أيها السياسيون : آذيتمونا .. كفاكم عيوباً.. وتقويضاً لأسس الكيان

إيلي الزير 

المسرحية الهزلية التي شاهدها اللبنانيين خلال ما يسمى ب”جلسة الثقة” اول الاسبوع الجاري، كانت مسرحية مملة فعلاً ومثيرة للاشمئزاز وللسخرية معاً، وذلك لاسباب عديدة، أولها : إن جميع اللبنانيين والعالم يعرفون جيداً بأن هذه الحكومة، هي أشبه ما يكون بمجلس نيابي مصغر، ذلك بمعنى انها ممثلة لكل القوى والكتل النيابية من دون استثناء اي كتلة سياسية.

ثانياً، الجميع متيقن أيضاً وبما يتجاوز اليقين أن هذه الحكومة حاصلة حكماً على ثقة المجلس النيابي سلفاً، لأنها منبثقة من توازنات المجلس النيابي الجديدة وبالشكل النسبي ايضاً، مما يتيح لنا القول بأنها حصلت على الثقة قبل تشكيلها فعلياً وتوقيع مراسيمها، وهذا ما يجعل من الجلسات المطولة والكلمات المملة التي تخللتها ليست إلا أدواراً تمثيلية غير موفقة لمسرحية فاشلة بامتياز لأن الرهان على غباء اللبنانيين هو رهان في غير محله، وقد اثبت اللبنانيون أنهم أكثر ذكاءً وحكمة وحنكة وبُعد نظر، من قادتهم وزعمائهم  وسياسييهم.

ثالثاً، كنا سنضحك لو أن هذه المسرحية الكلامية انتهت من دون تداعيات، ويا حبذا لو ان كل النواب تلوا “فرماناتهم” السخيفة، واضحكونا عليهم كالعادة، من دون أن يلجأوا الى استثارة اللبنانيين وتحريضهم ضد بعضهم من خلال إثارة كل النعرات على انواعها، ويعزفون على أسماعنا أسوأ نغماتهم النشاز، بل الشاذة، والتي لا صلة لها بالبيان الوزاري ولا بمناقشة برنامج الحكومة المفترض!!.

وبمعزل عن سرد ابعاد كل ما جرى وسيجري من مسرحيات مضحكة ومثيرة للاشمئزاز حقاً، فإنه بات يجدر بنا القول للنواب ولكل السياسيين معهم: كفاكم بثاً للسموم في سماء هذا الوطن كفاكم تلويثاً لسمائه..

لقد بات من المعيب فعلاً ما يجري، لأن ما تفعلونه لم يعد لعباً بل صار يهدد بكوارث متعددة على مستوى السلم الأهلي، كما على الاقتصاد الوطني، وهو العصب الاساس لكيان الدولة، وكذلك على السلم الاجتماعي.

ايها السياسيون كفاكم لانكم تعملون الآن على تقويض أسس الكيان اللبناني، وأضعف الايمان بات لزاماً علينا ان نقول لكم :كفى… عيب… كفوا عن أذيتنا.. إرحمونا.

*بروفسور في السمعيات