أوعية طهي الطعام بين الخيارات الصحيحة والأنواع المضرة

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

قد لا ندرك أن اختيارنا للأوعية التي نستخدمها لطهي الطعام هو ٌ أمر على قدرٍ
على نحو صحي ومناسب. وسنحدثُكم في مقالنا الآتي عن أنواع أوعية طهي الأطعمة حسب المواد التي تُصنع منها، ونزودكم بنصائح ضرورية لاختيار الأوعية والتعامل معها على نحو صحيح.
تساؤلات ضرورية:
توجد عدة أمور ينبغي أخذها بالحسبان عند شراء الأوعية المستخدمة في طهي الطعام، وأهمها:
– طريقة التنظيف: من المنطقي اختيار الأوعية التي يسهل تنظيفها، وذلك لتجنب تراكم البكتيريا وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، مع النظر في الأدوات ومواد التنظيف المناسبة لكل نوع من تلك الأوعية.
– المتانة أمام الاستخدام المتكرر: قد يصعب التنبؤ بمتانة الأوعية التي نشتريها، خاصةً أن المتانة تتأثر ً كثيرا بنوع الوعاء الذي صنع منه ،وعموما، تتميز الأوعية المصنوعة من حديد الزهر (حديد الصب iron cast (بكونها أكثر متانة من الأوعية
المضادة للالتصاق التي قد تكون ُ عرضةً للخدوش مع مرور الوقت ،(ويمكننا هنا مراعاة شراء الملاعق الخشبية لتقليل الخدوش مثلا).
– النوع الذي نحتاجه بدرجة أكبر حسب طريقة الطهي: يجب أن تلبي أوعية الطهي معظم احتياجاتنا عند الاستخدام، فمثلا ً لا داعي للأواني غير اللاصقة عند الغلي أو الطهي على البخار، وبالمقابل فقد تحتاج للأواني المضادة للالتصاق عند القلي.
– المخاطر الصحية الناجمة عن استخدامها: من المهم النظر في نوعية المواد التي تصنع منها أوعية الطهي، وتقدير مدى تسرب تلك المواد إلى الطعام، فقد يلزم تجنب شراء نوع من الأوعية لكون المادة التي ُ صنعت منها تتسبب لنا بالحساسية، كذلك ُ يحتمل ألا تناسب بعض الأوعية المصنوعة من الحديد الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات مثل النيكل مثلا ًالمتعلقة بهذا العنصر.
– تأثير تلك المواد في البيئة: من الممكن أن يشكل تصنيع الأوعية خطرا كبيًرا على البيئة نظرا للطريقة التي تُصنع بها ولكونها غير القابلة للتحلل بعد التخلص منها.
– تكلفة الأوعية: لا بد من إيجاد توازن بين التكلفة والجودة عند استخدام أوعية الطهي على المدى الطويل.
وفيما يأتي، نتحدث عن ميزات أوعية الطبخ المختلفة ومساوئها حسب المادة التي صنعت منها:
1- أوعية الألمنيوم: الألمنيوم معدن خفيف إلى حد ما وينقل الحرارة بسرعة، وتعد أوعية الألمنيوم سهلة التنظيف وغير مكلفة أيضا، لكن يحتمل أن يتسرب الألمنيوم إلى الطعام عند الطهي باستخدام هذه الأوعية وغالبا لن تلحظ أي تغيرٍ في الطعم بسببها،(لكن قد يؤدي التسرب الزائد للألمنيوم إلى ترسبه في بعض أعضاء الجسم وكلما طالت فترة طهي الأطعمة زاد تسرب المعدن إليها، وعادة تَمتص الخضار الورقية والأطعمة الحمضية مثل الطماطم والحمضيات هذا المعدن أكثر من غيرها من الأطعمة)، ويعد استخدام أوعية الألمنيوم المؤكسدة مصعديا (أي المغطاة بطبقة من الأوكسيد للحماية عن طريق عملية الأنْودة Anodizing (خيارا ممكنًا، فهي أسهل في التنظيف، وأكثر مقاومة للخدوش، وغالبا لا يلتصق الطعام بها، كما أنها قد تقلل وصول الألمنيوم إلى الطعام أكثر مما هو الحال عليه في أوعية الألمنيوم العادي.
2- أوعية الفولاذ المقاوم للصدأ (الستانلس ستيل): يحتوي الفولاذ المقاوم للصدأ على الحديد والكروم والنيكل، ويعد هذا المزيج من العناصر المعدنية مسؤولا ً عن مقاومته للصدأ والتآكل ،الأمر الذي يجعله ً خيارا ً جيدا للطهي، خصوصا عند تحضير الحساء والخضروات المطبوخة على البخار والبقوليات والحبوب . ويميل الفولاذ المقاوم للصدأ إلى توزيع الحرارة
