قاسم: المقاومة جزء من دستور الطائف ولا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت
قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم :نحن لا نوافق على أي اتفاق جديد غير الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي.
فليُنفّذوا الاتفاق أولًا، ثم ليتحدثوا عن كل ما يريدون الحديث فيه.
تحدث قاسم في حفل تأبين اللواء محمد سعيد إزدي (اي الحاج رمضان) توقف فيها بداية “عند الكارثة الكبيرة التي حصلت في الرابع من آب منذ خمس سنوات في انفجار المرفأ، وما أدّت إليه من ضحايا وجرحى ودمار وألم، وخرّبت أوضاع الكثيرين، فضلًا عن أنها أحدثت جرحًا بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبين”.
ودعا “إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات، بعيدًا عن التسييس الذي أخر النتيجة إلى هذه الفترة، نتمنى أن تكون هذه المرحلة، مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس، بعيدًا عن التطييف، بعيدًا عن الاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية، حتى يعرف الناس الحقيقة، وحتى نصل إلى النتيجة الصحيحة، ويُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء، ولكن لا بد لهذا الملف أن ينتهي إلى خير وإلى نتيجة، وإن شاء الله الرحمة لكل الضحايا، ونطلب من الله تعالى الشفاء للجرحى، والصبر والسلوان للعوائل المكلومة التي أُصيبت بأولادها وأحبائها”
بعد ذلك انتقل الى الكلام عن الوضع السياسي فسأل أولًا: “ما هي خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه؟ نحن نعتبر أنه لا بد من ثلاث قواعد أساسية لبناء لبنان:
القاعدة الأولى: أن نتشارك ونتعاون في إطار وحدة وطنية، حتى نكون قلبًا واحدًا لنهضة لبنان، يعني المشاركة والتعاون.
ثانيًا: أن نضع الأولويات التي تؤثر وتؤسس لكل المبنى في الواقع اللبناني، ولا نتلهّى بالقشور وبالطلبات الخارجية.
ثالثًا: عدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غير الأميركية، لأن الخضوع للوصاية يُبطل قدرتنا ويُبطل إنجازاتنا، ويجعلنا نذهب في اتجاه آخر.
إذًا، نحن نؤمن أنه لبناء لبنان لا بد من توفير هذه القواعد الثلاث:
المشاركة والتعاون، رسم الأولويات، وعدم الخضوع للوصاية الأجنبية كائنًا ما كانت، دولية أو عربية”.
اضاف:”الاتفاق الذي انعقد في 27 تشرين الثاني سنة 2024 هو اتفاق غير مباشر لوقف العدوان الإسرائيلي ومترتبات وقف العدوان، وانعقد بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي بشكل غير مباشر. هذا الاتفاق أبرز تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين المقاومة والدولة، يعني من أرقى أشكال التعاون أن المقاومة سهّلت للدولة كل الإجراءات المطلوبة منها في الاتفاق من دون أن تُضطر إلى مناكفة أو تأجيل أو مشكلة أو حادثة.
بالعكس 8 أشهر حزب الله والمقاومة بشكل عام، التزموا التزامًا كاملًا مع إجراءات الدولة اللبنانية، مع الحكومة، مع الجيش اللبناني، مع رئاسة الجمهورية، مع كل المعنيين، ولم يُسجَّل لا خرق في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا خرق في عدم الاستجابة للجيش اللبناني والتعاون مع الدولة اللبنانية.
هذا نموذج لكيفية تعاون المقاومة مع الدولة عندما يكون هناك توافق وتعاون وإيمان مشترك وقلب واحد.
في المقابل، إسرائيل انقلبت على الاتفاق، ولم تلتزم، وتجاوزت بآلاف الخروقات، ولأكن واضحًا معكم، ما حصل في سوريا أثّر كثيرًا على هذه الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، حيث ندمت على صياغة الاتفاق، واعتبرت أنه يُعطي لبنان ويُعطي حزب الله قدرة وإمكانية لاستمرار القوة الموجودة في لبنان، لذلك اعتبروا أنه “لا، دعونا نكمل كما نفعل في سوريا، دعونا نفعل في لبنان”، وبالتالي يريدون تغيير هذا الاتفاق، وهم لم يلتزموا به أصلًا.
مصلحة لبنان: استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، ومصلحة إسرائيل: إضعاف لبنان، ليتحكّموا بمساره”.
