فاطمة صالح صالح*
_______________________
سأدخل مملكات الطهرِ …
أبحثُ في حدائقها …
عن الزيتون ِ والزعترْ …
وعن وطنٍ خرافيٍّ …
خلاصة ُتربهِ عنبرْ …
وعن ذكرى لمن كانوا…
بداجي الكون ِ… قيثارة ْ…
أرى أمي …
ترفّ حمامةً ًبيضاءَ في الحارةْ..
وجَدّي حاملاً سيفه ْ…
بوجه الظلم والطغيان يرفعُ راية َالألفة.ْ..
وكفَّ أبي تحيلُ الصخرَ أسطورَة.ْ..
تصوغ ُالغارَ مستقبلْ….
رواية ُجدتي و دموعُها لم تنشفِ البَتة.ْ..
وصوتُ نحيبها يقتاتُ من قلبي…
” فرنسا كنتِ ظالمةً ً.”..
وشرفة ُعمتي بالعطر مسكونة.ْ..
” فحَبقتها” …” وعرفُ الديكِ “…
فيضٌ من أماني القلبِ..
بالأسرار مفتونة ْ…
بعيني .. كنتُ شاهدة ً…على تنور قريتنا…
يمدّ يديه..يسرق دفءَ نار الحبّ من أمي…
ومن جاراتها الخمسة ْ…
و أمُّ محمدٍ…محتدّةٌ جدا ً..
تلفّ الحيَّ باحثةً عن ” الروبَة ْ “..
وتلعنُ حظها العاثرْ…
فعجنتها قد اختمرتْ …
و ليلى عند خالتها …
ويأتي صوتُ فاطمةٍ…
لماذا الندْ بُ يا خالة ْ؟؟…
أنا سأنوبُ عن ليلى …
خذي الروبة.ْ..ولاقيني على التنور يا خالةْ…
وها محمودُ جاءَ الآن من حقلهْ…
وما في البيت من لقمةْ…
ومن تحتِ السياج تناولتْ بيضةْ…
فرغم الحرص ِ…قد عابتْ دجاجاتٌ عن الطاقةْ…
فيا أهلي …
فدَيْتُ عيونكم بدمي …
وَد دْ تُ بأن أكون ربابة ً في ليل غربتكمْ…
و أمطارا ً خريفية ْ…
إذا ما مسّكمْ سَغبٌ …
_________________
سأوْدِعُ سلة الذكرى …بعبّ الغيم إذ يغفو…
و أحلم.. في صقيع العمر أن تنسابَ أغنية ً …
لآلئَ من ندىً دافي …
و أعبرُ نهرنا الصافي …
إلى لجٍّ نكابدُه…
أرى قانا …تصيح بأمةٍ رقد تْ …
وتمضَغ وهي ترقد في وحول الذل …ساهية ً…
فتاتَ الوهم ِ..و العدم ِ …
سلاماً يا دِ ما قانا …
و أحلاما ًيمزقها …رصاصُ الحقدِ من خيبرْ…
أرى أظفارَ ” يهوه ” في بقاع الأرضِ تنتشرُ…
و” نيرونا ً ” يعود بثوبِ تلمودٍ..
وسيفكَ يا “صلاح الدين”…في أيدي ملائكةٍ..
صلاة ً…قد سُها…حَجَرُ…
و” يعربَ ” مُسرِجا ً خيلهْ…
أرى زيتونة ً ..خضراءَ.. فوق القدس وارفة ً..
وفي الصحراءِ ممتدّةْ…
خيوط ُالفجر ، يا وطني…
ستوقدُ من مشاعلها .
..
ونورُ الله ينتشرُ…
أرى فرعونَ يُحتضرُ..
________________
*شاعرة وكاتبة سورية