من حصاد السنة … فيروس كورونا وتحوراته في عام 2021

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

شهد عام 2021 العديد من الأحداث التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وتحوراته وهو ما كان له أثراً كبيراً على كل دول العالم.
ونستعرض فيما يلي أهم تطورات فيروس كورونا خلال عام 2021.

متحور دلتا

أثار متحور دلتا من فيروس كورونا الرعب حول العالم وذلك بسبب أنه ينتشر بسرعة أكثر من فيروس كورونا الأصلي.
وذكرت وثيقة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن متغير دلتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، والذي أصبح سائداً الآن في جميع أنحاء العالم، مُعدي مثل جدري الماء وأكثر عدوى بكثير من نزلات البرد أو الإنفلونزا. يمكن أن ينتقل دلتا حتى في ظل الحصول على التطعيم، وهو أكثر خطورة على الصحة من سلالات فيروس كورونا السابقة.
أكدت الوثيقة أن متحور دلتا يتطلب نهجاً جديداً لمساعدة الجمهور على فهم الخطر، بما في ذلك توضيح أن الأشخاص غير الحاصلين على لقاح كورونا المُستجد، كانوا أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للأعراض الشديدة والموت، من أولئك الذين تم تطعيمهم.
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي، إن النظم الصحية في العديد من البلدان تُعاني الآن من الإرهاق وأن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس مُعرضة للخطر أو الضياع.
في بريطانيا، تسبب متغير دلتا في زيادة حادة في الإصابات في الأشهر الأخيرة على الرغم من أن بريطانيا تقود واحدة من أسرع حملات التلقيح في العالم.
بينما تعرضت البلدان في آسيا، التي تجنب الكثير منها أسوأ النتائج التي ضربت الدول الغربية في عام 2020، لضربة شديدة بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة. تم إعلان العديد من القيود الجديدة، فأعلنت الفلبين عن خطة لإغلاق منطقة العاصمة مانيلا ، التي يقطنها أكثر من 13 مليون شخص، لمدة أسبوعين.
في اليابان، حيث طغت زيادة الحالات على الألعاب الأولمبية، اقترحت الحكومة حالات الطوارئ حتى نهاية أغسطس في ثلاث محافظات بالقرب من طوكيو ومحافظة أوساكا الغربية.

فعالية اللقاحات ضد متحور دلتا

يقول مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في هيئة الصحة العالمية، للصحفيين إن اللقاحات المُضادة لكورونا لا تزال فعّالة في الوقاية من التطور الخطير للأعراض والوفاة، قائلاً: “نحن نكافح الفيروس نفسه، لكن الفيروس أصبح أكثر مهارة”.
حتى في البلدان الغنية التي كانت من بين أول من أطلق حملات التطعيم، ارتفعت حالات الإصابة. في حين أبقت اللقاحات معدلات الوفيات منخفضة حتى الآن، لا يزال عدد كبير من السكان عرضة للخطر، خاصة أولئك الذين يرفضون اللقاحات، وهي مشكلة خاصة في العديد من الدول، ومنها أجزاء من الولايات المتحدة، فما يقرب من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لم يحصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح بعد.
شهدت المناطق الأمريكية التي تنخفض فيها معدلات التطعيم ارتفاعات حادة في عدد حالات الإصابة في الأسابيع الأخيرة.
يقول الدكتور أنتوني فوسي، كبير المتخصصين في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنه يتوقع أن تبدأ اللقاحات، التي لم تحصل حتى الآن إلا على موافقة طارئة فقط، في الحصول على الموافقة التنظيمية الكاملة في أغسطس، وأن هذا قد يساعد في إقناع المزيد من الناس بالتطعيم.