وقال :”اليوم نحن، عندما نعمل كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش وكل المعنيين، نريد أن نبحث عن مصلحة لبنان، وليس عن مصلحة إسرائيل، جاءت أمريكا، أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، من يطّلع على الاتفاق الذي جاء به باراك لا يجده اتفاقًا، بل يجده إملاءات، يجده نزع قوة وقدرة حزب الله ولبنان بالكامل، ونزع قوة المقاومة، ونزع قوة الشعب، يعني يريد أن يجعل لبنان مجردًا تمامًا أمام الكيان الإسرائيلي.
ما أتى به باراك هو لمصلحة إسرائيل بالكامل، أنا أحببت أن أذكر بعض فقرات من المذكرة الثالثة، التي هي أسوأ من الأولى والثانية.
مذكرة باراك إلى الحكومة اللبنانية تقول:
المرحلة الثانية هي من 15 إلى 60 يومًا، يعني في أول 15 يومًا، على أساس أنه – قال – تحت عنوان وقف العدوان وما شابه، لكن كله إنشاء عربي.
من 15 إلى 60 يومًا: نزع السلاح، مثلًا، يعطون أمثلة حتى يكون كل شيء واضح: مثل الهاون، وقاذفات الصواريخ، القنابل اليدوية والمتفجرات، وأجهزة الصواريخ الحارقة، جو-أرض، أرض-أرض، والأسلحة التي تسبب إصابات جماعية، والأسلحة البيولوجية والكيميائية، والطائرات من دون طيار، والتي يتم تفكيكها في جميع أنحاء البلاد في غضون 30 يومًا، يعني من 15 إلى 30 يومًا، يكون قد مرّ 45 يومًا، كل الإمكانات يجب أن تكون قد فُكِّكت واستلمتها الدولة اللبنانية.
هذه ليست أسلحة ثقيلة، هذه ليست أسلحة متوسطة، القنبلة اليدوية يريدونها، القاذفات مثل الهاون يريدونها، والهاون يُعتبر من السلاح العادي البسيط، الذي عادة العشائر والجهات المختلفة لديها مثل الخبز، نحن نحمل مسدسًا، لكنهم يحملون RPG ويحملون مثل هذه الهاونات والقنابل، قال هذه كلها مطلوب أن تُفكَّك خلال 30 يومًا.
الأحسن من ذلك، ضعه بين هلالين، لأنه قد يقول أحدهم: يا أخي، كلها صعب أن تُفكك كلها في 30 يومًا، قال: لا، الحمد لله هم عقلاء ويفهمون، قال: المطلوب تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين.
في أحد القيادات العسكرية، كنا هكذا نتحدث، قال: “أنا سألتهم، قلت لهم: من يعرف كم هي 50%؟”، وهو لا يعرف كم هي 100%. وبالتالي، هذا اللغم، يعني غدًا يقول لك: “لا، أنت الذي سحبته لم يصل بعد إلى 50%.” لو ظللت تسحب حتى تصل إلى 99%، سيقول لك: “أنت لم تصل إلى 50%.” نحن نعرف الإسرائيلي، ونعرف كيف يتحرّك.
قال: إذا فعلوا كل هذه، أين وصلنا؟ يوم 45؟ تبدأ إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمسة، تبدأ، سيسهّل الانسحاب من ثلاث نقاط، نجاح المرحلة الثالثة، قال: بما أنه هناك خمس نقاط، إسرائيل تنسحب من الخمس نقاط، لكن كبداية، يعني تبدأ بالانسحاب على الأقل، مطلوب أن تنسحب من ثلاث نقاط، حتى ندخل في المرحلة الثالثة، التي هي من 60 إلى 90 يومًا، وساعتها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى.
هذا ماذا يُسمّى؟ هذا يُسمّى: تجريد لبنان من قدرته العسكرية، بتجريد مقاومته، وعدم السماح للجيش اللبناني أن يكون لديه سلاح، إلا بمقدار ما يؤدي وظيفة داخلية، ولا تؤثر على إسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، هذا هو المطلوب أن يُنَفّذ، حتى لو سلّمنا جدلًا بأن هذه المذكرة سارت، فماذا لو لم تنفّذ إسرائيل حتى هذا الأمر الذي لا طعم له؟”.
