ليالي الشمال الحزينة ..!

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

يُرسَمُ مثلث ألوقائع ألآنِي أثر ألعملية ألأمنية آلفاشلة ألتي نفذها ألعدو ألإسرائيلي في عمق ألضاحية ألجنوبية للعاصمة بألأضلاع ألمتساوية Triangle Equilateral فتبدو ألمشهدية كَعين ألديك :
١-إعتبار رئيس ألجمهورية أللُبنانيَة ألعماد ميشال عون ألإعتداء ألصهيوني بواسطة طائرتين مُسيرتين عن بُعد مُذخرتين و مُبرمجتي ألأهداف إعلان حرب و ألرَد حق .
٢-خطاب ألأمين ألعام لحزب الله السيد حسن نصرالله ألمتضمن مُختَصَرَآ حتمية ألضربة ألمؤلمة ردآ على ألعدوان .
٣-ألإتصال ألهاتفي ألمسائي لوزير خارجية آلولايات ألمتحدة ألأميركية مايك بومبيو بألرئيس سعد ألحريري طلبآ للتهدئة ، تجنب ألتصعيد و ألعمل لمنع أي تدهور  ..

أما رئيس وزراء ألعدو بنيامين نتنياهو فهو على خشبة مسرح كوميديا dell’arte متقمصآ دور Punchinello ، ملهاة مرتجلة ممكن أن يلعبها على كل ألمسارح إلا في لبنان حيث ألعصا ألسحرية magic wand في روايات “هاري بوتر” Harry Potter عقيمة عن أي خديعة ، غير ذي نفع أمام صولجان ألمقاومة ألفولاذي ذو ألضربات ألدقيقة برآ ، بحرآ و أخيرآ جوآ ..

بعد هذه ألمقدمة و بصرف ألنَظَر عن خصائص و مميزات ألطائرات ألمُسيرة عن بُعد Drones
و أجهزتها ألإلكترونية ألمتطورة و برمجياتها ألملقمة إحداثيات أهدافها ، إضافة إلى تحديد نقطة
ألإنطلاق و ألمسافة ألتي تقطعها ، فإن عدة تساؤلات تطرح عن سبب ألإعتداء ألآن في ألأبعاد و ألخلفيات و ألمرامي .. إذ أن “وراء ألآكمة ما وراءها”..
1- أتى ألإعتداء ألسافر – رغم ألخروقات أليومية ألمعتادة لطيران ألعدو ألحربي – خرقآ فاضحآ
للقرار ألأممي 1701 ألمتعلق بوقف ألعمليات ألعسكرية جنوب نهر ألليطاني و ذلك قبل أسبوعين تقريبآ من إنعقاد مجلس ألأمن ألدولي في 13 آب ألمقبل بُغيَة ألتجديد لقوات ألطواريء ألدولية ألعاملة في جنوب لبنان UNIFIL ، حيث تعمل تل أبيب و حلفاءها في ألإدارة ألأميركية على تعديل مندرجات ألقرار و إدراج ألفصل ألسابع من ألميثاق ألذي ينص على تدابير قسرية تتراوح بين ألعُقوبات ألإقتصادية و إستِخدام ألقوة ألعسكرية …
2- يحاول رئيس وزراء ألعدو ألهروب إلى ألأمام في ظل إنتخابات مبكرة سيخوض غمارها بتاريخ ألسابع من أيلول ألقادم بعد إخفاقه في تشكيل حكومة إئتلاف وطني مما يسمح له بإقتباس شخصية ألرجل ألحديدي “غرانديزر” Gurendaizer في ألأفلام ألكترونية أليابانية و هو مُحال في بيت ألعنكبوت ..


3- ألتشويش على ملفات ألفَساد ألتي تغمر نتنياهو و أهمها (ألملف 3000= فضيحة ألغواصات)
و ملفات أخرى تشارك بها زوجته إضافة لبعض ألمقربين ..
4- يعتبر رئيس وزراء العدو و رئيس أركان ألجيش “أفيف كوخافي” كذلك ألرئيس 12 لجهاز ألمخابرات – ألموساد – “يوسي كوهين” أن ألفرصة سانحة أمامهم لِإنهاء دور حزب الله في لبنان أو على ألأقل تكبيله ماليآ و تأليب ألشَعب أللبناني و دول أخرى ضده في ظل إنقسام سياسي عامودي حول ألإستراتيجية ألدفاعية و دوره سواء في ألداخِل أللبناني أو على صعيد ألإقليم ..

