مطران بيروت ثائر … وعظته مدوية

بقلم : البروفوسور ايلي الزير*

رجل المرحلة وضمير الثورة، بات رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر قال كلمته في قداس الاحد لمناسبة عيد مارمارون في بيروت وعلى مسمع الحاضرين جميعاً من أعلى المستويات والرتب بدءاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة د حسان دياب ورهط كبير من الوزراء والنواب والمسؤولين الكبار الذين كانوا حاضرين في عظة القداس.

المطران عبد الساتر قال ما هو مقتنع به..قال فعلا ما يرضي ضميره امام الله والناس . أكد على ان لا دين للرغيف .

وقال ما حرفيته متوجهاً للمسؤولين السياسيين، والتي على اثرها صفق الحاضرون،: “أيها المسؤولون ائتمناكم على أرواحنا ومستقبلنا، تذكروا أن السلطة خدمة.”

واضاف “نريد منكم مبادرات تبث الأمل وخطابات تجمع وأفعالا تبني، نريدكم قادة مسؤولين.”

وسألهم : ” الا يحرك ضمائركم نحيب الأم على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها؟ ألا يستحق اللبنانيون الذين وثقوا بكم وانتخبوكم في ايار 2018 ان تصلحوا الخلل في الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، وأن تعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين وأصحاب الارادة الطيبة على ايجاد ما يؤمّن لكل مواطن عيشة كريمة؟ والا فالاستقالة أشرف.”

وأعتبر أنّ “من يشجع في خطابه على التعصب والتفرقة، ومن يحسب الوطن ملكية له ولأولاده من بعده ويحتكر السلطة ويستبد ويظلم من وثقوا به، ليس زعيما وطنيا ولا مسؤولا صالحا”، موضحاً أنّ “الزعيم الاصيل هو الذي اختار أن يثبت في أرضه في زمن الضيق مع أهله حتى الاستشهاد.”

وأضاف: “الزعيم الوطني هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس من اجل الحفاظ على وجه لبنان الرسالة وعلى حق كل لاجئ ونازح بالعودة الى أهله وبلده. ”

وتوجّه المطران للرئيس عون قائلاً: “لا زلنا نرجو أن يقوم القضاء بدوره في المحاسبة بحرية وشفافية.”
وتابع: “نحن اللبنانيين لا نزال نصدق يا فخامة الرئيس ويا رئيس مجلس النواب ويا رئيس مجلس الوزراء أنكم، مع من انتخبناهم مسؤولين علينا،لن تخذلونا والا الويل لنا جميعا.”

يحق لنا الان ان نصف عظة المطران عبد الساتر بأنها عظة مدوية ، على امل ان توقظ ضمائر الحكام، ويعودون  للشعب الذي أعطاهم الثقة.

——–

* أخصائي سمعيات