وتابع :”قال “هناك عواقب للخرق”، أي إذا خرقت إسرائيل أو إذا خرق لبنان، فما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ قال: ”إدانة من مجلس الأمن الدولي ومراجعات عدم الاشتباك العسكري”، قالوا للكذّاب احلف”، قال: “جاءت والله جلبها”
هل نحن الآن نراهن على أن يكون الأميركيون والإسرائيليون صادقين؟ وإذا قلنا لهم: “احلفوا” سيمضي الأمر؟
تعطون ضمانات؟
على كل حال، الأميركي يقول من الآن: “لا توجد ضمانات”، ماذا نفعل إذا تجاوزت إسرائيل حدودها؟ نشتكي عليها في مجلس الأمن؟ أهلًا وسهلًا، يعني أنت في النهاية تقول: “يد إسرائيل مفتوحة حتى عندما تقدمون كل هذا التنازل!، في المقابل، ماذا يحدث للبنان إذا افترضنا أنه لم يلتزم؟ قالوا: “تجميد المساعدات العسكرية المشروطة والعقوبات الاقتصادية!”. أنتم أصلًا أهلكتم لبنان بالعقوبات الاقتصادية وبالمساعدات العسكرية منذ 2019 حتى الآن، ولم تعطوا شيئًا، وأمريكا تنصلت من كل ما له علاقة بالكيان الإسرائيلي، ما هي المساعدات التي تقدمها أمريكا؟ ما هي المساعدات التي تقدمها الدول العربية وغيرها؟ هل أحد يقدم شيئًا؟ إذن المطلوب من المذكرة هو تجريد لبنان من قوته مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، والتفاوض بين الطرفين مع اختلال ميزان القوى، المسار الذي وافقنا عليه في الاتفاق الأول، أين أصبح؟ معناه أنه تم إلغاء الاتفاق الأول، وتمت تبرئة إسرائيل من كل هذه التجاوزات، ودخلنا في نفق جديد اسمه “اتفاق جديد”، نحن لا نوافق على أي اتفاق جديد غير الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي.
فليُنفّذوا الاتفاق أولًا، ثم ليتحدثوا عن كل ما يريدون الحديث فيه.
الأمر الثاني: ما لا علاقة له بلبنان، أي جدول زمني يُعرض لينفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن أن نوافق عليه، لأن الجدول الزمني يعني أن تلتزم بشيء والعدوان لا يزال قائمًا، كيف تضع جدولًا زمنيًا وتحدد أوقاتًا تصبح مطالبا فيها في حين أن الإسرائيلي لم يفعل شيئا حتى الآن.
هل المطلوب أن نذهب إلى نقاش، أم أن نسلم السلاح دون نقاش لا أمن وطني، ولا استراتيجية دفاعية؟
هذا أمر خاطئ، لا يمكن أن نقبل بأن يلتزم لبنان بالتخلي التدريجي عن قوته بينما تبقى كل أوراق القوة في يد العدو الإسرائيلي.
ثانيًا: اليوم، ماذا يقولون لنا؟ يقولون: “نحن مضطرون أن نزيل الذرائع”، لماذا؟ قالوا: “لأن هناك ضغطًا خارجيًا بعدم التمويل وفرض العقوبات.” هل وفروا لنا شيئًا أصلًا؟ ثم ما فائدتنا إذا كان لدينا تمويل بينما سُلب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًا، وأصبحنا بلا خيار؟ ما فائدة هذا التمويل الذي يمكن أن يعطونا إياه؟
لا فائدة فيه، لأننا سنصبح حينها أزلام وأتباع وعبيد، نحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأمريكا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي مخلوق على وجه الأرض، ماذا تقولون؟ ضغط خارجي؟ يمنعون عنا التمويل؟ فليمنعوه! هم يمنعونه أصلًا، هل هناك تمويل أصلًا؟ هل أعطونا مرة شيئًا؟ كل مرة يقولون: “بعدما تنفذون، نعطيكم.”، لذلك، هذا ليس أمرًا يجوز لأحد أن يخضع له، فليهددوا ما يهددوا”.
