عشية الانتخابات البرلمانية في العراق ..السوداني يتقدم لإضافة لقب زعيم الاغلبية النيابية

خاص – “أخبار الدنيا”

 

 

يستعد العراق لخوض انتخاباته البرلمانية في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وهي انتخابات ستكون بمثابة منازلات حامية الوطيس بين قوى الطيف العراقي المتعددة ، الا ان ما يبدو محسوماً سلفاً هو ان رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني سيحصد الاغلبية المريحة لإعادة تسميته رئيساً للحكومة مجدداً ، وذلك استناداً الى تقاطع عدد من استطلاعات الرأي المحلية، اضافة الى ما عكسته قراءات سياسية مختلفة في عدد من الصحف الاقليمية والدولية المراقبة للمشهد العراقي عشية الانتخابات.

ففي قراءة تركية للانتخابات العراقية المقبلة، رجحت صحيفة “ديلي صباح” فوز محمد شياع السوداني بولاية ثانية، إذا حصد نتائج قوية في الانتخابات.

وقالت الصحيفة ان “السوداني التكنوقراطي القادر على التوازن بين واشنطن وطهران هو الذي أعاد تسمية الدولة بـ”حكومة خدمات”، حيث ركز على الطرق والكهرباء والمدارس والبنية التحتية، مصوراً نفسه كجهة توازن بين واشنطن وطهران، وبين الفصائل الشيعية، وبين العرب والكورد، مشيراً إلى أنه تجنب التصعيد خلال حرب غزة والحروب الإسرائيلية الإيرانية.

وذكرت الصحيفة أن “رسالة السوداني اتسمت بالوطنية والبعد عن الطائفية، مما أكسبه سمعة جيدة لدى السنة”.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن “قائمة السوداني قد تفوز بما بين 50 و60 مقعداً، ما سيجعله متمتعاً بأفضلية إستراتيجية، ما سيجعله متمتعاً بأفضلية إستراتيجية”.

في موازاة ذلك أظهرت نتائج الاستطلاع الأخير لمؤسسة “غالوب” الأميركية، أن “إيمان العراقيين بالمؤسسات السياسية والوطنية وصل إلى مستويات قياسية، حيث أعرب 55٪ من المجيبين عن ثقتهم في الحكومة”.

الى ذلك، لفت تقرير في التفزيون الألماني إلى ما قاله رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم العراق محمد الحسن، لمجلس الأمن الدولي مؤخرا، حيث أعلن أن “العراق اليوم ليس مثل العراق قبل 20 عاما، أو حتى قبل 5 سنوات”، مضيفا أنه “برغم استمرار العقبات، إلا أن العراق اليوم أكثر أمنا واستقرارا وانفتاحاً”.
وأشار مركز المجلس الأطلسي الأميركي الى ان تصاعد حظوظ السوداني، جعل العديد من المرشحين البارزين الذين ترشحوا سابقاً مع تحالف المالكي، انتقلوا إلى قائمة “الإعمار والتنمية” التي يقودها السوداني.

وذكر تقرير المجلس أن من المتوقع أن تبلي القائمة الانتخابية للسوداني بلاءً جيداً في الانتخابات، حيث يتوقع أنصاره حصول قائمة السوداني على 70 مقعداً0 1ـ 11ـ 2025) .

وكتبت صحيفة الاخبار في تقرير لها ان “عراق ما بعد الطوفان السوداني اقرب الى التصدر” وجاء في التقرير :”من جانب آخر، مما لا يقبل الشك أن السوداني سيكون زعيماً أساسياً إن لم يحصل على ولاية ثانية في منصب رئيس الوزراء، وهو بهذه الكتلة النيابية المتوقّعة قادر على أن يكون صاحب الرأي النهائي في اختيار من يخلفه على أقل تقدير”.

وقالت ان “الكتلة التصويتية المتوقعة لتحالف «التنمية والإعمار» برئاسة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، حيث من المرجّح أن تنال أصواتاً هي الأعلى من بين الجميع، خصوصاً إذا أخذنا في الحسبان مقدار ما حقّقه رئيس «ائتلاف دولة القانون»، نوري المالكي، في 2010 و2014، وحيدر العبادي في 2008.
ووفق قائمة المرشحين في تحالف «التنمية والإعمار» يمكن ملاحظة وجود نوّاب كثر لهم جمهورهم كانوا في كتل أخرى والتحقوا بالسوداني. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يتسبّب الإقبال التصويتي على قائمة رئيس الوزراء في ضرر كبير لقوائم تقليدية مثل «ائتلاف دولة القانون» و«تحالف قوى الدولة» باعتبار أن الجمهور مشترك”.

 الانتخابات العراقية

وكانت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات في العراق جمانة الغلاي قالت إن “هناك 8703 مراكز اقتراع تستعدّ لاستقبال 21 مليون ناخب. ويتنافس في الانتخابات 7 آلاف و754 مرشحاً، منهم 2250 امرأة، على مقاعد البرلمان البالغ عددها 329، منها 83 مقعداً مخصصة للنساء وتتوزع المقاعد على 18 دائرة انتخابية، بحيث تكون كل محافظة دائرة مستقلة”.

وذكرت مصادر مفوضية الانتخابات، إن أكثر من 400 حزب يشارك في الانتخابات، فيما بلغت التحالفات السياسية نحو 140 تحالفاً. وستعلن الحكومة منع التنقل بين المدن والمحافظات وإغلاق الحركة بالمنافذ البرية وكذلك المطارات عشية عملية الاقتراع ولغاية انتهاء نقل صناديق الانتخابات إلى مراكز العد والفرز الرئيسة بالعاصمة بغداد .
وشهد العراق منذ الغزو الأميركي في عام 2003 خمس عمليات انتخابية، أولاها في 2005 (قبلها أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي دام عملها أقلّ من عام)، فيما جرت الأخيرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، واعتُمد قانون الدائرة الواحدة لكل محافظة في النسخ الأربع الأولى. وأجريت الانتخابات الأخيرة وفق الدوائر المتعدّدة، بعد ضغط قوي من الشارع والتيار الصدري لإجراء هذا التعديل، الذي كان يعارضه “الإطار التنسيقي”.

وفي مارس/ آذار 2023، صوّت البرلمان على التعديل الثالث لقانون الانتخابات البرلمانية العراقية الذي أعاد اعتماد نظام الدائرة الواحدة لكل محافظة.
ـ في آخر انتخابات وهي الخامسة، التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، استجابةً لمطالب المحتجين في تظاهرات تشرين، فاز التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد، وهو 73 مقعداً، ثم انسحب لاحقاً من البرلمان بسبب منعه من تشكيل الحكومة، وتلت ذلك أزمة سياسية طويلة انتهت بتشكيل حكومة محمد شياع السوداني في أكتوبر 2023.
ـ وبانسحاب التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) الذي يتزعمه مقتدى الصدر، وائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، وعدد من القوى المدنية غير المؤثرة في المشهد السياسي العراقي، تظهر خريطة التحالفات السياسية الشيعية منضوية تحت ائتلاف “الإطار التنسيقي”، الذي يمثل أكبر كتلة شيعية برلمانية تتكون من 8 تحالفات أساسية، وهي “ائتلاف دولة القانون، وتحالف الفتح، والعقد الوطني، وائتلاف قوى الدولة، وتحالف الأساس، وحركة حقوق، وتحالف تصميم، وحزب الفضيلة الإسلامي”، في حين أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني اختار عدم الالتحاق بالإطار التنسيقي انتخابياً، حيث يشارك بتحالف منفصل هو “الإعمار والتنمية”.

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن