أنت والاطفال والاوطان .. روحي وحياتي

بقلم : فاطمة صالح*

 

لا تلمني ..
يا حبيبَ الروح ..
إني .. لستُ ضِدّكْ ..
لا تلمني ..
فطريق العمر يعنيني ..
ولا يعنيكَ وحدكْ ..
لكَ حُبّ ٌ .. ملء ُ هذا القلب ..
لا يلغيه صَدّكْ ..
حُبّ أنثى من بلاد الشرق ..
وشمٌ ..
قد تماهى في حنا يا القلب والروح ِ ..
إلى أن صار هذا القلبُ مَهد َكْ ..
حبّ أنثى من بلاد الشرق ..
وشمٌ .. في شراييني ..
وفي أوتار قلبي ..
في ابتسامات ِ صِغاري ..
في أغاني ” الميجنا “..
و “الأوف “.. و ” اليابا “..
وفي ترتيل ” فيروز ” عن الأحباب .. إذ :
” نهَبوا رُقاديَ .. واستراحوا ”
وَيحهم ..!!
كيف استراحوا ..؟!!
في افترار الياسَمينْ ..
في أغاني الحالمينْ ..
في ورود الشرفاتْ ..
في ربيع الأغنياتْ ..
في تواقيعي على صدر الحياة ْ ..
في سماء ٍ .. ماتتِ الأحلامُ فيها .. زمنا ً ..
وَلّى ..
وعادَتْ للحياة ْ ..
في النباتْ ..
يرتوي من فيضِ روحي .. حُلُما ً ..
قد كان وهما ً ..
ثمّ أغرتهُ الجهاتْ ..
* * *
يا حبيبي ..
إنني أنثى لطيفة ْ ..
وظريفة ْ ..
لستُ أخشى أن أكونْ ..
وردة ً ، تغري العيونْ ..
لا أخاف الرجلَ الشرقيّ .. والغربيّ ..
أن يقتاتَ – يوما ً- من جمالي ..
أن يُحيلَ الزبَدَ الطافي مآلي ..
ليَ بيتٌ ..
عند قوس الشمس ِ..
ورديّ ٌ .. حنونْ ..
ليَ حُصن ٌ ..
في خفايا الروح ..
مَحميّ ٌ .. حَصينْ ..
يحتوي .. ماهو أغلى ..
من أمان ٍ عابراتِ ..
من صديد ِ النزواتِ ..
أنتَ .. والأطفالُ .. والأوطانُ ..
روحي .. وحياتي ..
لستُ ضِدّكْ ..
* * *
إنما البحرُ يناديني :
– تعالي ..
يا فتاة َ النور .. والشمس ِ ..
تعالي ..
– أنتَ بحرٌ ..
كيف تحتاجُ لمثلي ..؟!
أنا قطرة ْ ..
– قد تعاهدنا ..
هلُمّي ..
من زمان ٍ ما تعانقنا ..
تعالي ..
كيف هذا الصدّ ُ.. يا بنتَ النهارْ ..؟!
حُزمة ً من ضوء ِ شمس الصبح كنتِ ..
لِمَ غِبْتِ ..؟!
– جَمّدوني في إناء ْ ..
ذوّبوني في وعاءْ ..
حاولوا مَزجي بطين ٍ عفِن ٍ ..
لم يستطيعوا ..
ما تقبّلتُ المزيجْ ..
عامَلوني بالحرارة ْ ..
بعثروا ذرّاتِ قلبي ..
ذرّة ً .. في إثر ِ ذرّة ْ ..
ما تقبّلتُ المزيجْ ..
” كيف – يا بنتُ – الخلاصْ ” ..؟!
خطرتْ في الرأس فكرة ْ ..
طارتِ الأحلامُ فيها ..
ثمّ حَطتْ فوق زهرة ْ ..
طلعتْ شمسُ الصباحْ ..
فامتطيتُ الدفْ فيها .. وأتيتْ ..
لا أبالي بالبُغاثْ ..
أنتَ – يا بحرُ – حبيبي ..
فاحتضِني ..
داوِني ..
إني جريحة ْ ..
ما تقبّلتُ التراخي ..
ماحلمتُ – العمر – يوما ً ..
بالوسادات المريحة ْ ..
حضنكَ الصاخبُ .. أغراني – زمانا ً – ..
في مناجاة ٍ صريحة ْ ..
إنها الشمسُ .. تغذّي الدفء في هذا الشعاع ْ ..
وأنا – يا بحرُ – ..
قد أطلقتُ أوتارَ الشراع ْ ..

*شاعرة وكاتبة سورية