وتابع :”يقولون: “يخوفون من الحرب وتوسيع العدوان.”، أسألكم: لماذا تعتمد إسرائيل حاليًا هذه الطريقة في الاعتداء المحدود والضغط السياسي الأميركي، ولا تلجأ مباشرة إلى العدوان الواسع؟
لأن مصلحة إسرائيل ألّا تذهب إلى العدوان الواسع، لأنه إذا حدث، فالمقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع،
هذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي، وكل الأمن الذي بنوه خلال 8 أشهر سينهار خلال ساعة واحدة، فكم من الوقت سيحتاجون لإعادة الترميم؟ لذلك، مصلحتهم ألّا يخوضوا هذه الحرب الواسعة كي لا يواجهوا ردة فعل المقاومة والدفاع، هذه هي مصلحتهم، وهم يفكرون بهذه الطريقة، لذا، لا يهوّل أحد عليكم كثيرًا، وهم في أي لحظة، يمكن أن يشنّوا هذا العدوان.
لكن، هل إذا سلمتم لهم كل شيء، سيتوقف العدوان؟ لا، لن يتوقف، لأنه بيدهم كل شيء.
بالعكس، إذا لم يعد لدينا شيء، فإن فرصة الاعتداء وفرصة العمل الإجرامي ستكون أكبر بكثير من أي وقت مضى.
إذا لم يبقَ معنا شيء، فمن يحمي لبنان وشعب لبنان؟
ألم تسمعوا وزير المالية “سموتريتش”؟ وهو ركن أساسي في الحكومة الإسرائيلية.
يقول: “الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس في جنوب لبنان، وأن القرى التي دمّرها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان لن يُعاد بناؤها.”
يقولها لكم ذلك بشكل واضح؟ نحن لدينا من يقول: “لا، ليس كذلك فهذا كلام…”
كيف لهذا أن يكون كلاما؟ فكل الذي قالوه فعلوه، كل ما قالوه فعلوه، وكل ما لم يقولوه يفعلوه.
لذلك، إذا كان لبنان المستقر يعني الخارج، ويريدون أن يكون لبنان مستقرًا، تأكدوا أنهم سيرضخون عندما يثبت لبنان.
وإذا كان لبنان الخارج لا يعني لهم شيئًا، فمهما قدمنا لهم، لن يعني ذلك شيئًا، لذلك، لا يراهن أحد على أن هذا الأمر مرتبط بما نقدّمه. اليوم هم يدعمون الجيش اللبناني بمقدار قليل جدًا، لماذا؟
لأنهم يعتبرون أن هذا المقدار هو من أجل الشأن الداخلي فقط، أما بخصوص الأمر الإسرائيلي، فلا هذا ليس دعما.
في عام 2019 حصلت التظاهرات وبدأ التغيير في لبنان، ومنذ 2019 حتى اليوم، ماذا يقولون لنا؟
”نفّذوا حتى نعطيكم.”، “افعلوا ما عليكم حتى نمنحكم.”
ورأى ان “أمريكا أنهكت لبنان، ومعها بعض الدول العربية، تحت عنوان: “نفّذوا وسنقدّم.”، اليوم لدينا رئيس جمهورية، ولدينا حكومة، ومؤسسات تُبنى، ووضع داخلي مستقر، كل الأزمة الأساسية اليوم هي نتيجة العدوان الإسرائيلي.
هنا، أعود إلى البيان الوزاري، لأنه يُقال دائمًا: “لنعد إلى البيان الوزاري”، وكأن المقاومة تطلب مواقف خارجة عن مواقف الدولة، ماذا يقول البيان الوزاري؟
الفقرة الثالثة منه تقول:
”إن أولى الأهداف التي تضعها الحكومة أمام أعينها، وأرقى المهام التي ستنكب على إنجازها، هو العمل على قيام دولة القانون بعناصرها كافة، وإصلاح مؤسساتها، وتحصين سيادتها”، أخبرونا أيتها الحكومة، أين تعملون على تحصين السيادة؟
”أخبرونا ما هي الإجراءات العملية التي أدت إلى تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح هو تحصين للسيادة؟ هل الاستسلام لإسرائيل هو تحصين للسيادة؟ هل تسليم السلاح لإسرائيل بناءً على طلبها وطلب أمريكا وبعض الدول العربية هو المطلوب في هذه المرحلة ويؤدي إلى سيادة لبنان؟
في الفقرة الرابعة التي جاءت بعدها: “والدولة التي نريد هي التي تلتزم بالكامل مسؤولية أمن البلاد والدفاع عن حدودها وثغورها، دولة تردع المعتدي، وتحمي مواطنيها، وتحصن الاستقلال.”