أعراض المتحور دلتا مختلفة عن فيروس كورونا

يُذكر أن سلالة دلتا قد غيرت من أعراض فيروس كورونا المُستجد، لتشمل الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف الذين يتم الإبلاغ عنها الآن بشكل أكثر شيوعاً.
يحث الخبراء الناس على البحث عن أعراض Covid-19 الجديدة المرتبطة بمتغير دلتا شديد العدوى. ففي حين كانت الحمى والسعال المستمر وفقدان حاسة التذوق والشم هي الأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس كورونا، فإن الصداع ، يليه التهاب الحلق وسيلان الأنف والحمى أصبحت هي أكثر الأعراض شيوعاً لسلالة دلتا.
وجدت دراسة بريطانية حول السلالة سريعة الانتشار أن الأعراض الأكثر شيوعاً التي تم الإبلاغ عنها قد تغيرت، حالياً قد تشعر أن دلتا ما هي إلا نزلة برد سيئة.
ترصد الدراسة، التي تستند إلى الإبلاغ الذاتي من المُصابين بالفيروس، أنه على عكس الفيروس الأصلي، فقد احتل فقدان الشم وضيق التنفس مرتبة أدنى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من سلالة دلتا.

سلالة مو الجديدة لكوفيد- 19

فيما صنّفت منظمة الصحة العالمية، سلالة جديدة من فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، تسمى “مو” التي اُكتشِفَت للمرة الأولى في كولومبيا في يناير الماضي، على أنها متغير “مثير للاهتمام”، وذلك هناك مؤشرات على أن طفرات السلالة “مو” تمكّنها من تجنب الأجسام المضادة في الأشخاص الذين تم تلقيحهم أو تعافيهم من المتغيرات الأخرى.
اعتباراً من 30 أغسطس 2021، تم إدراج السلالة مو، التي تسمى أيضاً B. 1.621، على أنها متغير مثير للاهتمام. كانت هناك 48 حالة من سلالة مو في المملكة المتحدة، تشترك السلالة في الطفرات مع متغيرات مثيرة للقلق، بما في ذلك متغير دلتا الذي يهيمن حالياً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك، لم يُحسم بعد على وجه يقيني ما إذا كان مو سيكون قادراً على التهرب من الحماية التي توفرها لقاحات فيروس كورونا.
تم توثيق متغير مو لأول مرة في كولومبيا، في يناير 2021. هناك، كان هذا المتغير مُصاباً به نحو 852 حالة، وفقاً لمبادرة GISAID لتتبع COVID.
وفقًا لبيانات المبادرة، تم اكتشاف السلالة في 40 دولة على الأقل وفي 49 ولاية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال تصريحات صحافية يقول الدكتور بايل كارديناس، المتخصص في الأمراض المعدية: “لقد لفت انتباهنا المتغير مو لأنه يحتوي على العديد من الطفرات المشابهة لبيتا، كما أنه لديه بعض الطفرات المُشابهة لألفا ودلتا”.

كوفاكسين لقاح جديد ضد كورونا
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في شهر نوفمبر الماضي عن موافقتها الرسمية على انضمام لقاح كوفاكسين الجديد إلى قائمة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” ليتم استخدامه في بعض بلدان العالم.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن موافقتها الطارئة على لقاح “كوفاكسين” والذي طورته مجموعة بايوتيك الهندية.
وحقق لقاح كوفاكسين فعالية بنسبة 78% ويوصى به لجميع الفئات العمرية بدايةً من 18 عاماً، ويؤخذ اللقاح على جرعتين بفارق زمني 4 أسابيع تفصل بين الجرعة الأولى والثانية.
وتكشف التقارير العالمية أن لقاح كوفاكسين يلائم الدول المنخفضة والمتوسطة من حيث الدخل وذلك بسبب سهولة تخزينه وسعره غير المكلف مقارنة ببعض اللقاحات الأخرى.
ويعتبر لقاح كوفاكسين هو أول لقاح يتم تصنيعه بالكامل في الهند يحصل على موافقة منظمة الصحة العالمية الطارئة.
وانضم لقاح كوفاكسين إلى لقاحات فايزر/بيونتك ومودرنا وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون وسينوفارم وسينوفاك وهي اللقاحات المعتمدة عالمياً والتي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية.
وتوفر موافقة منظمة الصحة العالمية على لقاح كوفاكسين الفرصة لاستخدامه في البلاد الأكثر فقراً لإنقاذها من الانتشار الواسع للفيروس.

