الإستكانة قمة ألألم … والخنوع منتهى الجُبْن

بقلم العميد منذر ألأيوبي*

تفاءل القوم يوم السعد غردَ ،، يلقي الصباح لمن والى او تمردا ..!
في مضمونها التحبب والرجل ذو شخصية محببة ان كنت معه او عليه..! في فجائيتها استيقاظ الجمع على السؤال هل جد جديد.؟ في التوقيت اتى التغريد ك السلفي Selfie(سلف سرفيس) Self Service لا ضرورة لمصور او لمدقق لغوي، اذ باتت حتى “النحنحة” Hawking إستساغة من زعيم او رئيس- وهي في تعريفها “ترديد الشخص لصوت في جوفه”- تعبر عن “التحسس” Allergic من آخر، على نشاف البلغم، حاجة امل للناس المنهكة من الفلفل Pepper الحَريف.. في التوصيف، جمال الصُبح الرطيب من ربوع قرانا القاءه اصالة على من و أنّى التقيت، هو بالخير يوصف “صباح الخير” يا وطني..
في التفكير؛ يقول المتنبي ساخرآ ” أخو الجهالة في الشقاوة ينعم”، الناس في شقاوة قلقها من مستقبل مظلم يغرقها، ترى من ساستها تسطيح الازمات وبالسطحية والجهالة ينعمون..
واذا افترضنا انها بركة ك مسبحة من خشب الارز حباتها أو مسحة تفاؤل، فهي حمالة اوجه اقلها طمأنة جمهور بقرب حضور، قد يمنح ارتياح دنو عبور لتأليف حكومة بالاجهاض القسري Forced Abortion او العلاجي..!
هكذا بدا المشهد سواء في النفوس او النصوص على استخلاص Extraction ما فاضت به وسائل التواصل الاجتماعي من “المُسكِر المثلث” ضرورة سلاسة النقمة على كركة تنضح مآسي ..

تاليآ؛ لا يكمن الترياق في التغريدة ولم يعثر عليه في جلسة نيابية خصصت لتلاوة رسالة رئيس البلاد..! فارادة المُكَلف على ما يقول ذوي الباع في السياسة والتحليل تتطابق مع الخصم المقابل، لجهة الحفاظ على عدائية فيها خلاف على تقليب مكونات طبخة انتخابية محلية تغلي على نار هادئة في قَدْرٍ Pot من اليورانيوم المُخَصَب Enrichment يُنَكِه Aromatize الكعكة الصفراء Urania في مطبخ “ناتانز” النووي على يدي الطباخ الاعظم بما يسمح لذواقة البيت الابيض تحديد حالة النضج واطفاء نار العقوبات..

في الواقعية السياسية.. الموضوع الحكومي رغم بساطة الحلول على صفاء النيات، لم يعد هدفآ بل وسيلة انقاذ او على الاقل وقف انهيار إن أفلحوا واعتبروا من قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [سورة الشمس:9، 10].. واذ اجمع اهل الشرق والغرب على حد سواء، ان المعضلة مسار انتحار فَهم قُصَرٌ في فك طلاسمها لدرجة خيبة يائسة، ولو جمعوا لحلها الانس والجن من جهابذة القانون الدستوري وفلاسفة السياسة وقارئي الغيب والفنجان..!
وإستطرادآ؛ على مآل استنكاف كلاهما عن تشكيل حكومة المهمة المستحيلة تكون من نتاج استعادة حال الوصال، تبقى العباد امام عربة بائع غزل البنات Cotton Candy تلعق بدل السكر علقمآ..!

 

ومؤكدآ؛ لم يعد المشهد مضللآ فهو تكرار على تكرار، اللاعبين انفسهم والكومبارس هو نفسه، اما الجمهور فعلى مائدة اللئام عيونه مسمرة عسى بارقة ضوء ترتجى..! وإذ يتلوى الناس من حر الصيف ولهيب الاسعار قَضَت اقواس القضاء ذات الحرم المقدس بالقدر المحتوم تنطق باسعار الدولار وتَنْقُض قرارات، فَيَنْقَضُ  تجار الهيكل وزبانية المصارف على الناس في قنص مزدوج للمال والمدخرات وللدعم المفترض المُسَوق كذبآ، تصل سلعه الى الجار لا لاهل الدار..!
تتوالى المبادرات تسقط ثم تحيا مَن الاليزيه الى عين التينة وما بينهما من فراسخ وابعاد، تكتب الوعود بلعاب كاذب مرارآ، تفرش الورود سرابآ ثم تحرق قرارآ. اما الاستقالات الجماعية او الحزبية فخميرة خبز متعفن تمضغه العامة عن جوع من الذين أئتمنوا؛ هؤلاء الذين أمعنوا في عذاب شعب سلبوا منه نعمتين الامان ورغد العيش. هاتان النعمتان لا يمكن استعادتهما لا بل انتزاعهما الا بالقوة والثورة..!
في شح البصيرة؛ مما تراه ألأعين إناء الليل واطراف النهار، جوقة من قاطني الشاشات يجترون الكلمات، هم على دين ملوكهم لا ضميرهم، ينفثون في العبارات فتنة خبت، يحاورون انفسهم يزايدون عليها، يناقضون ما خزنت نفوسهم وما خَزَنَت.. إنتقلت عناصر الجريمة الجناية من الجناة الى قواعد الاثبات على الضحايا “اهل البلد” وفق قول ألأديب “أديب إسحاق”: قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر … وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر”. فباتت الملامة من “الاستكانة” توصيفآ لخضوع submissiveness شعب او خمول على استرهان، يتمادون في غيهم صنو أوليائهم “الحق على الشعب” وكما تكونوا يولى عليكم..

في المعلوم؛ صولات عروض تقارب التصعيد، اوراق جداول تحوي خانات قاتلات، وجولات ردود تلامس التخوين . الثابت ان وعودهم تذروها الرياح، من يضخ في الجيوب القروش قابض على العروش.! لطالما كان في بخار الطعام غموض مُستلذ، لكن رفع غطاء الطنجرة كفيل بتأكيد المحتوى على استطياب النكهة او استطباب من سم طبخ..!

ختامآ؛ في الاستكانة قمة ألألم، نوع من الرقي الوجودي الروحي المتحدي له.. في الحب استكانة حيث يجد الانسان ذاته.! اللبناني ليس محترف تراجيديا بل مُريد سعادة، حب حياة ولذة عطاء..! أليس ألألم إلا ما ندر في اغلبه نتاج الشر المستطير .؟ من ازدياد الالم الى “حد الكفاية” Plentiful تخرج عزيمة المواجهة وهي صفة الابطال.. اللبنانيين لا يفتشون عن مرسى خشب مهتريء لسارية وطن محطم، انهم على رصيف ايمان بإنتظار رحيل البرابرة..! وما تبقى هرطقة تقاطعات في فراغ..!

بيروت في 03.06.2021
*كاتب وباحث في الشؤون الامنية والاستراتيجية