرب الاميركية الايرانية اذا اندلعت ستكون بداية القرن الصيني

يرى الكاتب والمتخصص في العلاقات الصينية الأميركية ناثان ليفين، أنّه في حال خاضت اميركا حربًا مع إيران، فسيعني ذلك بداية “القرن الصيني”.

وقال ليفين في مقال نشرته مجلة “ناشيونال انترست” أنّ الولايات المتحدة تُحاصر الصين بشكل مكثّف، والعلاقات مستمرة في التدهور السريع، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انهارت المحادثات التجارية، واتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجراء رفع التعريفات الجمركية على البضائع الصينية، كما اتخذ قراراً يأمر بإدراج شركة “هواوي” الصينية في القائمة السوداء. في المقابل تتحدّث وسائل الإعلام الصينية عن حرب طويلة في التجارة، ويحذّر الصينيون الأميركيين بأنّهم سيكونون الخصوم الأشدّ بين جميع من واجهتهم واشنطن منذ العام 1776.

يعتقد الكاتب ان هذه التوترات ناتجة عن تحوّل في النهج الأميركي تجاه الصين، حيث تنتقل إدارة ترامب من أربعة عقود من “المشاركة” الاستراتيجية مع بكين إلى حقبة جديدة من “المنافسة الاستراتيجية”، ومع ذلك، ففي الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة أكبر تحد استراتيجي لها منذ الحرب الباردة، يبدو البعض في الإدارة الأميركية مشتتًا تمامًا، ويقرعون طبول الحرب بسبب تهديد أقل أهمية تمامًا، أي إيران، ولذلك تمّ نشر حاملة طائرات وقاذفات بي 52 في الخليج، وأعدت إدارة ترامب خطة لنشر ما يصل إلى 120 ألف جندي في المنطقة.

واعتبر الكاتب أنّه على الرغم من أنّ الأزمة الحالية هي نتيجة تحليلات استخباراتية غير دقيقة، إلا أنّ واشنطن تتجه نحو الحرب بسبب بعض مستشاري ترامب، وفي مقدّمتهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، اللذين يدعوان لضرب إيران.

وذكر الكاتب، أنّ الصين ستستفيد إذا ما غرقت اميركا في أي حرب، مشيراً الى أنّه عندما غزت الولايات المتحدة العراق في العام 2003، بدأت قيادة الصين تتحدث عن “فترة الفرص الاستراتيجية”، وبالفعل فقد تصاعدت قوة الصين، فيما أهدرت الولايات المتحدة قوتها.

وحَّذر من انه لا بدّ من الأخذ في عين الاعتبار أنّ مساحة إيران وعدد سكانها هما ثلاثة أضعاف مقارنةً مع العراق، كما أنّ لديها قوة عسكرية هائلة، وأي حرب ستلحق الضرر بالمكانة الدولية للولايات المتحدة”.

اضاف: “إن الحرب في الشرق الأوسط هي فكرة سيئة، ومثل هذا الصراع من شأنه أن يضعف الموقف الجيوسياسي الأميركي تجاه الصين، مما يؤدي إلى تقليل القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة، وسيؤثّر بالتأكيد أمام الصين التي تنمو بسرعة.

وأشار الكاتب إلى أنّ النقاش محتدم داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعاطي مع الصين، ويتم الترويج لفكرة مفادها أنّه إذا وقعت الحرب مع إيران، سيبدأ القرن الصيني.