أين ردع إسرائيل؟ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ أين مسؤولية الأمن في مواجهة العدو الإسرائيلي؟ أين الدفاع عن الحدود والثغور؟
تقولون لنا إنكم عاجزون، إذا كنتم عاجزين، لا تعجزوا أنفسكم أكثر، تقولون إننا لا نستطيع، نقول لكم على مهل دعونا نبني القدرة، دعونا نضع خطة عسكرية ليكون للجيش إمكانات عسكرية، وليكون لديه أعداد بشرية، وقدرة على مواجهة العدو الإسرائيلي إذا اعتدى علينا أو بقي محتلاً.
الآن تقولون في بيانكم الوزاري في الفقرة الرابعة إنكم تريدون حفظ الدفاع عن الحدود والثغور، وأن هذه الدولة تردع المعتدي، أعطوني برنامجكم لردع المعتدي، أعطوني جدولاً زمنياً لردع المعتدي، أعطوني خطوات عملية لردع المعتدي، أين؟ صرنا ثمانية أشهر ولا يوجد ردع.
في الفقرة الخامسة، كان دائماً يتغنى رئيس الحكومة –ومعه حق أن يتغنى – لأن هذه فقرة مهمة جداً، ونحن جميعاً نتغنى بها مثله، أخذ الفقرة من دستور الطائف، ماذا يقول الطائف؟
”وتلتزم الحكومة، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقررة في الطائف، وهذا مكتوب في البيان، باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها.”
أول شيء يجب أن تقوموا به هو اتخاذ كل الإجراءات لتحرير الأرض اللبنانية، ماذا يعني “كل الإجراءات”؟ يعني الجيش، يعني الشعب، يعني المقاومة، يعني الأحزاب.
عندما يكون البلد مهدد، كل القوى معنية بأن تدافع وتتصدى، فإذن، في قلب الطائف، وفي قلب الوثيقة الوطنية، وقد أوردتموها أنتم في البيان الوزاري الذي وافقنا عليه جميعاً، تقولون: “باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي”، أرونا أين هي الإجراءات التي تُتخذ؟ أين الأعمال التي تثبت إمكانية أن نواجه العدو الإسرائيلي؟”
واكد ان “على الدولة أن تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تُجرد مواطنيها من قدرتهم وقوتهم، وتُجرد مقاومتها من قدرتها وقوتها، وتخسر أسباب القوة التي تساعدها على أن تطالب وتُقايض وتثبت وتواجه وتُحرر الأرض، وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان.
هذه هي الوظيفة التي يجب أن تقوم بها الدولة، يعني يجب أن نذهب إلى مجلس الوزراء ونضع بنداً: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية؟ ما هو الجدول الزمني لتحقيق ذلك؟ ما هي عناصر القوة التي نستفيد منها؟ كيف يمكن أن نُشرك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وكل المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معاً من أجل إخراج إسرائيل؟ كيف نزيد الضغوط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بأي طريق آخر؟
هذا ما يجب القيام به أن نضع برنامج في هذا الموضوع ونضع له جدول زمني، هذه الأولوية الموجودة، وليس الأولوية الذهاب لسحب السلاح كرمى لعيون إسرائيل، وليس سحب السلاح لأن الأمريكان ولأن إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل جهد أن هذا أولوية، ماذا تريدون بإسرائيل؟ حتى لو بقيت، أين السيادة؟ أنتم، هل تعملون للبنان أم تعملون لمن؟ إذا كنتم تعملون للبنان، إذا كنتم تدعمون لبنان، فيجب أن تكونوا مع إيقاف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، وبداية الإعمار، والإفراج عن الأسرى، بعد ذلك، تعالوا تحدثوا معنا بما شئتم، نحن حاضرون”.
وسأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلب توافقاً، ويتطلب مشاركة مكونات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة.
كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وإلغاء فكرة العدد لمصلحة التوزيع الطائفي الذي يطمئن الطوائف هو أمر ميثاقي، كذلك المقاومة لمواجهة إسرائيل أمر ميثاقي يُناقش بالتوافق.
تعالوا نناقش استراتيجية أمن وطني، واستراتيجية دفاعية، الأمن الوطني يتجاوز موضوع السلاح، لأنه يأخذ بعين الاعتبار قوة لبنان، وتراكم القوة، وتجميع القوة، ومحاولة الدفاع، ومواجهة العدو الإسرائيلي.
