لماذا يميل الناس الى نظرية المؤامرة ..ولو على حساب الواقع

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

 

 

سواءً كان الناس يعتقدون أن هتلر على قيد الحياة بالفعل ويعيش في الأرجنتين أو أن جون كنيدي قتل بواسطة “سي آي إيه”، فإن نظريات المؤامرة موجودة في كل مكان.
ولكن ما الذي يجعل الناس يؤمنون بها بدلاً من الحقائق التي تقول أن هتلر مات في عام 1945، وقتل جون كينيدي من قبل “لي هارفي أوزوالد” الذي كان يعمل بمفرده؟
تشير دراسة جديدة من معهد زيورخ لأبحاث الشؤون العامة إلى أن الأمر كله يعود إلى مدى سوء فهم الاحتمالات، والكراهية وعدم اليقين، والرغبة أن تجد تفسيراً للأحداث غير المتوقعة.
وفي الدراسة التي نشرت في علم النفس المعرفي التطبيقي، شملت مجموعة 2254 مشارك وخمس تجارب. في إحدى هذه التجارب، طُلب من المتطوعين قراءة قصص إخبارية خيالية تتعلق بصحفي يعاني من أزمة قلبية. وفي إصدارات مختلفة، قيل لهم إن طبيبه قد أشار إلى أنه إما أصيب بنسبة 1 بالمائة أو 25 بالمائة أو 50 بالمائة أو 75 بالمائة أو 95 بالمائة من الإصابة بنوبة قلبية، وفقا لتقارير PsyPost ثم طلب منهم تقييم مدى احتمال تعرض الصحفي لأزمة قلبية أو تعرض للقتل.
عندما ذكر التقرير الإخباري الخيالي أن نوبة قلبية غير محتملة، كان المشاركون على الأرجح يعتقدون أن الصحفي كان ضحية للقتل. وفي تجربة ثانية، قيل لهم إن الصحفي قد نشر حديثاً عن فساد الحكومة. في هذا السيناريو، يعتقد المزيد من المشاركين أنه قد قُتل. وكتب الباحثون في دراستهم “كلما كان احتمال حدوث حدث أقل، ازدادت التفسيرات التآمرية، نستنتج أن التفكير التآمري يمثّل إرشادًا معرفيًا و آلية مواجهة لعدم اليقين.”
ويمكن أن يفسر البحث المؤامرات حول وفاة شخصيات عامة، مثل اغتيال جون كينيدي حيث تمكن مسلح واحد من قتل رئيس جالس من مسافة بعيدة.
وكتب الباحثون “تشير النتائج إلى أن السيناريوهات عالية التأثير وكذلك السيناريوهات ذات الدوافع الخفية الواضحة تحرض على اعتقاد أقوى بالتفسيرات التآمرية”.
يؤكد المؤلفون على أنه يجب بذل المزيد من العمل للتحقيق في الرابط أكثر، على الرغم من أنهم يأملون في أنه يمكن استخدامه للمساعدة في وضع نظريات مؤامرة للافتراض في المستقبل.