إليكم الاخطاء الشائعة في عمليات تخزين الدواء داخل المنزل


الدنيا نيوز – دانيا يوسف

علبة الدواء المُخزنة في ثلاجتك، أو على رف خلف مرآة حمامك لم تسافر إليك برحلة سهلة، بل قطعت مسافات تبعد عن يومك 4000 سنة قبل الميلاد أو أكثر… فهل تُجيد معاملة علبة الدواء كما يلزم؟
متى تُخطئ؟
من المهم التذكر دوما أن حبة الدواء، أو ملعقة من شراب خافض الحرارة، أو المرهم الذي تُداوي به جلدك أو الشد العضلي الذي تعاني منه، وصولا حتى لقطرة العيون التي تُنقذ عينك من الجفاف أو الحساسية، هي جميعها تراكيب كيميائية. تحتاج إلى مكان بمواصفات معينة ودرجة حرارة تُناسب الكيمياء الخاصة بها. فأي تغير يطرأ على محيط علبة الداوء؛ سيؤثر -قطعا- على تركيبتها الكيميائية، منها ما يتلف وتقل فاعليته على العلاج، ومنها ما يصبح ساما. لذا؛ يجب الانتباه لما يلي:
* لا للمطبخ ودورة المياه: تحتاج الأدوية إلى مكان بارد وجاف؛ خزانة الدواء تُعتبر أكثر الأماكن المناسبة لحفظ الأدوية المختلفة، معظم الناس يعتمدون وضعها في المطبخ وهو أمر يُعد خاطئا بالمطلق، حيث إن المطبخ هو المكان الذي تقوم به بعمل كل شيء يستدعي تغير درجات الحرارة باستمرار وهو عامل يؤثر على التركيبة الكيميائية للعقاقير أيضا، هناك من يحتفظ بخزانة الدواء (صيدلية المنزل) في دورة المياه، وهو مكان رطب ودافئ وتتغير به درجات الحرارة، مما يجعله أيضا مكانا لا يتناسب إطلاقا مع تخزين الدواء.
* الانتباه لتوجيهات التخزين: بعض الأدوية تحتاج إلى مواصفات خاصة للتخزين، يمكنك معرفة هذا من خلال الملصق الخارجي لعبوة الدواء نفسه، فبعضها يجب حفظه في مكان مظلم بعيدا عن أي مصدر إضاءة مباشر، فمن الضروري الانتباه لذلك.
* توفير البرودة: في حال كنت مسافرا لمسافة طويلة، بها انقطاع بين محطة وأخرى تتبدل بها درجات الحرارة وكنت بحاجة إلى أخذ نوع من الأدوية الخاصة بك، فعليك بحمل حافظة للبرودة مليئة بقطع الثلج حتى تتوفر الظروف التي تجعل من دوائك محتفظا بفعاليته وأن لا يتحول لمادة سامة. وهذه طريقة أيضا يُنصح باتباعها في حال قُطع التيار الكهربائي عن الثلاجة لمدة تزيد على ساعتين.
* استخدام الملصقات: إن كنت تستخدم نوعا معينا من حبوب الدواء التي لا تكون مُعبأة بأشرطة ولكنها مفروزة في علبة كبيرة وشئت تقسيمها بغرض اختصار الوقت أو الالتزام دون نسيان جرعتك، على سبيل المثال أن تفرز الدواء في علبتين منفصلتين، واحدة للعمل والأخرى تبقى في المنزل، فيجب مراعاة كتابة تاريخ الانتهاء على ملصق ليبقى واضحا على العلبتين.
* بعيدة عن متناول الأطفال: لعلها النصيحة الأكثر شيوعا، أن تحتفظ بجميع الأدوية في مكان بعيد عن متناول الأطفال الذين يملؤهم الفضول في استكشاف كل ما يقع داخل حدود المنزل، ففي الولايات المتحدة وحدها يصل ما يقارب الـ 60000 طفل سنويا لقسم الطوارئ بسبب التسمم الحاصل جراء ابتلاعهم لبعض العقاقير التي نجحوا بالوصول لها. فمن المهم الحرص على تخزين الأدوية في مكان يبعد عن الأيدي الصغيرة.
* السوائل في الثلاجة: من المهم الاحتفاظ بالأدوية التي تأتي على شكل شراب أو معلق في الثلاجة، حيث إن القوام السائل يعتبر أرضا خصبة للكائنات الدقيقة، ودرجة الحرارة المنخفضة قد تثبّط من عملية تكاثرهم. فيجب الاحتفاظ بالسوائل بدرجة حرارة ثابتة، وإن كان المكان هو الثلاجة فيُفضل عدم اختيار الباب كمكان للتخزين؛ حيث إنه يُفتح باستمرار وتتغير درجة حرارته.
* تاريخ الصلاحية: بالرغم من أن تاريخ انتهاء الصلاحية لا يعني فساد الدواء نفسه، ولكنه يعني أن فعالية الدواء وكفاءته قد قلّت، فإنه في بعض العقاقير قد تتغير التركيبة الكيميائية للدواء نفسه ويصبح ساما بعد انقضاء تاريخ صلاحيته. وجد مسح أجرته “Angus-Reid” أن أقل من ربع الكنديين يقومون بالتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية من خزائنهم مرة في السنة، حيث يُنصح بجرد أدويتك والتخلص من المنتهي منها مرة كل ستة أشهر.
عين على الكيمياء
إن من أهم النصائح التي يُمكن تقديمها حين يكون الحديث متعلقا بالصحة والدواء والتوفيق بينهما هو النظر إلى الجانب الكيميائي الذي يلعب كل الدور هُنا. فمن المهم التذكر دوما أنه كلما أحسنتَ معاملة الكيمياء أحسَنَت هي معاملتك؛ بمعنى: العقاقير عموما هي تراكيب كيميائية، تتفاعل مع بعضها لغرض شفائك، تحتاج قبل تفاعلها مع جسمك إلى درجة حفظ مناسبة، وظروف تخزين سليمة. كما أنها تحتاج خلال تفاعلها مع جسمك إلى وسط يناسبها. من الأخطاء المنتشرة هو شرب حبة الدواء مع العصير، الشاي أو الحليب. وهذا قد يكون ساما أحيانا أو يُفقد الدواء كفاءته! مرة أخرى؛ أنت تتفاعل مع الكيمياء فالماء وسط معتدل لتناول حبة الدواء، أما العصير فهو وسط حامضي قد يغير كيمياء الدواء بالكامل!