ليست الاستراتيجية جدول زمني لنزع السلاح، كنا ننتظر أن نجلس يوماً مع المعنيين كمقاومة لنناقش ماهية استراتيجية الأمن الوطني، يبدو أنهم وضعوا استراتيجية الأمن الوطني جانباً وبات الموضوع فقط أعطونا السلاح ولا أمن وطني، كيف ذلك؟ نحن لا نقبل، لأننا نعتبر أنفسنا مقوم أساسي من مقومات لبنان، لذلك، يجب إعادة النظر في كيفية المقاربة.
ثالثاً، نحن حريصون على بقاء التعاون بيننا وبين الرؤساء الثلاثة، حريصون على النقاش، وعلى التفاهم، وعلى التعاون، لا يضغط أحد على الآخر، لا يعتبر أحد نفسه مضغوطاً، فيقوم بالضغط علينا في الداخل، لا، أحد مضغوط، في النهاية، كل شخص يعرف أن لبنان هو أصل: ما الذي ينفع لبنان ونفعله، لا يحصل أن تتعرض للضغط، فتضغط علينا لنتنازل عن الحق والسيادة، هذه نقطة خاطئة.
نحن وإياكم يجب أن نكون معاً، قولوا للغرب، قولوا للأمريكيين، قولوا لكل من يضغط: نحن لدينا مقومات في لبنان، ونريد أن نتفاهم مع بعضنا، لا تستطيعون أن تلزمونا.
علينا الانتباه أيضاً من دعاة الفتنة الداخلية، ومن الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وعلينا الانتباه من الذين يعملون كخُدام للمشروع الإسرائيلي داخلياً وخارجياً.
أتمنى عليكم ألّا تضيعوا الوقت بالعواصف التي تثيرها الإملاءات الخارجية، اليوم، البلد كله متلبك من أوله إلى آخره، لا أحد مرتاح، لأن باراك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلما تكلّم أحد أو جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: “افعلوا… وإلا…”، ماذا تعني “وإلا”؟ “وإلا لا يوجد مال؟” (عمرها لا تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟
ماذا تقولون أنتم؟ هذا بلد، هذا بلد قُدمت فيه تضحيات، وقُدمت فيه دماء، ما يتعلق بلبنان، نناقشه نحن في لبنان، لا أحد يناقش في الداخل اللبناني ما نفعله نحن كلبنانيين، لا أحد يفرض علينا إملاءات، لا نريد أن نقوم بالاتفاق مع أحد في الخارج، نحن نريد أن نقوم بالاتفاق فيما بيننا من أجل سيادتنا واستقلالنا، نحن كلبنانيين نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، وليعلم الجميع: لن يحصل حل من دون توافق، هذا موضوع استراتيجي وأساسي، دعوهم ينفذون الاتفاق، ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق فيما بيننا من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة جزء لا يتجزأ من هذا النسيج.
أنا أقول لكم: تقدر اليوم الدولة اللبنانية أن تقف بقوة، وتتعهد للمجتمع الدولي أنها مسؤولة عن الحدودين الجنوبية والشرقية، دعوهم يطالبون الدولة اللبنانية، إذا حدث شيء على الحدود الشرقية أو الجنوبية — هذه ثمانية أشهر تجربة بيد الدولة اللبنانية — لم يحدث شيء على الحدود الجنوبية، وكذلك بيد الدولة ضبطت الإيقاع على الحدود الشرقية، ومنعت من إمكانية أن تحصل مجازر ومشاكل وتعقيدات في تلك القرى، ما زالت الدولة اللبنانية تقوم بواجبها تمامًا على المستوى الداخلي. قولوا للعالم: إذا كان مطلوبًا أن لا يكون لبنان مؤثرًا على أحد، فالدولة اللبنانية هي التي تضمن أن تعمل لحماية حدودها وسيادتها، وتتحمل مسؤولية ما يجري في داخلها، ومن داخلها تقدر أن تقف أمام العالم وأمامكم تجربة، ودعوا المجتمع الدولي يحاسب لبنان إذا قصر، لكن لا يتدخل المجتمع الدولي ليطالب لبنان بتحقيق أهداف إسرائيل التي لم تحققها بالحرب. لا، لا أحد يستطيع أن يحرم لبنان من قوته ليحمي سيادته وسياسته وقدراته، لا أحد يستطيع أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزًا — ضعوا هذه الفكرة في رؤوسكم، ولتكن أساسًا.
