الإبادة البطيئة…!

بقلم ألعَميد منذرألأيوبي*
ثَبُتَ بألوجه ألشرعي أن مسلسل ألإنهيارات ألإقتصادية ألمالية و ألإجتماعية أوصل ألبلد إلى ملامسة ألقعر ،
و أن ألسياسات ألتي أعتمدت و ألتدابير ألتي أتخذت و ألمؤسسات ألرديفة ألتي أنشأت و البيروقراطية مع ألفَساد ألمعشعش في ألعلن و ألزوايا ألمظلمة إلخ .. هي معاول ألهدم ألأساسية للدولة أللبنانية و ألكَيان كان من نتائجها ألمحتومة سطو ألأوليغارشية ألحاكمة على مقدرات ألبلد ، إنهيار ألنقد ألوطني ، إفلاس ألمؤسسات ، إنعدام ألبنية ألتحتية ، لا كهرباء لا ماء لا ضمانات للمواطن شيخوخةً طبابةً تعليم و توظيف ، هجرة قاربت خسارة ألنسيج ألإجتماعي ألوطني و تمزيقه ، و مؤخرآ ألجار أصبَح في ألدار و قبل ألدار ..
أتَى ألحراك و إنتفاضة ألناس ، ألثورة لتسقط ألحُجُب و تكشف ألمستور و ألمعلوم ، عورة ألنظام و فَساد
ألجزء ألأكبر من ألطبقة ألحاكمة ضمن إلتزام ممنهج لعموم ألفشل في أداء مؤسسات ألدَولَة و إداراتها
و موظفيها ، سَقَطَ مبدأ ألخدمة ألعامة و تسيد نهج ألإرتزاق ألغير شرعي بِمعنى أو فتوى “ألسرقة ألحلال”..! إذا فسد ألملح فبماذا نملح ..؟
أشرق فجر 17 تشرين و بانت ملامح ألإنتفاضة عفوية رائعة عطرة ثم بدأ حقنها بمصل ألفَوضى و ألإعتِداء على ألممتلكات ألعامة و ألخاصَة ضمن فرضية إسقاطها أو تهميشها بحيث تصبح صراخآ في وادٍ دون صدى ..
أستقالت ألحُكومَة ألحريرية تَحت وقع غَضَب ألشارع و ألساحات ، كلف رئيس جديد من خارج ألطقم ألسياسي و شكلت حكومة من أشخاص لا غبار على معظمهم ، و بغض ألنَظر عن ظروف ألتكليف و ملابسات ألتأليف فَإن كثيرينَ يراهنون على نجاحها آملين بإعتبارها ألفرصة ألأخيرة ، جِزء آخر يعتبرها حُكومَة ألتفليسة من منطلق “إذا ما خربت ما بتعمر” أو “فالج لا تعالج”٫ ألمغرضين كُثُر و ألمتآمرين أضل و أخطر ..
و إذ يقولون أن تركيبة عُمقِ ألنظام بمجملها غير قابلة للإصلاح فهم يعتبرون أن ألجرأة في ألإقدام محاسبة و إصلاحآ و إنقاذ غير مضمونة ألنتائج مغلفة بألعواقب ؛ أمرٌ رُبَما معدوم للسائل و المحروم و قد “سَبَقَ ألسيف ألعزل” ..
ماذا بعد ..؟ يتداول ألعامة و يترقبون مرحلة ما بعد نيل ألثِقَة لَكِنَ معطيات تشير إلى أن ألصبر قد نفذ و ما على ألساكنين إلا ألرحيل ؛ معلومات أخرى تفيد أن ألمرحلة ألمقبلة هي بمثابة “قد بلغ ألسيل ألزُبى” ألتفلت سيسود مع فوضى ألسقوط في فخ ألإبادة ، ألجوع كافر و أليأس قاتل ، ألضنى مالآ و أولادآ عزيز ( في قوله تعالى : ألمال و ألبنون زينة ألحياة ألدُنيا – سورة ألكهف ٤٦) ..
لا مناص أمام رئيس ألحُكومَة حسان دياب سوى أن يدخل ألتاريخ في مئوية ألوَطَنِ ، ليترك جانبآ معادلات ألسياسة ألمنغلقة بِدهاليزها اللبنانية ألطائفية و ألزبائنية ، ألمستحكمة ألقابضة على ألأعناق و ليتوجه نحو كفكفة دموع ألناس و إيقاف نزيف ألهجرة و إنهاض ألبلد من كبوته ، هذا ممكن ألتحقيق في خيار وحيد أن ألبداية من فَوقَ في ال Hair Cut و أل Capital Control في إستِعادة “ما للناس للناس و ما لقيصر لقيصر” ؛ لا صعوبة أو مستحيل ألشعب ضمانة كافية إن أقدم على مثال تغريم ألمؤسسات ألبحرية ألتي سطت على ألشواطيء كما ألذين فتكوا بِ ألأملاك ألعامة ، ملاحقة ألمُلَزمين و ألملتزمين ، مافيا محطات ألوقود و ألتلاعب ألأسبوعي بألأسعار ورفع خراطيمهم إبتزازآ و لم يستحوا ، وَقف تسرب فيول ألكهرباء و أزيز فشل شبكات ألإتصالات بألياف ألسرعة ألضوئية و إلخ .. ألجميع يعلم مواطن ألوجع و ألهدر و تهريب ألأموال إلى خارج ألبلد و مافيا ألصيرفة ، ألكل للكل و ألكل مكشوف ..!
ألخشية ألآن من خسارة ألوقت فألسباق أصبَحَ بين سرعة ألمعالجات و ألفوضى ؛ بين ترميم ألدار أو سُقوط ألسقف فألأعمدة متهالكة و ألجسور متآكلة .. لا ترف دراسات و تخطيط فَهيَ منذ زمن على ألأرفف يسكنها ألغبار أما إقرار ألقوانين و فلسفات أللجان ففاضت عن ألضرورة و ألحاجة موسوعات ما أنزل الله بها من سلطان ؛ ليكن ألأمر حازمآ جازمآ كلمة ألسر مفتاح ألخزينة إستِعادَة ألأموال ألمنهوبة هي ألأساس “مصدر ألداء و أصل ألدواء” وَقف ألهراء و ألنظريات بمصل ألحقيقة و هو متوفر ..
لا ضرورة للإستدارة نَحوَ ألخارج إقراضآ و إستدانة فهذا بنج موضعي لا يسمن و لا يغني عن جوع .. أهل ألبيت أدرى بما هو فيه و عَليه يتحقق ألكثير .. مُعظَم ألناس مؤمنون بألإمكانية و مرادهم ألإقدام دون تردد ، ألشعب ضمانة ألتقييم و ألتأييد ، ألجيش و أجهِزَة إنفاذ ألقانون سيف يستحسن إستخدامه ، ألنتيجة في ألقرار و في لحظة ألقرار يتحدد ألمصير «إنكَ لا تخسر حَقَآ إلا إذا توقفت عن ألمحاولة» .. Albert Einstein – محاولة وَقف ألإبادة ألبطيئة لشعب يتعذب دَولَة ألرئيس ..!
بيروت في 05.02.2020
عميد،كاتب و باحث.