“نيويورك تايمز”: نتنياهو محرج للغاية حيث لم يتوقع رد حماس ولا إيجابية ترامب عليه
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم تقريراً ذكرت فيه إن تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولفتته وضعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وضع صعب، فلم تسر الأمور كما أرادها.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الى انه في يوم الإثنين حصل نتانياهو على خطة سلام من الرئيس ترامب وعدته بالنصر الكامل، في صورة رسالة إلى حماس: “خذها أو اتركها”. ووضع الرئيس الأميركي الحركة الفلسطينية أمام خيار الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة في غضون 72 ساعة، وإلقاء سلاحها والتنازل عن أي دور لها في مستقبل القطاع، وإلا سيمنح إسرائيل حرية التصرف في جهودها لتدمير الجماعة.
وذكرت بانه في يوم الجمعة، وردا على تهديدات ترامب النهائية بأنه يريد ردا بحلول يوم الأحد، أعلنت حماس أنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الأسرى، لكنها لم تذكر شيئا عن موعد القيام بذلك، وترددت في إلقاء سلاحها، وقالت إنها تريد “مناقشة تفاصيل” خطة ترامب.
وكتب السيناتور ليندسي غراهام، الحليف المقرب من نتانياهو، على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا “في جوهره، رفض من حماس” على مقترح الرئيس. وبالنسبة لمايكل هيرتسوغ، سفير نتنياهو السابق لدى الولايات المتحدة، كان الأمر بمثابة “رفض مقنع”. ومع ذلك، تقبّل ترامب بيان حماس باعتباره “موافقة” غير مشروطة. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: “بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إخراج الأسرى بأمان وبسرعة!”.
وانتظر مكتب نتنياهو عدة ساعات قبل أن يرد، بعد الساعة الثالثة فجرا بتوقيت إسرائيل يوم السبت، بأن الحكومة تستعد “للإفراج الفوري عن جميع الأسرى”. ولم يأت بيان المكتب على ذكر شروط حماس. بل أشار إلى خطة ترامب للسلام، قائلا إن إسرائيل ستتعاون مع البيت الأبيض “لإنهاء الحرب وفقا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والمتوافقة مع رؤية الرئيس ترامب”. وقد أحيا منظور إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الآمال في إسرائيل وغزة بمنظور نهاية الحرب المستمرة منذ عامين. لكن نتنياهو يجد نفسه الآن تحت ضغط المخاوف السياسية الداخلية والضغوط الجيوسياسية من ترامب ومن الدول الإسلامية والعربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتعاملت عدة دول في المنطقة تطورات ليلة الجمعة كما لو أن السلام قد بدأ بالفعل.
وذكرت عيران عتصيون، نائب مستشار الأمن القومي السابق لثلاثة رؤساء وزراء إسرائيليين آخرين، ومسؤول كبير في الشؤون الخارجية في وقت سابق من ولاية نتانياهو: “سيجد نفسه والعالم كله يصفق له، وعليه أن يشرح سبب معارضته”.
وفي خطاب متلفز على الصعيد الوطني مساء السبت، لم يرفض نتانياهو عرض حماس للمفاوضات. بل أوضح رغبته في قصر تلك المحادثات على بضعة أيام فقط، ونيته الاحتفاظ بخيار اللجوء إلى العمل العسكري في حال تردد حماس في إلقاء سلاحها. ومع ذلك، اوضح عتصيون إن دعوة الرئيس ترامب للجيش الإسرائيلي للانسحاب فورا – على أن تتبعها مفاوضات بين إسرائيل وحماس، لم تكن لتلقى ترحيبا من رئيس الوزراء. وأضاف: “ستجرى هذه المفاوضات في ظل شروط وقف إطلاق النار، وهو ما يتعارض مع خطة نتانياهو” و”أراد نتنياهو أن يتم كل هذا تحت ضغط عسكري إسرائيلي”.
وأضافت الصحيفة أن تطور الأحداث مساء الجمعة سيهدد على الأرجح الائتلاف الحاكم لنتانياهو. فقد أبلغ شركاؤه اليمينيون بالفعل، من خلال اقتراح ترامب يوم الاثنين، بأنه سيتعين عليهم التخلي عن أحلامهم بإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة نهائيا، والسماح للإسرائيليين بالاستيطان وضم القطاع، والآن يقال لهم عمليا إن حماس لن تختفي في النهاية، وقد لا توافق حتى على نزع سلاحها.
وذكرت شيرا إيفرون، المحللة في السياسة الإسرائيلية في مؤسسة راند للأبحاث: “لا أرى كيف يمكن لشركائه في الائتلاف أن يتقبلوا ذلك”. وأضافت: “إذا أراد نتنياهو تسويقه على أنه إنجاز، فهو قادر على ذلك”، مشيرة إلى أن خطة ترامب ستنهي الحرب، وتعيد الأسرى، وتستبدل حماس بكيان آخر لحكم غزة، وتشرك الدول العربية والإسلامية في استقرار القطاع وإعادة إعماره. وأضافت إيفرون: “لكن شركاءه كانوا يأملون في قصة مختلفة، قصة غير واقعية”.
ولفتت الصحيفة الى إن ما هو غير واقعي ليس واضحا. ورغم أن التصريحات الأولية الصادرة عن حماس وإسرائيل بدت واعدة للساعين جاهدين لإنهاء الحرب، إلا أن العديد من العقبات المحتملة تقف في طريقها، كما يقول المحللون، بما في ذلك أساليب التأخير واندلاع العنف.
واعتبر إيال حالوتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وهو الآن زميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية، بانه “لم ينته الأمر بعد”. وما يثير قلق حالوتا، هو احتمال أن يكون كل من حماس ونتانياهو مجرد تمثيل، يحاكيان بعضهما البعض في التصريحات “لإرضاء مطالب الرئيس ترامب” ولكن “دون نية لفعل ما يلزم”. ومع ذلك، هناك بعض المتفائلين، وليس فقط لإنهاء حرب غزة.
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.