نحن جماعة أعطينا، قدمنا، قدم اللبنانيون، قدم الجيش، قدم الشعب تضحيات كثيرة، لا يأتي أحد ليعمل علينا ويقول إنه يعوّض عنا في سلامتكم، هذا زمن مضى.
رابعًا، من قدّم التضحيات وحرر الأرض هو أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين، لا يعمل أحد نفسه الآن شريفًا طاهرًا، أو أنه يأتي ليمثل دور الإنسان النقي من الأطهار. لا، كل واحد له تاريخ معروف، وتاريخنا أيضًا معروف، تاريخنا في سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي انتقل إلى جوار الله تعالى شهيدًا عظيمًا كبيرًا مقدامًا شجاعًا، أعطى للإنسانية، وليس لفلسطين فقط، وليس للبنان فقط، ما لم يعطه الكثيرون.
نحن عندنا هذه التضحية نحن عندنا السيد الهاشمي عندنا القادة الشهداء عندنا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، 13 ألف جريح نتيجة لهذه المعارك، دمار، نزوح كل هذا تم تقديمه لإيقاف العدوان، وأوقفنا العدوان.
قالوا لنا: ماذا فعلتم؟ أوقفنا العدوان، هذا العدوان كان سيصل إلى بيروت، هذا العدوان كان سيأخذ كل شيء، هذا العدوان كان يريد أن يغير نمط لبنان، حضور لبنان، جغرافية لبنان، استراتيجية لبنان، مستقبل لبنان. المقاومة والجيش والشعب هم الذين منعوا هذا العدو الإسرائيلي من أن يحقق أهدافه بهذه التضحيات العظيمة التي تم تقديمها.
تقولون لي: هذا الذي قدمناه جعل وضعنا صعبًا؟ لا، لا، لا، المقاومة بخير، قوية، عزيزة، تمتلك الإيمان والإرادة، ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها، وأن يكون بلدها لبنان سيدًا، مستقلاً، عزيزًا. جمهور المقاومة قوي، صابر، متماسك، مجاهدو المقاومة مستعدون لأقصى التضحيات، وأقصى التضحيات هذا أمر معروف للجميع.
أما التاج الكبير والراية الكبيرة، أنا كنت البارحة يوم الاثنين، أشاهد على تلفزيون المنار حلقة عن جرحى البيجر، هؤلاء جرحى؟ هؤلاء أبطال، هؤلاء جماعة أعزاء، هؤلاء جماعة شهداء أحياء، شهود على كل أولئك المتخاذلين، جرحى البيجر، وكل الجرحى، هم أصحاب بصيرة، أصحاب عزم.
سمعت كلماتهم؟ معقول أن أختًا لا ترى بعينيها، ولكنها ترى بقلبها وعقلها وإيمانها وشجاعتها، وتقول إنها تريد أن تتخصص بالذكاء الاصطناعي، وتخرج من الناجحات بدرجة جيد جدًا في امتحانات البكالوريا القسم الثاني؟ ما هذا العطاء والعزيمة! أو الآخر الذي ينجح بدرجة جيد جدًا، ويقول: أريد أن أدرس علم نفس من أجل أن أقدم خدمات للناس.
لكل واحد راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم، الإيمان، الصلابة. إذا فكّرت إسرائيل أن الجرحى لدينا أصبحوا خارج الدائرة لا، الجرحى لدينا يشتعلون، الجرحى لدينا يقدمون، الجرحى لدينا يتقدمون، والله هذه النماذج عظيمة جدًا.
أنا أريد أن أقول لكم اليوم، يا جرحى البيجر، كل الجرحى، أتمنى أن تقبلوا أن أكون أنا وإياكم كالأصحاب الذين يكملون المسيرة معًا، لا يمكن أن تكون هناك مسيرة إلا بكم، المسيرة تتألق بكم، أيها الجرحى، أيها الشهداء الأحياء، أيها المعطاؤون، الذين، في الحقيقة، عندما يسمعكم أحد تتحدثون، يقول: هناك أناس مثقفون، فلاسفة، لديهم عشق لله تعالى، بصيرة استثنائية، مميزة، إيمان بالولاية، محبة لمحمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هذا النموذج لا يمكن أن يُهزم، ولا يمكن أن يخسر.