بالتساوي على سطحه، مما يجعله مناسبا ّ للشي والمخبوزات أيضا، وهو سهل التنظيف عند استخدام ما يمنع التصاق الطعام مثل رذاذ الطهي والزيوت والمواد الدسمة، وتعد من المواد التي تدوم طويلا ً وهي غير مكلفة ً نسبيا مقارنة ببعض المواد الأخرى.
3- أوعية حديد الزهر (حديد الصب): تعد أواني الطهي المصنوعة من حديد الزهر شائعة الاستخدام لعدة أسباب، فهي جيدة التوصيل والتوزيع الحراري ومتينة، ولا يلتصق الطعام بها ً كثيرا، وتعطي الطعام نكهة مميزة لا تُلحظ عند استخدام أنواع أخرى من الأوعية. لكن احتمال تسرب الحديد إلى الطعام عند الطهي مرتفع في هذا النوع من الأوعية، وهذا ما يجعل استخدامها من قبل الأشخاص المصابين بفقر الدم مرغوبا، لكن من جهة أخرى، يجب تجنب استخدام تلك الأوعية في حال الإصابة ببعض الاضطرابات مثل داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثيhemochromatosis Hereditary . وقد يتطلب تنظيف أوعية حديد الزهر طريقة محددة ومنتجات تنظيف خاصة.
4- أوعية التيتانيوم: قد يفضل البعض استخدام أوعية الطهي المصنوعة من التيتانيوم لكونها خفيفة الوزن ومتينة ولا تؤدي المقاومة للصدأ والخدوش. كذلك يؤدي تعرُض هذا المعدن إلى الهواء والماء إلى لتسرب المعدن إلى الطعام، وهي جيدةُ تفاعله مع الأوكسجين وتشكيل ٍ طبقة من ثاني أكسيد التيتانيوم الطبيعي حوله، وتساعد هذه الطبقة على جعله أكثر خمولا ً وأقل قدرةً على التفاعل مع المواد المختلقة، مما يكسبه ديمومةً أكبر، وهو ذو تكلفةً مقبولة، لكن سيئات استخدامه تكمن في طول المدة اللازمة لانتقال الحرارة وعدم توزيعها بالتساوي، وأن الأوعية المصنوعة منه ليست مضادة للالتصاق دائما.
5- أوعية النحاس: قد تساعد الأوعية النحاسية على توصيل الحرارة على نحو جيد، لكن النحاس الذي يتسرب إلى الطعام عند طهيه قد يتجاوز الكميات الآمنة، لذا لا تصح للاستخدام اليومي ، وكذلك الأمر بالنسبة للأوعية النحاسية المغطاة بطبقة من معدن آخر، فقد يتسرب المعدن الموجود في تلك الطبقة خصوصا عند تماسها مع الأطعمة الحمضية.
6- الأوعية غير اللاصقة: تتمتع هذه الأوعية بسهولة بعدم التصاق الطعام بها وسهولة إزالته عنها، ويعود ذلك غالبا لطبقة من التيفلون على سطحها، الأمر الذي يجعلها سهلة الاستخدام والتّنظيف، فضلا ً عن كونها تحتاج كمياٍت أقل من المواد المضادة للالتصاق كالزيت والزبدة، وبذلك كميات أقل من الدهون في الطعام المحضر، لكن توجد بعض الشكوك في ارتباط استخدامها بعدد من المشكلات الصحية مثل أمراض الغدة الدرقية، وتضرر الرئتين، وأعراض قصيرة المدى ناتجة من استنشاق الأبخرة، وهذا ما يسمى أحيانا بإنفلونزا التيفلون، لكن تلك الظاهرة ترتبط بدرجات الحرارة شديدة الارتفاع؛ أي أكثر من 300 ْ س، وتحتاج فترات تعرض طويلة تبلغ عدة ساعات قبل أن تظهر على الشخص. وقد أحدثت في الوقت الحالي بعض التغيرات على تركيبة تلك الأوعية لتكون أكثر أمانا، وهي تتميز عموما بسهولة استخدامها وتوفرها وكلفتها المقبولة.
إرشادات مهمة:
– الامتناع عن تخزين الطعام في الأوعية التي استُخدمت للطهي ما لم تكن أواني زجاجية أو من الأنواع التي لا تتسرب المعادن منها، مع الحرص على تقليل مقدار الوقت الذي يلامس فيه الطعام الأوعيةَ المعدنية.
– تجنب استخدام الأدوات المعدنية والصلبة من ملاعق التحريك وغيرها كي لا تخدش سطوح الأواني.
– استخدام كمية صغيرة من المواد المانعة للالتصاق مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند على سطوح أوعية الطهي لتقليل كمية المعادن التي قد تتسرب عن طريقها إلى الطعام.
– تنظيف الأوعية جيدا بعد كل استخدام.
– الاستعاضة عن الأوعية المصنوعة من الألمنيوم بأوعية ٍ جديدة كل 2-3 سنوات، أو في حال ظهور خدوش على سطوحها.


*رئيسة القسم الثقافي في موقع “الدنيا نيوز”.