الفالنتاين على الأبواب … تأهبوا للحب !

خاص – “الدنيا نيوز”

كتبت ديانا الزين:

 

  هو يوم الحب أو عيد الحب أو  عيد العشاق , وتحتفل بعض الكنائس المسيحية  بهذا العيد, باعتبار أن من كانوا سببا لوجود هذا العيد أصبحوا شهداء- شهداء في سبيل الحب.

لا يمكن تفرقة ما يحصل في عيد الحب عن الشهادة في سبيل الحب. فان مجيء هذين القديسين قد أنزل معنى جديدا للشهادة بالأخص لدى الرجال.

وبحسب سكاي نيوز نقلا عن موقع بيتالوما فان 14 شباط/ فبراير لم يتحول الى عيد حب الا في القرن الرابع عشر وتم تحديد هذا اليوم ليكون مناسبة  للعشاق من قبل الكاتب والشاعر جيوفري شوسر الذي يلقب بأب الأدب الانكليزي.

لن ندخل في تفاصيل التاريخ كثيرا, ففي أرض الواقع , الوضع مختلف تماما. تكتظ جروبات النساء في هذه الأيام بعبارات” مين عنده هدية لفالنتاين ينزلها” , وهكذا دواليك من تحضير نفسي لهذا اليوم “الأحمر” , الذي أشبعت العقول بأهميته بين الزوجين, ويا ويل الرجل الذي لا يحضر هدية لزوجته فيصبح: إما غير رومانسي, وإما جاحد بالعشرة وإما بخيل الخ الخ ومجموعة من الصفات التي نرميها يمينا وشمالا من دون اي اعتبار لأشياء أخرى…

أما الدبدوب الأحمر , فقصة ثانية! فهناك الدبدوب الكبير جدا وألأصغر حجما والذي يأتي مع عبارات أحبك وما شابه. لكن هل هي صدفة أن يكون الدب الذي هو رمز للقسوة وسرعة الغضب  رمزا للحب والرومانسية؟

لقد حصلت حادثة غريبة مع الرئيس ثيودور روزفلت , حيث ذهب للصيد وعندما لم يجد دبا ليصطاده ,جلس ضجرا , مما دفع أصدقاءه الى مطاردة دب صغير وحاولوا قتله لكن “تيدي” رفض ذلك. واستغل رسام هذا الحدث فرسم الرئيس مع الدب الصغير, ثم قام أحد التجار باستغلال الحدث وصنع دمية للدب لتكون رمزا للحب والتسامح. وهكذا ولد “التيدي” بير, ومن ثم الدب الأحمر , من هالك الى مالك الى قباض الجيوب!!

أما اللون الأحمر, ففي سيكولوجية الألوان يعبر عن الطاقة والحياة والقوة, ويساعد في علاج مرضى السرطان , لكن الاكثار منه ليس محبذا. وتستعمل المطاعم اللون الأحمر لأنه يفتح الشهية..

وفي اللعب على سيكولوجية الجماهير, تقنع المتاجر والاعلانات والدعايات المختلفة والاعلام الموجه  أن من أهمية العلاقات الزوجية والعاطفية والرومانس لا يمكن أن تكون كاملة من دون الاحتفال بأعياد معينة وأهمها الفالنتاين..فيقع الناس في فخ الاقناع ويخدر الدماغ بالمعلومات تلك ..

لا يمكننا أن نتكلم عن اللون الأحمر دون ذكر غزة, وأرضها التي تروى “بالأحمر” يوميا..تعيش غزة يوميا فالنتاين حب الوطن, فتنشر اللون في أرجائها , جاعلة من الأحمر رمزا للتضحية والمحبة للأرض. لكن غزة تفتفد الى من يحبها ومن يهديها الورود والدببة الحمراء, فها هي تهدي العالم الكثير من اللون الأحمر والحب والدروس في الحب والتضحية..

لا نثتثني الورد من هذه المناسبة الرومانسية , فما بين الورود والدببة , يعيش العالم في أجواء رومانسية ليوم واحد على الأقل, ينشرون الحب, والمحبة, ثم, وفي اليوم التالي, يعود الجميع الى الواقع ان كان مريرا أم جميلا, لا فرق, فنحن نقرر ما سيكون عليه يومنا وما ستكون عليه حياتنا , حمراء رومانسية أم سوداء قاتمة!

————————————

* صحافية كاتبة وتربوية.