أنا أقول للذين يريدون أن يسمعوا: ماذا لدينا؟ لدينا هؤلاء الجرحى الذين نجحوا في الامتحانات، وهنا أريد أن أبارك لكل الذين نجحوا في الامتحانات من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، ولكن، حقيقةً، النجاحات المتقدمة بدرجة جيد وجيد جدًا لجرحى البيجر، أمر كبير جدًا.
معنا أيضًا شرفاء لبنان الوطنيون، لا تظنوا أن المقاومة هي فقط حزب الله وحركة أمل، لا، المقاومة هي الأحزاب والقوى، هي الشخصيات من الطوائف، من القوى السياسية المختلفة، من الأفكار المختلفة: علمانية، مؤمنة، شيوعية، أفكار متفاوتة، كلهم يعتبرون أنفسهم مقاومة، نحن لدينا هذا الرصيد، الرصيد الكبير، لا يظننّ أحد أن رصيدنا صغير، لا، واعلموا أن عدونا ليس مطلق اليد، ولم يحقق إلى الآن ما يريد، لم يحقق. لا تتركوه يحقق بالانهزام، يا أخي، لا تنهزموا، نحن لسنا مهزومين، من قال لكم أن تتحدثوا باسمنا؟ من قال لكم أن تقفوا وأنتم خائفون من الآخرين؟ كونوا أقوياء.
على كل حال، عندما يضغط أحد عليكم، قولوا لهم: راجعوا المقاومة، ونرى نحن وإياهم ما الذي سنفعله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
العنوان في هذه الفقرة: نحن صامدون، وسنتجاوز هذه المرحلة، إن شاء الله تعالى، وسنبقى مرفوعي الرأس.
واعلموا أن هذه الجماعة المقاومة، حركة أمل، حزب الله، كل المقاومين الشرفاء، مع الجيش اللبناني، مع الشعب اللبناني هؤلاء سيبقون في الميدان، وسينتصرون، هؤلاء جماعة “هيهات منا الذلة”.
أختم بالنقطة الخامسة:
لبنان يستقر بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى وليس فئات على حساب فئات أخرى، يعني في لبنان المستقر الواحد الموحّد، الدولة بكل مكوّناتها، ومنها المقاومة، أمر واحد، لا يوجد فريقان فريق اسمه الدولة وفريق اسمه المقاومة، لا، نحن جزء من تركيبة الدولة، المقاومة جزء من تركيبة الدولة. واعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، يعني اليوم بعضهم يراهن على أن هناك خلافاً بين حزب الله وحركة أمل، لا، لا، لا، لا، لا يوجد خلاف، بالعكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، ونجلس على قلوبكم، ومن لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط.
لا يظن أحد أنه قادر على التهويل علينا، لأن من يملك الشرف، من يملك المقاومة، لا يمكن إلا أن يكون صاحب عزّة وعنفوان، ويحافظ على قوّته، ويحافظ على شعبه.
اعلموا أن هذه المعركة اليوم، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان، لا يوجد أحد يربح في لبنان وآخر يخسر، لا، إما أن نربح سويا أو نخسر معاً، نحن قناعتنا أن نربح جميعاً معاً، وبإمكاننا أن نربح معاً، ولكن عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بمحاولة إثارة المشاكل والتعقيدات وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، فهؤلاء هم من يخسرون لبنان.
وإذا غلّب بعضنا المصلحة الخاصة التي تتقاطع مع المصلحة الإسرائيلية، فهو المسؤول عن أي ضرر يصيب لبنان، العدوان هو المشكلة، وليس السلاح، حلّوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش موضوع السلاح، والحل يكون بامتلاك أسباب القوة، لا بالتخلي عنها، والاعتماد على الله والشرفاء، لا على الذئب الطاغي الأمريكي وزبانيته. يجب أن نكون أسوداً لنجتاز هذه المرحلة، لا أن نُعجز أنفسنا فنكون حملان فنُؤكل ولا يبقى لنا أثر.
”يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين”
وختم قائلا:”سنواجه الوصاية الأجنبية، والتغوّل الأمريكي-العربي، والتنمّر الداخلي، بالتأكيد هذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والوحدة الوطنية، وهذا ما سنعمل عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.