حقيقة المتحور “هيهي الصيني”

وانتشرت خلال الأشهر الماضية العديد من الشائعات حول وجود متحور خطير وجديد لفيروس كورونا كوفيد-19 ينتشر في الصين.
وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر نوفمبر الجاري الكثير من المنشورات التي تزعم وجود متحور خطير لفيروس كورونا أشد خطورة وأكثر فتكاً مقارنة بكوفيد-19.
وأشارت المنشورات إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن ظهور متحور فيروس كورونا في إحدى المدن الصينية ويطلق عليه اسم “هيهي” ولكن هل هذه الشائعات حقيقية فعلا؟
استمرت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن هذا المتحور ونقل اسمه الغريب وحصدت آلاف المشاركات، مؤكدة أن هذا الفيروس المتحور سيصل إلى أوروبا في فبراير المقبل وأن من أعراضه السقوط المفاجئ والرعشة ثم الموت.
ولكن الحقيقة أن منظمة الصحة العالمية نفت وجود متحور لفيروس كورونا بهذا الاسم وأنه لا صحة لكل هذه الأنباء والإشاعات على الإطلاق.
وجاء النفي من منظمة الصحة العالمية على لسان متحدث لها لموقع فرانس برس.
فيما أشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن المتحورات التي ظهرت لفيروس كورونا منذ ظهور الجائحة حتى الآن هي “ألفا وبيتا وغاما ودلتا” فقط حتى الآن.
واعتاد الفريق التابع لمنظمة الصحة العالمية لتسمية التحورات بالأحرف الأبجدية اليونانية وذلك لتسهيل الأمر على غير المتخصصين.
كما شددت منظمة الصحة العالمية على أنها لا تستخدم أسماء مدن أو بلدان عند تسمية تحور أو فيروس جديد.
وتعمل منظمة الصحة العالمية في حالة رصد متحور جديد بإجراءات صارمة لتقييم خصائص هذا التحور والتحقق منه مختبرياً بالإضافة لاستعراض خصائصه الوبائية ثم ترصده واتباع انتشاره.
ويعتقد العلماء أن انتشار الشائعات عن وجود تحور جديد من فيروس كورونا في الصين جاء بالتزامن مع ارتفاع معدل الإصابات في البلاد وتشفي متحور دلتا كورونا.
وترفض الصين تدابير جديدة في البلاد قبل الأولمبياد الشتوي الذي سيقام في العاصمة بكين خلال شهر فبراير المقبل.

متحور أوميكرون

أصاب ظهور متحور أوميكرون الرعب في دول العالم بسبب انتشاره السريع والذي يفوق انتشار متحور دلتا وكذلك انتشار فيروس كورونا.
وسجلت جنوب إفريقيا أول إصابة بمتحور أوميكرون وأعلنت عن ارتفاع الحالات المؤكدة على مدار 24 ساعة إلى 1000 حالة، خصوصاً في منطقة غوتنغ المجاورة لجوهانسبورغ وبريتوريا.
وربط الأطباء بين ظهور متحور أوميكرون وانتشار الإصابات بكورونا خاصة بعدما تم تأكيد وجود متحور أوميكرون الجديد أيضاً في جنوب إفريقيا مع مسافر في هونغ كونغ كان سابقاً في جنوب إفريقيا.
ووفقا للباحثين فإن هذا المتحور الجديد يحتوي على “عدد كبير جدا من الطفرات”، تضاهي 32 طفرة في بروتين سبايك.
بسبب الطفرات العديدة في بروتين سبايك يصعب محاربة الفيروس المتحور من قبل الخلايا المناعية.
فهو ينفلت من الاستجابة المناعية في عملية تسمى بالهروب المناعي، مع احتمال الإصابة بأمراض أخرى.
وبسبب متحور أوميكرون، بدأ المسؤولون في ألمانيا بتقييد الحركة الجوية مع جنوب إفريقيا والعديد من الدول الأفريقية الأخرى.
بسبب المتحور الجديد تريد مفوضية الاتحاد الأوروبي الحدّ من السفر من جنوب أفريقيا والعديد من الدول الأفريقية إلى الاتحاد الأوروبي إلى حد أدنى.
قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية عن انتشار متحور أوميكرون ليصل إلى 63 دولة حول العالم.

———————————

*رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.