5- رغم أن ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب يرفض ألدخول في حرب مع ألجمهورية ألإسلامية ألإيرانية مؤَيَدآ من بعض أركان إدارته إلا أن إستدراجه بنظر “ألمخادع” Giant frond – نتنياهو – إلى دعم حرب بألوكالة مع إيران و بألتالي مع حزب الله أمر وارد أو غير ميؤوس من ولوجه ..

6- تعتبر ألقيادة ألعسكرية ألإسرائيلية إستراتيجيآ أن تعديل قواعد ألإشتِباك ميدانيآ و هي ألمتعادلة حاليآ (ألردع ألمتوازن) و ألإنتقال إلى مرحلة قد تصبح فيها ألعمليات ألأمنية ألجراحية و ألموضعية كألإغتيالات أمرآ معتادآ كباقي ألخروقات ألمرتكبة لا سيما أن حزب الله متورط على عدة جبهات و ربما يكون مستنزفآ ..
7- يعيش ألكَيان ألصهيوني بين فكي كماشة حادتي ألنصل مقاتلة و جدية – حزب الله – المقاومة في غزة – مما يفرض عليه مهادنتهما “مرغمآ عدوك لا بطل” كما يعتبرهما ألعقبتان ألأساسيتان في إسقاط أو إنجاز صَفقة ألقَرن ألمطروحة ..
8- إن تنفيذ خطة ربط ألضربات ألمتنقلة من : إستهداف مستودعات ألحشد ألشعبي في ألعراق – مرابض الحرس ألثَوري ألإيراني في سوريا – مراكز حزب الله ألمعتلمة في لبنان – مخابيء و أماكن تواجد مجموعات ألجهاد ألإسلامي و حماس في غزة ستُلجَم بسهولة من ألمقاومة في لبنان ألتي سيفرض ردها إبقاء قواعد أللعبة كما هي ..
9- يرى رئيس وزراء ألعدو أن دعوة ألرئيس ألفرنسي إيمانويل ماكرون وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى فرنسا و حضوره عدة إجتماعات و مناقشات بألتزامن مع إنعقاد قمة ألدول ألصناعية و ألإقتصادية ألسبع G7 في مدينة “بياريتز” Biarritz ألفرنسية مؤشر على تنامي فكرة إلغاء أو (مرحليآ) تخفيف ألعُقوبات ألمفروضة على إيران ، ثم ألسير نحو إتفاق جديد مُعدل وفق رؤية مشتركة من ألرئيسين ترامب و روحاني ، مما يعني إسدال ألستارة على مسرح ألمواجهة ألأميركية – ألإيرانية
و بألتالي (ترجيحآ) ألإنتقال مع لبنان و ألمقاومة إلى طرح تنفيذ ألبند 10 من ألقرار 1701 و الذي
ينص على ألإنتقال من حالة وقف ألأعمال ألعدائية إلى حالة وقف دائم لإطلاق ألنار ..

10- رغم ألعُقوبات ألمالية و كل ألتهويل بتحطيم آلة ألمقاومة فإن ضمان عدم ألإنزِلاق إلى حرب لبنان ألثالثة هو ألسيد حسن نصرالله إضافة إلى ترسانة ألحزب ألصاروخية و قدراته ألمتنامية و مفاجآته ألغير مرتقبة أو ألمتوقعة ..
11- إن مستوى ألكلام ألعالي ألنبرة في كلمته في بلدة ألعين ألبقاعية لها من ألصدقية ما يعترف به ألعدو قبل ألصديق ، هي ليست أمرآ فولكلوريآ أو شكليآ مما يعني أن وقوف ألجنود على “رِجل و نصف” بإنتظار ألقنص ألعادل ليس إمرآ محبطآ فقط بل مدمرآ للمعنويات فألإنتظار أكثر إيلامآ من ألمواجهة ..

ختامآ ..! على نتنياهو أن يتذكر ليالي ألشمال ألحزينة كما عليه إنتظار ألمطر دون ألعبث بأيام ألصيف ألحارة فألصفيح ألساخِن لِدبابات “ألميركافا” Merkava 4Tank أفضل لجنوده من ذوبان فولاذها بصواريخ “ألكورنيت” 9M133 Kornet Rocket ، فهو لا يخوض إنتخاباته بدماء شعوب ألمنطقة بل بدماء ألإسرائيليين وفق كلمة ألسيد نصرالله ..
يقول ألكاتب ألأميركي مارك توين Mark Twain “يستطيع ألكذب أن يَدور حول ألأرض في إنتظار أن تلبس ألحقيقة حذاءها” و ألعبرة لمن إعتبر ..

*عميد ، كاتب و باحث.
بيروت في 28.08.2019