خاص – “اخبار الدنيا”
بقلم : د. ميرنا داود*
تُشكل التفاهة في السياسة تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحديثة، حيث تُدار الأمور بمنطق “الحد الأدنى” وتُهمش الأفكار العميقة والمبادرات المبتكرة. في هذا المقال، سنناقش مفهوم التفاهة في السياسة، وأسباب انتشارها، وتأثيراتها السلبية على المجتمع، وسنقترح استراتيجيات لمواجهتها.
مفهوم التفاهة في السياسة
التفاهة في السياسة هي حالة تسيطر فيها الشخصيات غير المتميزة أو غير الأكفاء على المشهد السياسي، مما يؤدي إلى تدهور جودة القرارات السياسية وتأثيرات سلبية على المجتمع. هذا الوضع ينشأ نتيجة عدة عوامل، بما في ذلك الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وضعف دور المؤسسات التقليدية، والاعتماد المفرط على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
أسباب انتشار التفاهة في السياسة
هناك عدة أسباب لانتشار التفاهة في السياسة، تشمل:
1. ضعف دور المؤسسات التقليدية:
أدى ضعف دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية في تكوين شخصية الأفراد وتوجيههم نحو القيم الأخلاقية إلى انتشار السلوكيات غير المسؤولة.
2. الضغوط الاجتماعية والاقتصادية:
أدت هذه الضغوط إلى دفع الناس إلى البحث عن وسائل للهروب من ضغوط الحياة اليومية، مما دفعهم إلى تبني سلوكيات تافهة.
3. الاعتماد المفرط على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي:
ساهمت هذه الوسائل في نشر ثقافة التفاهة من خلال التركيز على القضايا الترفيهية والسطحية.
تأثيرات التفاهة في السياسة
التفاهة في السياسة يمكن أن تؤدي إلى:
1. فقدان الثقة:
يمكن أن يؤدي تهميش التميز والاعتماد على الشكلية إلى فقدان الثقة في المؤسسات السياسية.
2. تدهور جودة القرارات:
يمكن أن يؤدي الاعتماد على الحد الأدنى من الجودة إلى تدهور جودة القرارات السياسية.
3. تأثيرات سلبية على المجتمع:
يمكن أن تؤدي الوساطة في السياسة إلى تأثيرات سلبية على المجتمع، مثل تدهور الاقتصاد أو زيادة الفقر.
مواجهة التفاهة في السياسة
لمواجهة التفاهة في السياسة، يجب:
1. تعزيز التفكير النقدي:
يجب تشجيع التفكير النقدي والتحليلي لدى الأفراد، وتوفير برامج تدريبية لتعليم مهارات التفكير النقدي.
2. دعم المحتوى الثقافي والفكري:
يجب دعم المبادرات الثقافية والأدبية والفنية التي تقدم محتوىً راقيًا، وإطلاق منصات وقنوات تنشر الفكر الثقافي والمحتوى القيم.
3. تشجيع الحوار البناء:
يجب تشجيع الحوار البناء والاحترام المتبادل بين الأفكار المختلفة، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وفهمًا.
العمل السياسي الفعال
السياسة تحتاج إلى:
1. التميز:
يجب أن يكون القادة السياسيون متميزين في قدرتهم على اتخاذ القرارات وتحليل الأمور بعمق.
2. الخبرة:
يجب أن يكون لدى القادة السياسيين خبرة كافية في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
3. الرؤية:
يجب أن يكون لدى القادة السياسيين رؤية واضحة للمستقبل وقدرة على تطوير استراتيجيات فعالة.
4. القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة:
يجب أن يكون القادة السياسيون قادرين على اتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب.
التفاهة في السياسة تُشكل تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحديثة، ويمكن مواجهتها من خلال تعزيز التفكير النقدي، ودعم المحتوى الثقافي والفكري، وتشجيع الحوار البناء. يجب على القادة السياسيين أن يكونوا متميزين في قدرتهم على اتخاذ القرارات وتحليل الأمور بعمق، وأن يكون لديهم رؤية واضحة للمستقبل وقدرة على تطوير استراتيجيات فعالة. بهذه الطريقة، يمكن بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وفهمًا، وتشجيع الأفراد على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية.
————————
*كاتبة، واستاذة جامعية
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.