ارتفاع ضغط الدم انذار من الكلى والكشف المبكر يساعد في تقليل المخاطر

تشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص بالغين يعاني من ارتفاع ضغط الدم بدرجات متفاوتة، وبالتالي فإن معاناة الارتفاع في ضغط الدم هي من أكثر المعاناة الصحية شيوعًا بين البالغين.

يعرف ارتفاع ضغط الدم بأنه القوة الزائدة في ضخ الدم على جدران الشرايين أثناء ضخ القلب، مما يضع عبئًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية.

وقد يكون ارتفاع الضغط مزمنًا دون أعراض واضحة، إلا أن بعض العلامات قد تنذر بوجود المشكلة، ومن أبرزها كثرة التبول، والتي قد تبدو في البداية أمرًا عابرًا، لكنها قد تكون إشارة إلى اضطرابات داخلية متعلقة بالضغط أو الكلى او بمرض السكري.

وكثرة التبول هي حالة يلاحظ فيها الشخص زيادة غير طبيعية في كمية البول اليومية مقارنة بالمعدل الطبيعي. وقد يكون سببها مباشرًا أو مرتبطًا بحالة صحية أخرى. في كثير من الحالات، يرتبط ارتفاع ضغط الدم بمشكلات الكلى، حيث يؤدي الضغط المرتفع المستمر إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، ما يؤثر في قدرتها على ترشيح السوائل والفضلات بشكل طبيعي. هذا التلف قد يدفع الجسم إلى التخلص من السوائل الزائدة عبر زيادة التبول، مما يجعل كثرة التبول علامة مبكرة على مشاكل الكلى الناتجة عن ارتفاع الضغط.

اضافة الى انه قد يرتبط ارتفاع ضغط الدم بكثرة التبول من خلال اضطرابات هرمونية معقدة تؤثر في توازن السوائل والأملاح في الجسم.

من أبرز هذه الاضطرابات فرط إفراز هرمون الألدوستيرون، وهو هرمون تنتجه الغدة الكظرية ويؤدي دورًا رئيسيًا في تنظيم ضغط الدم ومستوى الصوديوم والبوتاسيوم في الدم. زيادة إفراز هذا الهرمون تؤدي إلى احتباس الصوديوم والماء، ما يزيد ضغط الدم، وفي الوقت نفسه قد يسبب خللاً في التوازن الكهربائي للجسم، مما يؤدي إلى استجابة من الجسم بزيادة إنتاج البول لمحاولة تعويض ذلك. كما أن بعض اضطرابات الغدة الكظرية الأخرى، مثل الأورام أو التضخم الغدي، يمكن أن تؤثر في إفراز هرمونات متعددة، مسببةً تقلبات في ضغط الدم وزيادة في كمية البول.

من جهة أخرى، تلعب بعض الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، ولا سيما مدرات البول، دورًا مباشرًا في زيادة التبول. هذه الأدوية تعمل على إزالة الصوديوم والماء الزائد من الجسم، وهو تأثير مقصود يساهم في تخفيف الضغط على الأوعية الدموية وتقليل العبء على القلب. ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدامها أو عدم التوازن في الجرعات قد يؤدي إلى مشاكل في توازن الإلكتروليتات، مثل انخفاض مستويات البوتاسيوم أو الصوديوم، مما قد يسبب تعبًا، تشنجات عضلية، واضطرابات قلبية إذا لم تتم مراقبتها بعناية. لذلك، يصبح دور الطبيب بالغ الأهمية في الموازنة بين ضبط ضغط الدم وتقليل التأثيرات الجانبية في الجهاز البولي والكلى، مع تعديل العلاج بحسب حالة كل مريض واستجابته للأدوية.

من الناحية التشخيصية، يُنصح الأطباء بمراقبة ضغط الدم بانتظام، مع تسجيل عدد مرات التبول وكميتها ومتابعتها بشكل دوري. كما يُعتبر إجراء تحاليل الدم والبول أمرًا ضروريًا لتقييم وظائف الكلى، وقياس مستويات الصوديوم والبوتاسيوم، وكذلك متابعة علامات تلف الكلى المبكر، والتي قد تتطور مع استمرار ارتفاع الضغط لفترة طويلة. وفي حالات الاشتباه في اضطرابات هرمونية، يكون الفحص الدوري للغدة الكظرية والغدة الدرقية ضروريًا لتحديد أي خلل قد يكون السبب وراء كثرة التبول أو تغيرات ضغط الدم.

خلاصة القول هو ان ارتباط ارتفاع الضغط وكثرة التبول يعتبر مؤشراً  صحيًا مهمًا لا يمكن تجاهله. فقد تكون كثرة التبول مجرد عرض جانبي مؤقت للعلاج الدوائي، لكنها قد تشير أيضًا إلى مضاعفات صحية خطرة تؤثر في الكلى والقلب والأوعية الدموية إذا تم إهمالها. لذلك، فإن الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، والمتابعة المنتظمة، إلى جانب تبني أسلوب حياة صحي من خلال تقليل الملح، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، كلها عوامل أساسية تساعد على تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الحالات، وتحافظ على جودة الحياة على المدى الطويل.

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن