ماذا وجد العلماء في كهوف الخفافيش؟ وما علاقة كورونا؟

 

 

“الدنيا نيوز – دانيا يوسف

يغامر العلماء في اقتحام كهوف الخفافيش بهدف البحث وجمع المعلومات عن هذا النوع من الثدييات الذي يعتبر وسطاً مناسباً لتكاثر الفيروسات المهددة للبشرية كفيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بإصابة ما يزيد عن 3 ملايين إنسان حول العالم.
ونشر تلفزيون “سي تي في” الكندي، تقريراً عن أحدث المغامرات التي قام بها الباحثون في كهوف مقاطعة “يونان” جنوب غرب الصين، اتخذ خلالها الباحثون إجراءات احتياطية في مهمتهم؛ كارتداء البدلات الواقية من المواد الخطرة وأقنعة الوجه والقفازات السميكة والمصابيح، فمن الممكن أن تحمل الخفافيش فيروسات خطيرة وغير معروفة للبشر، لدرجة أنّ لمس روث الخفافيش أو بولها قد يكون مميتاً.
كيف يفحص الباحثون الخفافيش؟
يقول رئيس منظمة غير حكومية متخصصة في كشف الفيروسات الجديدة ومنع انتشارها، بيتر داسزاك، إنّ العلماء يستخدمون مخدراً معتدلاً، يدفع الخفافيش للنوم، ليتسنى لهم جمع عينات من دمها، ومسحات من فمها وبرازها.
وزار داسزاك أكثر من 20 دولة من أجل استكشاف الكهوف التي تعيش فيها الخفافيش، للعثور على الفيروسات المميتة مثل الفيروسات التاجية التي ينتمي إليها كورونا، حيث تمكّن مع فريقه من جمع 15 ألف عينة من الخفافيش، ليعثر على 500 فيروس تاجي جديد، وهي نتيجة مذهلة ومخيفة في آن، كما عثر في أحد الكهوف التي تعيش فيها الخفافيش بالصين على سلف محتمل لفيروس كورونا المستجد عام 2013.
وبحسب داسزاك، فإنّ جنوب شرق آسيا والصين تمثل مكاناً مهماً للبحث عن فيروسات الخفافيش؛ إذ يتصل السكان بانتظام بالحياة البرية من أجل صيد الحيوانات واستهلاكها وبيعها، وفق ما أورد موقع سكاي نيوز.
بدورها، قالت عالمة الفيروسات في سنغافورة، وانغ لينفا، إنّ هذه الفيروسات الموجودة في الخفافيش تصل إلى الإنسان عبر وسيط، مثل قط الزباد والجِمال، وذلك حتى تغير من طبيعتها لتكون من قادرة على دخول الخلايا البشرية.
ومن الجدير بالذكر أنّ فريق داسزاك كان قد توصّل لنتائج مدهشة عام 2015، بعد تحليل دم الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من كهوف الخفافيش في مقاطعة يوهان الصينية، ووجدوا أنّ نحو 3 بالمئة من الأشخاص لديهم أجسام مضادة لفيروسات موجودة فقط في الخفافيش، ما يعني أنّ هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا بالفعل للفيروسات.